|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
4
(4)
23 مايو 2016 م ( الأول من كل أمر يبدو صعب للغاية، حتى نفسك قد تردد أحياناً كيف يمكن أن أفعل أن أتجاوز، أن أغفر، أن أنجز، أن أتقدم، أن أحل أبواب المعضلة، وأكبر استفهام قد يكون أن أنسى ليس ثمة نسيان جميل أو سريع هكذا قالت أحلام مستغانمي لا يمكن أن ننسى في الحقيقة لكن الزمان كفيل بتضميد هذه الجراح هذه الليلة بالنسبة لي تبدو صعبة أيضاً أجهدت نفسي في ترتيب كل ذرات الغبار التي تراكمت حتى لا أفكر بشيء لكن قلبي معك سأستسلم للنوم أخيراً، لا تنسى أن تطمئن خاطري ليكن نومك ساكناً) نسيت العدد الذي وصلت إليه من اطلاعي عليها ياترى هل وصلت للعدد عشرين أم لا لعله أتى بجواب يطمئن من قلقي عليه ومع كل الأسف لا يوجد إلا صح باللون الأزرق وبما أنه اختار الصمت فأنا أخذت جوابي ومع ذلك كنت أريد أن أكذبة ولو بجواب يسير ، كنقطة مثلاً سارضى بها أردته أن يخبرني كما كان يفعل سابقاً لا أريده أن ينغلق لهذا الحد ليس من الكلام أي فائدة تُذكر أتفهم الأمر جيداً على الأقل لو نقتسم الوجع، والآه، والدمع هذا ما فكرت به كثيراً ما اعتدت على إجاباته الفعلية لا القولية مثل عامي المنصرم مثلاً عندما أخبرته بأني أزور المقهى الذي ذهبنا إليه مؤخراً مع بعضنا وأني أشتاق إليه جداً عند حضور اليوم التالي استفقت من منامي إثر قبلة على رأسي كان هو صاحبها ما إن رأى حركة تنم على يقضتي حتى ابتسم قائلاً: ( قلتي وحشتك و أنا جيتك ) تكبد عناء الرحلة من أجل كلمة ترك أعماله الكثيرة و مسؤولياته التي لا تنتهي من أجل (وحشتني) تمنيت لو أنه يفعل مثل الوقت الماضي ويأتيني جوابه باتصال وانا التي تعلم بأنه لا يُجري أي مكالمات في الوقت الحالي إلا للضرورة القسوى صحيح أن نغمة الحزن في صوته قد تقضي على ثباتي لكن أختار هذه الكفة عن الصمت انتزعني من هذه الأفكار نداء سارة نسيت أننا في موعد لنزهة عائلية تلقيت بعض العتاب بسبب حماقة ما ارتكبتها أبقيت من سارة متحفزة بعض الشيء لبدء شجار لطيف نفتعله في كل مرة لخنق الصمت كنت أبدل بين أثوابها وثيابي في الخزائن كما أني خبأت هاتفها لهدف اللعب وأفلح الأمر ها أنا ذا أركض لاختبئ خلف ظهر أمي و والدي يبادلنا الضحك نسيت أيضاً الإفصاح بأني بدلت الحقائب سأرى حين تكتشف الأمر ما الذي سيجري أعدت سيرة الشغب الأولى من جديد حتى والدتي لم تسلم منه ولا والدي أنشبت بينهما الشجار وفررت بضحكاتي... !!! أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط... |
09-20-2020 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
5
(5)
26 اكتوبر 2015 الأحد الساعة التاسعة صباحاً في حجرة المديرة بدهشة تستفسر:(ليه الاستقالة يا أستاذة يارا، معلمة بهذه الكفاءة نحب إنها تبقى عندنا طالباتك يشيدون بإمكانياتك العالية، يا ترى السبب خاص أو من المدرسة؟؟). كيف سأخبرك يا أستاذه هيام بأني لا أشعرني هنا، كيف أخبرك بأسبابي الحقيقية نفسي تطلب مني هذا الاعتزال كيف سأخبرك بأني طوال الفترة الماضية كنت أصلي لله أن يجلب لي الخير وأن استخاراتي تجاري عدد صلواتي في اليوم على أن أبقى أو أغادر كيف سأتلو على مسامعك بأن خاطري مغلق عن هذا القدوم ولولا أني أخاف التقصير في حق ربي أمام هذا النشء لكنت بقيت، لن أرفض أي مردود مادي. لا يفلح انجازي وأنا أراه يشبه الانسياق إلى المعتقل كأن جنازة ما تنتظرني في مكان أجهله استعيذ ثلاثاً وأنفث على صدري الفلق ثم أعدت الأسباب لعدم اعتيادي لكنه لم يكن شيئاً كهذا : بالعكس يا أستاذه هيام من أروع الإدارات اللي تعاملت معاها لكن السبب عائلي بحت :فعلاً خسارة أستاذة مثلك، مافي إمكانية إنه ينحل الموضوع؟ أجبت وأنا أهز رأسي بالرفض لا توجد إمكانية لبقائي. أليس الانتماء من الأسباب التي تجعلك تُقبل بانشراح إلى حيث تنتمي هذه الجهة لا تناسبني، ولا يناسبني أن أكون مسخاً يفعل بلا اقتناع أو إدراك لما يدور حوله العقد فارغ من كل الذي أمارسه خلف الكواليس لهذه الجهة، أنا أحمل مسمى وظيفي واحد ومع الأسف أقوم بثلاث وظائف : أتمنى لك التوفيق :شكراً جزيلاً سلمت ما في جعبتي من عهدة، وطالبت بلقاء أخير مع تلميذاتي الصبيات في الصف الرابع وقفوا على صعيد واحد والجزم بأن أبقى هذا الرفض لن يُجدي نفعاً ولن يغير نتيجة أنه اليوم الأخير كم أبغض اللحظات الأخيرة، وأبغض ترتيباتها التي في النهاية فراغ عن كُل ما خُطط له ميعاد أخذت تنتحب على الباب : (لا تروحي يا معلمة أنتي درسينا) . بماذا أخبرك أيتها الصبية، أنا لا أشعرني هنا بخير، أريد الخلاص بأقل الأثمان ولو كنت في كف الخسارة طمست المسافة التي تفصلنا بخطوات بسيطة وعانقتها مربدةً على أسباب اعتراضها : أنت طالبة مجتهدة وذكية وكذلك زميلاتك ومتأكدة ستكون المعلمة القادمة قدراتها عالية إذا لم تكن أفضل مني سأرسل لكم سلامي مع المعلمة نوال و لربما آتي للزيارة في يوم ما. ما إن فعلت الفعلة حتى أصبح الطابور أطول . حان زمان المغادرة، وأغلقت ملفاً من حياتي أحب أن أذكره ، عند الباب الرمادي و الردهة البيضاء، والسماء الملبدة بالغيوم، ومدامع ميعاد.. . . . الساعة السابعة مساءً :(صاحبتي جايه وتبغى تقابلك) في يوم كهذا يبدو خاوي أكثر من اللازم، لاتوجد دروس تُحضر ولا وسائل تعليمة ولا واجبات إكترونية ولا مهام إدارية يتعين علي ترتيبها و لا إضافات أفتعلها سوى المكث بصمت ومزاج يتقابل مع الصفرية لماذا تصر سارة على مقابلتي لصديقتها؟ : مايصير أعتذر تعقب ببعض التأنيب :البنت طالبة تشوفك، وكمان فاضية يعني ما عندك مجال اعتذار نعم الأمر كذلك أنا فارغة من كل شيء ولا أريد أن أحدث شيء الوقوف أمام الواجبات الاجتماعية لا يستهويني كثيراً لكن (سلوى) فتاة تستحق ربما شيء ما من مزاجي يتغير تؤكد سارة : لاتجي حتى أقول لك امتعضت ملامحي اعتراضاً إلا أني تنبهت يبدو أن هناك أمر ما يُحاك من خلف ظهري، إذ تبدو ساره على غير عادتها أثار تساؤلات طويلة المدى تأكيدها الاخير في أعماقي ومع ذلك بقيت أكمل الرتوش الأخيرة على زينتي البسيطة بعد أن أصابني النعس أقبلت بوجه متهلل تقول: هيا ما أثقل خطواتي إلى هناك حيث جلسة النساء، أواسيني أني سألقي التحية وأعود للنوم و وقفت بدهشة أمام ما أرى (يارا) تزين الحائط الأمامي بـ بالون زهري اللون الأرض الرخامية لا يوجد بها ممر للعبور عدا طريقي المُضاء تجوب الأركان رائحة الزهر أستطيع أن أخمن أنها من أفعال بسمة حياتي (بسمة) يارفيقة أيامي الضاحكة والبائسة ياجزء مني لا أفكر معه إلا أني بخير تتوسط الطاولة قطعة حلوى كبيرة الحجم مدون على سطحها ( الله لا يحرمني منك ) تواسيني بطريقتها ونهجها وأسلوبها بجوارها الكثير من الورد بلون زهري أيضاً تراقصت فرائصي فرحاً، منذ شهر و أكثر لم يتسنَ لي مهاتفتها جيداً ولا لقاء يستحق تظهر أمامي باسمة حاملة في يدها قلادة بإسم ( يارا ) مرددة: بمناسبة العطالة أخرسني الموقف عن أي ردة فعل، كيف أجيب على وفاء كهذا. تتفق خلسة مع سارة في توقيت كهذا من أجل انزعاجي الذي احتفظ به لنفسي هي تعرفني لهذه الدرجة وتعرف أني لن أحدث أكثر من الصمت فأثرت روح المرح على الانزواء طال السمر والضحك و قصص من تاريخنا الدراسي أتى الضحى والساعة التاسعة و ما عادت هناك طاقة لمتابعة المزيد من الحديث عانقتها ختاماً ورددت شكري الذي رأته في ملامحي بلا صوت أذكره آن للنوم أن يأتي ناشراً يداه، وأنا أرتمي إليه..
|
|
|