يُعتبر هذا البورتريه الذي رسمه الفنان الهولندي (جان فان إيك) في عام 1434 أحد أهم اللوحات في التاريخ، ولكنه أيضًا كان مصدرًا للجدل المستمر. يقوم المبتدئون بالرسم بالزيت وهو شيء تقليدي في الوقت الحاضر، ولكنه كان نادرًا جدًا في الفن الأوروبي الغربي في أوائل القرن الخامس عشر، لكنه سمح لـ (فان إيك) باستكشاف موهبته بالكامل للحصول على تفاصيل بطرقٍ نادراً ما شوهدت في لوحات أخرى. إذا نظرت عن كثب يمكنك أن ترى أن المرآة على الحائط الخلفي تعكس الغرفة بأكملها، بما في ذلك شخصان إضافيان يقفان عند المدخل –الكلب غائب بشكل واضح– حتى أن الفنان يأخذ في الاعتبار (إلى حد ما) تشويه المرآة المحدبة للصورة، ويمكنك أن ترى أن الدوائر الأصغر حجماً داخل إطار المرآة تجسد مشاهد من آلام المسيح بشكل لا يصدق حقًا
يعد نسيج بايو أحد أهم الأعمال الفنية التي وصلتنا من العصور الوسطى، وهي عبارة عن قطعة قماش يبلغ طولها 70 مترًا مطرزة بخمسين مشهد يصور القتال بين (ويليام الفاتح) والملك (هارولد) أثناء غزو النورمانديين. على الرغم من أن عمره أكثر من 900 عام إلا أن النسيج لا يزال في حالة رائعة، بيد أن قسمه الأخير بدأ بالتآكل بشكل واضح. إن نسيج بايو ليس نسيجًا عاديًا، إذ إنه يستخدم تقنية مختلفة، حيث تُخاط الخيوط في نسيج أساسي لتشكيل الصور بدلاً من حياكة كل شيء على النول.
القصة القديمة لهذا النسيج تتمحور حول صنعه من قبل الراهبات في جميع أنحاء إنجلترا ومن ثم جمعه في قطعة واحدة لكنها تبدو غير محتملة. يرى الخبراء المعاصرون أنه على الرغم من أن الشخصيات تبدو مختلفة عن بعضها البعض في العديد من المشاهد، فإن تقنيات التطريز ثابتة، وقد دفعهم ذلك إلى استنتاج أن العمل قد تم على الأرجح من قبل فريق من الخياطين المهرة. ويبقى أكبر لغز يحيط بالنسيج هو أصله، فيعتبر الأسقف (أودو) شقيق (ويليام) هو المرشح الأكبر لفترة طويلة بمهمة التكليف بصنع النسيج، ومع ذلك تقول النظرية الحديثة أنه ربما كانت (إديث جودوينسون)، أخت (هارولد) المهزومة بنية كسب تأييد الملك الجديد، قام أحد المؤرخين بطرح ادعاء مفاده أن راهباً اسمه (سكولاند) كان أحد المصممين لأن الخياط عرف نفسه كشاهد في أحد مشاهد نسيج.