نبذة حول الأديب: يوسف البديعي

العصر العثماني

اسمه : يوسف البديعي الدمشق( ......- 1073هـ )

مولده :
دمشقي المولد والنشأة ولا يعرف لمولده تاريخ .

تعليمه :
أحدث حركة أدبية في عصره وذلك لأنه كان يحاول أن يبعث ذكرى الشعراء الكبار المعروفين أمثال أبي تمام و
المتنبي والمعري وكانت بينه وبين أدباء عصره مراجعات ومحاورات أدبيه ذات أهمية .
والمعروف أنه تولى قضاء الموصل .
ما قاله النقاد :
أشار ( المحبي ) إلى شهرته ومؤلفاته فقال : بلغ من الشهرة الطنانة في الفضل والأدب ، وألف المؤلفات الفائقة .
كما أشار أيضاً أنه صنف كتبه ، وقدمها لصديقه المفتي ( عبدالرحمن بن حسام الدين الرومي ) .

خلص محققو كتابه (الصبح المنبي ) إلى القول : والبديعي ليس بدعاً في هذا النقل ، فقد كان عصره عصر الجمع والاختصار ، على أن طريقته في هذا الكتاب كانت لا تجارى لدقة السرد وحسن الاتساق .
كما أن المستشرق الفرنسي ( ر. بلاشير ) قد تحدث عنه وكتابه هذا خلال دراسته عن أبي الطيب المتنبي الذي وضعه بالفرنسية ومما قاله : أما الثاني فهو البديعي الذي كتب ، بالعكس ، عن حياة المتنبي وآثارة ترجمة أحادية ،أسماها (الصبح المتنبي عن حيثية المتنبي ) .

مؤلفاته :
- الحدائق البديعة في الأنواع الأدبية
- هبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام
- الصبح المنبي عن حيثية المتنبي

وفاته :
أدركته وفاته وهو في بلاد الروم سنة 1073 هـ = 1662 م

من كتاب أوج التحري عن حيثية أبي العلاء المعري
- وكان أبو الفضل بن العميد إذا امتحن رجلاً من أهل العلم سأله عن بغداد، فإن وجده متنبهاً على خصائصها عرف فضله... وسئل الصاحب بن عباد عنها، فقال : بغداد في البلاد كسيدنا في العباد. وكان يقال لأهلها ملائكة الأرض للطافة أخلاقهم وخفة أرواحهم ... وفي بغداد لغات بغداد بدال مهملة وبذال معجمة أخيرة، وبغداد بدالين مهملتين وبغذاذ بذالين معجميتين وبغدان بنون عوض الدال الأخيرة، ومن أسمائها دار السلام للسلام فيهما على الخلفاء ودار الإسلام وتسمى الزوراء لانحراف قبلتها
***
مكث أبو العلاء مدة خمس وأربعين سنة لا يأكل اللحم تدينا،ً ولاما تولد من الحيوان رحمة له وتخوفاً من إزهاق النفوس...وكان أكله العدس، وحلاوته التين، ولباسه القطن، وفراشه اللباد، آخذاً نفسه في الرياضة وخشونة العيش مقتنعاً بالقليل غير راغب في الدنيا.
***
قد طال في ظلال الإسلام آناؤه لكن بما رشح بالإلحاد إناؤه وعندنا خبر بصره، والله أعلم ببصيرته، والمطلع على سريرته. وإنما تحدثت الألسن بإساءته لكتابه الذي زعموا أنه عارض به القرآن، وعنونه بالفصول والغايات محاذاة للسور والآيات. وأظهر من نفسه تلك الجناية ... حتى قال فيه القاضي الزوزني :
كلبٌ عوى بمعرة النعمان : لمّا خلا عن ربقة الإيمان
أمعرّةَ النعمانِ ما أنجبتِ : إذْخرّجت منك معرّة العُميان

ورأيت ديوان شعره الذي سماه سقط الزند وهفّ فيه كالحمام على فنن غض النبات من الرّند
***
كتاب الألغاز كبير الحجم، رتبه على جميع حروف الهجاء، مشتمل على كل بحور الشعر، وأعار يضه، وضروبه، وما ذكرنا هذه النبذة منه إلا ليستدل بها على أسلوبه، وهذه طريقة المتقدمين في الألغاز. وقسم المتأخرون الألغاز إلى: لغز، وأحجية، ومعمىّ
***
الكتاب المعروف بالفصول والغايات، والمراد بالغايات القوافي، لأن القافية غاية البيت، أي منتهاه، وهو كتاب موضوع على حروف المعجم... وقيل إنه بدأ بهذا الكتاب قبل رحلته إلى بغداد ثم أتمه بعد عودته إلى معرّة النعمان، وهو سبعة أجزاء
***
غاية: أعوذ بك رب من الجهل، فقد ارتقيت في سن الكهل، وفقدت أكابر الأهل، وقلت للراغية ذهل ذهل، ليس طريق الآخرة بسهل، لا علل إلا بعد نهلٍ، فاجرِ أيها الإنسان على مهل، طعنة الأهل أنفذ من طعنة شهل، إنها الدنيا كسراب ضهل، وريحُ التقريظ أطيب من رائحة البكاء
***
((لله الغَلَبُ، وإليه المنقلبُ، لا يُعجزه الطلب، بيده السالب والسَّلَبُ، سل قمراً كالمِحْلَب، وهلالاً مثل المِخْلَبْ، وليلاً جُمِعَ من المَخشََلَب يخبرْنكَ بالعجبْ، عن حق مُرَجّبْ عِلمَ ما وراء النّجَبْ، الفاضلُ مُوَجَّبْ، والفاجر منتخَبْ، وإلى السكوت صار اللّجَبْ، ونجوم الشمأل والجنوب في علم الله كمقاعد الضُّرَباء)) يُملي الفقرة على تلامذته ثم يختمها بالغاية ، وهي عنده بمنزلة القافية من بيت الشعر وقد تطول الفقرة، وقد تقصر، ثم يُملي التفسير... فإذا انتهى من التفسير وأراد العودة إلى الإملاء قال: ((رجع)) كأنه يريد نفسه أو يريد رجع الإملاء. والكتاب كلّه على هذا النسق
***
يشتمل على ما اشتمل عليه الفصول والغايات من تمجيد الله تعالى والثناء عليه والمواعظ.
قال ابن العديم: كتاب الأيك والغصون نحو ستين مجلداً.
قال ابن خلكان: بلغني أن لأبي العلاء كتاباً سماه الأيك والغصون. ثم قال: وحكى لي من وقف على المجلد الأول بعد المئة من الكتاب المذكور، وقال: لا أعلم ما كان يعوزه بعد هذا، ولم ينسبوه فيه إلى معارضة القرآن العزيز كما نسبوه في الفصول والغايات مع أنهما على نمط واحد
***
حضر مجلس الشريف المرتضى فجرى ذكر المتنبي فهضم المرتضى من جانبه فقال أبو العلاء المعري :أيها الشريف لو لم يكن لأبي الطيب المتنبي من الشعر إلا قصيدته التي أولها : لك يا منازل في القلوب منازل ...لكفاه. فغضب من ذلك المرتضى وأمر بإخراجه من مجلسه، وقال للحاضرين أتدرون ماعنى بذكر هذا البيت، فقالوا لا، فقال عنى به قول المتنبي فيها :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني فاضل
***
ماكان بين الشاعر المنازي وأبي العلاء المعري من محاورة حول امتناع أبي العلاء عن أكل اللحم، وسؤاله لـه : (( لم تمتنع عن أكل اللحم وتلوم من يأكله؟ فقال : رحمة للحيوان. قلت لا، بل تقول: إنه من شره الناس، فلعمري إنهم يجدون ما يأكلون ويتخبرون به عن اللحم ويتعوضون، فما تقول في السباع والجوارح التي خلقت لا غذاء لها غير لحوم الناس والبهائم والطيور ودمائها وعظامها ولا طعام تعتاض به ... فإن كان الخالق لها الذي نقوله نحن فما أنت منه بخلقه أعلم ولا أحلم منه في تدبيره، وإن كانت الطبائع المحدثة لذلك على مذهبك فما أنت بأحذق منها ولا أتقن صنعة ولا أحكم عملاً حتى تعطلها ويكون رأيك وعقلك أوفى منها وأرجح وأنت من إيجادها غير محسوس عندها، فأمسك
***
ثم انقطع إلى بني الجراح يمتدحهم، ويستضيء بهم ويقتدحهم، وكان له همة في معالي الأمور، تسول له رياسة الجمهور، فقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها وعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك للظفر به وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله