#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
سورة هودتفسير الآيات 119-123 ، القصة في القرآن
سورة هودتفسير الآيات 119-123 ، القصة في القرآن
سورة هودتفسير الآيات 119-123 ، القصة في القرآن - بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين: أيها الأخوة الكرام: الآيات الأخيرة، ولا سيما الآية العشرون بعد المائة، والآية الثالثة والعشرين بعد المائة من سورة هود، وهي قوله تعالى:﴿وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) ﴾ أيها الأخوة: هذه الآية أولاً تدل على أن أنجع وسيلة في التربية القصة، القصة الواقعية، والقصة المتعلقة بالبطولات والإيجابيات، قد تقرأ قصةً لكاتب معاصر، يصور لك فيها الإنسان في أحط مستوياته، في نوازعه الدنيا، في مشاعره الرخيصة، في دناءته يصور لك المجتمع في تفككه، يقول لك هذه قصة واقعية، تماماً كمن ينقب في القمامة، ماذا سيجيد ؟ كل شيء يدع إلى اشمئزاز. لكن إذا رويت للناس قصص الصلحاء، الصالحين، الأبطال القادة، الفاتحين، المؤمنين، الصادقين، الصدقين، هؤلاء يرفعون في نفسك معنويات عالية. ﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ يعني أنت كأب إذا أردت أن توجه أبنائك التوجيه الصحيح، احرص على أن تسمعهم قصةً واقعيةً ترتبط فيها النتيجة بالمقدمة، أن هذا الإنسان فعل كذا وهذه هي النتيجة، اغتصب أموال الناس بالباطل دمر الله أمواله استقام على أمر الله أكرمه الله، كلما ربط المقدمة بالنتيجة ربط منطقي، وفي عدالة، وفي رحمة، تكون هذه القصة أسعد في نفس المستمع. لذلك كأب، وكمربي، وكمعلم وكداعية، يجب أن تستخدم الأسلوب التربوي الذي استخدمه القرآن الكريم مع النبي، أراد الله سبحانه وتعالى أن يثبت قلب النبي ماذا قال له ؟﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يثبت فؤاده بقصص الأنبياء، والصالحين، فنحن من باب أولى أننا إذا قرأنا قصة النبي عليه الصلاة والسلام تزكوا نفوسنا، وتشتئب أعناقنا إلى هذا المقام الرفيع. لذلك أيها الأخوة تعد هذه الآية، أحد الأدلة الكافية على أن تحتفل بعيد مولد النبي عليه الصلاة والسلام.﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ يعني ماذا فعلت إذا جمعت الناس في بيتك وأسمعتهم شيئاً من شمائل النبي، وأخلاقه، وسيرة النبي ومواقفه، ثم أطعمتهم الطعام، هذا الاحتفال، عند هذا الحد لا شيء عليه أبداً، بل هو محض طاعة الله عز وجل، محض الائتمار بأمر الله، محض الانسجام مع توجيهات الله عز وجل، ماذا قال عز وجل: ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)﴾ ( سورة المؤمنون: 69 )﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ ﴾ حض على أن نعرف رسولنا لأنه قدوة لنا. شيء آخر. ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ ﴾ أسمعوا الآية: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ ﴾ أن تفعلوا هذا الشيء.﴿أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ ( سورة سبأ: 46) يعني أنت مفروض فيك كمسلم تتفحص هذا الدين، تقرأ القرآن، تقرأ السنة، تدلي برأيك بهذا الدين، إما أنه حق تتبناه، أو أنه في أخطاء ترفضه، أما ما لك علاقة لا سلباً، ولا إيجاباً، هذا موقف في غباء. إنسان جاءته رسالة أيها الأخوة: بربكم ماذا تحكمون عليه لو أنه مزقها قبل أن يقرأها ؟ اقرأها وبعد ذلك مزقها، فالإنسان له حق يرفض شيء قبل أن يطلع عليه. ﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ إذاً ممكن أن يكون الأسلوب التربوي أنجع أسلوب في تعليم الأبناء، وفي تعليم الكبار، وفي الدعوة إلى الله، وفي إرشاد الناس وفي تربية الطلاب، يقوم بها المعلم، والأب، والمربي، والداعية والخطيب، وأي إنسان آخر. القصة شيء ثمين، ببساطة لأنها حقيقة مع البرهان عليها، لو حدثتنا بالمثل المجردة، ماذا يقال لك ؟ أخي هي كلها مثاليات، أما إذا جئت بقصة فيها بطولة، هي مثالية لكنها واقعة، هذا ما يسمى بالمثالية الواقعية، هذه الآية الأولى الآية الأخيرة:﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)﴾ ﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ وهذه الآية من أدق الآيات في كتاب الله. ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ يعني ما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك أن أمرك كله بيده، لو أن أمرك بيد غير الله عز وجل، كيف يأمرك أن تعبده ؟ معك الحجة، يا رب أنا بدي اعبد فلان لأنه مصيري بيده، حياتي بيده، رزقي بيده، إذا غضب عليّ يقطع رزقي، إذا غضب عليّ يقتلني، كيف أعبدك يا رب وحدك لكن الله طمأنك. ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ ولو قال لك إليه يرجع الأمر يعني كل الأمر، لكن كل توكيد. ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ المعنى واضح كله، كل أنواع الأمر، أمر صحتك، أمر أعدائك، أمر أقوى منك أمر أضعف منك، أمر دخلك، رزقك، أمر من حولك، من فوقك من دونك. ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ ولو أن الله ملكك إلى أحد خلقه، لا يستحق أن يعبد، ولو أن الله ملكك إلى أحد خلقه، قال لك: ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ لذلك الإنسان ما يرتاح حتى يوحد، إذا وحد علاقته مع جهة واحدة، اعمل لوجهٍ واحدٍ يكفك الوجوه كلها، من جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله الهموم كلها. ﴿مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)﴾ ( سورة هود: 56 ) ضع هذه الحقيقة بذهنك، لما ربنا عز وجل يجعل أمرك بيد غير ذاته، كيف يقول لك اعبدني يا عبدي ؟ الله قال لك: ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ إذاً نحن نعبده لأننا بيده، ولأننا في قبضته، ولأن أمرنا كله بيده، ولأن مصيرنا إليه، ولأننا راجعون إليه، ولأن حياتنا بيده وأعضائنا بيده، وحواسنا بيده، وعقلنا بيده، وزوجتنا بيده، وأولادنا بيده، ورزقنا بيده، ونجاحنا في الدنيا بيده، وإخفاقنا بيده، هو المعز وهو المذل، وهو الرافع، وهو الخافض، وهو القابض، وهو الباسط وهو بكل شيء عليم.﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ كل ما واجهة مشكلة، في قضية شخص أقوى منك عما يهددك طريق مسدود، تذكر هذه الآية.﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾ إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، إذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله، أوثق منك بما في يديك، إذا أردت أن تكون أكرم الناس فتقي الله.﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ ( سورة الحجرات: 13 ) والحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم. |
10-08-2016 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
,‘*
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه حَمآك آلرحمَن ,,~
|
|
|