حديث ولي العهد.. ثقة وشجاعة

كوني امرأة سعودية أولاً، وكاتبة صحفية ثانياً، لا يمكنني الانعتاق من مشاعر المشاهدة والمعايشة للحدث الآني الذي عايشته بكل كياني، وأقول بكل صدق وأمانة، إن لقاء ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مع قناة فوكس، حديث شيق مملوء بالثقة، ويؤكد هذه الروح التلقائية الشجاعة المحبة لوطنه وشعبه.

سجل اللقاء في جزيرة سندالة في البحر الأحمر، وتم بثه الخميس 21 سبتمبر 2023م.

كعادتي عندما أنصت لولي العهد، في لقاءاته القليلة في عددها، لكنها كثيفة في معانيها ومراميها، أنصت إليه بكل كياني، مع كثير من الفرح والإعجاب حد الانبهار، والفخر والمحبة بسموه ولسموه، لكل ذلك التدفق الطبيعي لأفكاره وكلماته القوية المفعمة بالثقة والاعتزاز بالمنجزات العظيمة التي حققها لوطن كبير، كان مرتهناً للتيار المتطرف الذي أفسد خطط التنمية، وأضل كثيراً من قوى المجتمع الشابة، وحوّل معظمهم إلى أعداء لوطنهم، لكن محمد بن سلمان نجح في إفساد خططهم ومكرهم، وحوّل الطاقة الشابة إلى طاقات منتجة استفاد منهم الوطن، ومنحتهم رؤية 2030 حق المشاركة والتمكين.

«التغيير في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، الثقافية والدينية»، على لسان المذيع بريت باير، ليست سؤالاً، بل اعترافا من الآخر بما أحدثه محمد بن سلمان، وما أحدثته رؤية 2030 من نهضة، لأن التغيير الذي أحدثه بن سلمان كان للأفضل على كافة المستويات، نمو اقتصادي: ففي 2022 كنَّا أسرع دولة في مجموعة العشرين نمواً. وفي 2023 في الإنتاج النفطي نحن ثاني أسرع دولة نمواً. هكذا توالت إجابات بن سلمان. والكثير الذي لا تستوعبه هذه المساحة، التي تلتقط بعض الإضاءات حول ما جاء في حوار الأمير خلال أكثر من نصف ساعة، مذيع متمكِّن يولد الأسئلة تباعاً، معظمها تطرق إلى موضوعات سياسية عميقة، ولا يمكن الخوض فيها، لكن الأمير بسرعة بديهة وبحرفية، يجيب على الأسئلة بطلاقة، حول إسرائيل، وبريكس، والعلاقة مع أمريكا، وأحداث سبتمبر، ورأي الأمريكان... وغيرها الكثير من القضايا السياسية الشائكة.

جواب سموه حول العلاقات مع أمريكا برغم دبلوماسيته، إلا أنه فكرة فلسفية: الشيء الوحيد الذي لا يتغير في السياسة هو التغيير نفسه، وبالتالي دائماً تغير سياستك بما يخدم أهدافك.

قائد كل همّه تنمية وطنه وتقدّمه. عند سؤاله: هل تتابع السياسة الأمريكية عن قرب؟ قال سموه: أغلب ما أحاول متابعته هو ما يؤثر على المملكة العربية السعودية، ولكن أتابع الشؤون الاقتصادية الأمريكية أحياناً.

اعتراف سموه ببعض القصور في بعض القوانين شجاعة لا يملكها كثير من الحكام الذين يتحدثون في لقاءات تلفزيونية عن الكمال الداخلي في بلدانهم، مع أن تلك البلدان تعاني الفقر والظلم والتخلف، لكن محمد بن سلمان قال: هل لدينا قوانين سيئة؟ نعم، هل نسعى لتغييرها؟ نعم.

باير: هل تعتقد أن كرة القدم ستؤثر على ديناميكية البلد، وكأنها تمثل هوية وطنية أخرى إضافية؟.

جاء رد سموه في سياق اهتمامه بتنمية اقتصاد المملكة: عندما تريد تنويع الاقتصاد، عليك أن تعمل في كل القطاعات، التعدين، والبنية التحتية، الصناعات التحويلية والمواصلات واللوجستك والقائمة بأكملها. وجزء من ذلك يتضمن قطاع السياحة، وإذا أردت الترويج للسياحة؛ تحتاج إلى تطوير قطاعات الثقافة والترفيه والرياضة.

السياحة كانت تساهم في 3% من إجمالي الناتج المحلي السعودي، أما اليوم فالنسبة 7%، والرياضة كانت تساهم بـ 0,04% اليوم النسبة هي 1,5%، هذا يعني المزيد من النمو الاقتصادي والوظائف.

عقل الأمير وقلبه يعملان سوياً لخير هذا الوطن، وقته أيضاً ينفقه لتنمية كل قطاعاته، واستغلال الكثير من الفرص التي لم يتم استغلالها في الماضي. حقاً إنها رؤية ضخمة كما قال المذيع

المهرة معجب بهذا