"نساء حول النبي".. ثاني امرأة تسلم بعد السيدة خديجة

حلقة اليوم من
"نساء حول النبي"

سيرة عطرة للصحابية الجليلة السيدة

فاطمة بنت أسد،

ثاني امرأة تسلم بعد أم المؤمنين

السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها.
هي السيدة فاطمة بنت أسد أول هاشمية تتزوج هاشميًا،
وأول هاشمية تُنجب خليفة، من السابقات للإسلام
أسلمت بعد عشرة من المسلمين فكانت الحادية عشر،
وثاني امرأة تُسلم بعد أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها،
وأول من بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم

بعد نزول آية الممتحنة

{ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتُ يُبَايِعۡنَكَ

عَلَىٰٓ أَن لَّا يُشۡرِكۡنَ بِٱللَّهِ شَيۡــًٔا وَلَا يَسۡرِقۡنَ

وَلَا يَزۡنِينَ وَلَا يَقۡتُلۡنَ أَوۡلَـٰدَهُنَّ وَلَا يَأۡتِينَ بِبُهۡتَـٰنٍ يَفۡتَرِينَهُۥ

بَيۡنَ أَيۡدِيهِنَّ وَأَرۡجُلِهِنَّ وَلَا يَعۡصِينَكَ

فِى مَعۡرُوفٍ فَبَايِعۡهُنَّ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُنَّ
ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "
ونالت شرف الهجرة للمدينة،

إنها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف
بن قُصي زوجة أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهى أم رسول الله بعد أمه، وأم سيدنا جعفر بن أبي طالب
(الطيار) وأم سيدنا على بن أبى طالب

رابع الخلفاء الراشدين، وحماة سيدة نساء العالمين

بنت سيد الخلق السيدة فاطمة الزهراء

وجدة سبطي رسول الله صلى الله سيدا شباب
أهل الجنة (الحسن والحسين).
أى كرامة امتازت بها هذه المرأة من تربية اليتيم ورعايته،

ولم تكن تعرف أن اسمها سيُخلد أبد الدهر مع اسمه

وأنها تُربي نبي الله وخاتم رُسُله،
فعاش صلى الله عليه وسلم

في كنفها قرابة العِقدين من عمره أحاطته

فيهم بالرعاية والحنان ولم تُشعره يومُا بمرارة اليُتم
ولم تُفضل أولادها عليه في شئ وإذ بهذا اليتيم
يشُب ويتزوج بسيدة نساء قُريش ويأخذ ابن

عمه عليّ في كنفه ورعايته
ردًا لجميل أمه وأبيه.
وظل مُتذكرا فضلها عليه وحبها له

فكان صلى الله عليه وسلم يُحيطها

بالرعاية كما كانت تُحيطه ويُحسن إليها كما أحسنت إليه،
يزورها ويُقيل في دارها ويُهدي إليها الهدايا
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
(أُهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حُلة مكفوفة بحرير فأتيته فقلت يارسول الله

ما أصنع بها ألبسها قال لا ولكن اجعلها خُمرة
بين الفواطم، قال:
فشققتها أربع أخمرة، خمارًا لفاطمة بنت رسول الله،
وخمارًا لفاطمة بنت أسد، وخمار لفاطمة بنت حمزة،
ولم يذكر الرابعة،

وقيل لعلها فاطمة امرأة عقيل ابن أبي طالب)

صحيح ابن ماجة.
كان يوم وفاتها يوما حزينا على الحبيب

صلى الله عليه وسلم فهو يودع أمه للمرة الثانية

ففي صغره ودع أمه التي ولدته وفي كبره
ودع أمه التي ربته وراعته يقول
أنس بن مالك رضى الله عنهما:

( لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم

أُم على بن أبى طالب رضى الله عنه دخل

عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجلس عند رأسها فقال:
(رحمك الله يا أمي، كنتي أمي بعد أمي،
تجوعين وتُشبعيني، وتعرين وتُكسيني،
وتمنعين نفسك طيبًا وتُطعميني،

تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة).
ثم أمر أن تُغسل ثلاثا فلما بلغ الماء
الذي فيه الكافور سكبه صلى الله عليه وسلم عليها

بيده ثم خلع قميصه فألبسها إياه وكفّنها ببُرد فوقه)،
وبعد حفر قبرها ووصلوا للحد حفره صلى الله عليه وسلم
بيده وأخرج ترابه بنفسه
ولما فرغ دخل واضطجع فيه وقال:

(الله الذي يُحي ويُميت وهو حى لايموت،
اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حُجتها
ووسع عليها مُدخلها بحق نبيك

والأنبياء من قبلي فإنك أرحم الراحمين).
فنالت دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وصلاته عليها، وتكفنت في قميصه

واضطجع في القبر قبلها فاللهم ارحمها

بحق إكرامها وحبها وتربيتها لحبيبنا وشفيعنا

محمد صلى الله عليه وسلم.