"كنت أعتقد أني أغرب شخصٍ في العالم ثم خطر على بالي، هناك أشخاصٌ كثرٌ في العالم، لابد من إنسانةٍ مثلي تشعر بغرابتها وبعيوبها كما أشعر أنا. أتخيلها، وأتخيل أنها لابد أن تكون هناك في مكانٍ ما تفكر بي أيضًا. لذا، أتمنى لو كنتي موجودةً وقرأتِ هذا أن تعرفي يقينًا؛ نعم، حقيقيةٌ أنا، وغريبةٌ كما أنتِ."
"عن ذلك اليوم.. الذي لن تلحظه عند مجيئه.. وستراه كأيّ يومٍ آخر.. متعب وسيّء ربّما.. لكنّه سيمضي كغيره من الأيّام..
لاحقًا ستكتشف أنّ حياتك بعد ذلك اليوم، لم تعد أبدًا كما كانت.. من هنالك بدأ كلّ شيء"
أود أن أكتب طويلًا عن شعور مَن لا يصل، عن العالقين بقطار التمنِّي، وبمرحلة الركض، و لم تستقبلهم أيٌ من محطات أمانيهم، عن الذين تتلقَّفهم الآمال.. وتنتهي أمورهم بالخيبة، أود أن أصف قساوة هذا الموقف على المرء، أن يلهث وراء هذا وذاك، يخيب أمله بشيء فيضعه بآخرٍ، ثم يخيب مرةً أخرى، وهكذا، حتى ما عاد يعرف بأيٍ يمكن أن يأمل؟ ولو فعل.. هل ممكن أن تصيب وينول ما يرجو؟
أود أن أكتب وأكتب عن شخصٍ تَعِبَ من الأمل نفسه..
فأي شيء يمكن أن يُريه ثمَّة نورٌ بآخر النفق.. سواه؟
أفتقدكِ كثيرًا،أكثَر ممّا تخيّلتُ بأنّ الفقد مُؤلم. ما الفائدة من إغلاقكِ للأبواب، إن كانَت روحي عالقَةً على جدرانِ بيتك؟ أنتِ الآنَ تزيدينَ البُعد شوقًا وأفتقدك.
وَعد، سيكونُ هذا آخر ما أكتبهُ إليك، وداعًا يا عظيمَتي.
"حين اكشتفتك لم يكن قصدي اكتشافك، فأنا الذي ما كنت ضد الحب يومًا أو معه، أنا مؤمن أن الفصول الأربعة ستظل دومًا أربعة.. وبأن شمسًا واحدة وبأن بدرًا واحدًا فتن الوجود إلى السماء السابعة.. لكنني حين اكتشفتك! كل الأمور تغيرت فأضفتَ بدرًا ثانيًا وأضفت شمسًا ثانية وأضفت فَصلاً خامسًا.. ما أروعه!"