|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
14
(14) . . . لا أتعامل مع الحوداث الكبيرة بتجاوزات يسيرة أعيشها وافية لكن بنهجي لن يجدي نفعاً أن أفصح بأني لست بخير.. صديقي الصمت/ .. تعال لنكمل الطريق سوياً.. من أشقى الأوقات أن أحمل خبراً سيئاً ويتعين علي الإفصاح عنه كيف أبتر عنق الفرحة الذي لم يمتد وافياً بعد كيف سأخبرهم أن هذا اليوم لن تكون بفرحته المرجوة بما أن الحال على ما يرام، لماذا أخاف من بث أمر التأجيل الوقت المناسب/ صديقي الذي يجب أن أختاره بعناية مودة تغيبت عن صفها بحجة أن لا شيء مهم في الحضور، إضافة إلى أنه يوم اجتماع للأمهات لن يكون نصاب الحصص المقدم وافي تقولها من أجل الحجة، وانشطر قلب والدتها أنها تقصر في حقها في ظرف كهذا والحقيقة أنها كانت تريد التحضير معي من أجل الاحتفال أنهيت مكالمتي و في عينيها الاستفسار جلياً ما انتظرت حتى أمطرها ما في جعبتي واختصرت بسؤال (ايش)؟ لا أهضم وعيها حقه، لكني أعلم مدى ضعفها في بعض النقاط، فأنا أنظر لموقفها لو كنت أنا التي فيه أجبتها باختصار مبالغ فيه: حيتأخروا كمان علشان يتطمنوا أكثرو أبوك حيجي العصر اعترضت بلا طويلة، و أف متذمرة ،وخاطر محزون ومع هذا قدّرت انفعالاتها، من الجيد أنها لم تنتبه لنقطة أن هناك حدث عكسي : تعالي نسوي شي علشان سلطان لمن يجي.. أعلم أنها تريد الانزواء في هذا التوقيت، ولن أعطيها هذا الحق ليس من أجلها فقط بل من أجلي أيضاً.. حانت اللحظة التي سأبوح بها للصغار ويجب علي أن أشغلهم بأمر أخر بعد وجبة الغداء مباشرة: عندي لكم خبرين واحد حلو و واحد مو مرا سيء نبدأ بالثاني، فيصل حيتأخر كمان اسبوع علشان صحته ( وقبل أن تنهال جمل الاعتراض ) و بابا حيجي بعد العصر أهديتم الخبر منتشياً إذ قفزت هييي إثر حماسة الخبر
في الأيام الأخيرة لم يعد هناك مساحة للزيارات الكثيرة، من الأفضل حدوث هذا التباعد لأمان فيصل، مودة فقط من كانت تذهب بين فينة و أخرى بسرعة يلا نستحم ونحل واجباتنا قبل يجي بابا يلا وممكن نخرج معاه كمان يلا يلا. ما تركت لهم فرصة لأي استفسار أو إيضاح انشغلوا بما خلفهم من واجبات و أدوار للاستحمام عبدالوهاب حمل حقيبته راكضاً ليتم واجبه قبل أن يأتي والده، محقق سيرى إنجازه الدراسي بدر انصرف للاستحمام وبقيت مودة منزعجة الملامح، حزينة الواقع أمسكت كفيها التي كانت تتكئ عليها : ماما لازم تعرفي شي، إن كل شي من ربي يجي فيه خير لنا لا تحزني، الله كاتب لنا الطريق الأفضل هزت رأسها للإيجاب وغادرت الجلسة لا بأس فكله سيمضي، فقط مزيداً من الصبر والوقت . . . حضر المغرب، ولا صوت من سلطان أو صفاء مُلئ رأسي بكثير من سؤال (متى جاي بابا)؟ و تأخر لن يكفينا الوقت للذهاب أصابني اضطراب غريب إذ أن صفاء تؤكد أنه غادر منذ وقت مبكر و فهد لا يجيب على اتصالاتي وكذلك سلطان بت أردد يارب سلم سلم و اُسكت الأسئلة الممتدة بـ (الآن جاي يقولوا الطريق زحمة). حضر العشاء ولم تعد بي طاقة للصبر اجريت تواصلي الاخير و داخلي يتوسل أن يجيب علي سلطان هذه المرة أجاب أخيراً ويا كبر الآه التي شجت صدري في طريقها للخروج : تأخرت ياحبيبي وينك : كنت أحس صدري يوجعني مريت المستشفى واحتجزوني وأخذ يسعل طويلاً سعال أوجعني قبل أن يوجعه استعاد صوته وأجاب: عندي التهاب حاد في الرئة وكأن الأرض تزلزل من تحت أقدامي، تهاويت تالله ولم أملك جواباً أجيب به أخترقت الصمت بعد أن تلبستني الأمنية: ياليته فيني ولا فيك سعل مجدداً وأجاب: بسم الله عليك، انتبهي على العيال، لا تقولي لهم عني، قولي تأخر عند فيصل عنده أشعة ولا ما يمدي يجي همست بصوت مختنق: إن شاء الله، قدامك العافية ما تشوف شر انتهت المكالمة و أنا خلف الباب ما كثة في مكاني، فهمت لماذا تأخر ولماذا مهاتفاتي كانت بلا رد هذا اليوم الذي كنت انتظره جميلاً بكت أعماقي فيه عكس توقعاتي وجع سلطاني هزمني ويجب أن أقف قوية من أجل الأمانة التي في عنقي ظهرت و إذا بمودة منكبة تبكي وبجوارها الهاتف يغفو باضطراب، تلقت الخبر من والدتها لم تقف مكتوفة الأيدي، ذهبت لتقصي الأخبار بنفسها، وتهاوى حصن الصبر الذي كانت تتحلى به منذ بداية اليوم وحتى هذه اللحظة ذهبت بها بعيداً عن البقية، تجمعوا إثر صوتها المرتفع، أرادت أن تبوح بأسبابها وأجبتها بأن لدي الخبر وافياً :لازم تكوني قوية يا مودة علشان أخوانك، والحمدلله أبوك مافيه إلا العافية أنا كلمته، بس يبغوا يتطمنوا عليه وتقدري تتصلي عليه وحيرد عليك، لا تفجعي اخوانك يا عمري كذا، مافي شي يثير القلق،البكاء ماراح يفيد ، أنت بطلة اسم الله عليك و أكبر من عمرك، ممكن تجي أيام أصعب ما ندري إيش يحصل، لازم تتحملي متى وصلت لهذه الحال أعطي الدروس وأقف في وجه المواقف وأقود السفينة لا أعلم، وجدت أن هذا ما كان يجب علي أن أفعل قبلتها مواسية ثم عانقتها لأبثها بعض الأمان و أعماقي ترتعد، الشتاء قاسي، احتاج وشاح أمي. : يلا روحي جهزي ملابس أمك ، عمك فهد الآن جاي من عند أبوك وحيودي لأمك أغراضها انصرفت للبقية و اختلقت كذبة جديدة من أجل أبقي السر مكتوماً وفي الغد سننظر ما القدر الذي ينتظرنا.. |
09-20-2020 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
15
(15)
لا تسألني عن حالي فتأكيداً لن أخبرك عني الحقيقة سأقول لك أني بخير بينما أنا أتعثر في الدقيقة ألف مرة و أظن بأنها دقيقتي الأخيرة فتأتيني أخرى تئن أكثر من سابقتها عانقت إياد وقبلته، تأملته، كأني أغبطه على عمره إذ أنه لا يدرك مما يدور حوله أي شيء أدرت رأسي للطريق، لم أعد أميز من أي جهة ستأتيني الصفعة الجديدة أنا الآن آخذ الأطفال لزيارة والدهم، بعد أن صدر تصريح الإذن من المشفى بأن لا مانع من الزيارة لكن الخروج ممنوع بالتأكيد فهمت مؤخراً أن الأسلوب في نقل الأنباء هو ما يجعله كبيراً في عين المتلقي أو صغيراً كانت ردات الفعل مقبولة، أو أنه تسرب الخبر إليهم سابقاً وأنا التي لم تكن تدرك، كل الاحتمالات مقبولة في النهاية ليس من السهل المحاربة في عدة جبهات، قد أخفق في قيادة ما و أفلح في أخرى لا يمكن أن تنطلي الكذبة على بدر وهو يرى مودة تبكي بهذا القدر أما عبدالوهاب فكان سهل التعامل من هذه الناحية، كان يكفيه أن يخرج ليرى فيصل أو والده ولا يسأل بكثرة رأيت سلطاني على سريره في يده مصل موصول بعدد من الأدوية، يرتدي ثياب المشفى، لا يبدو بخير أبداً هذا بعد مرور ثلاثة أيام، كيف كان حاله عندما أقبل إليهم يا ترى؟ تبادلنا الأخبار والأحوال، وسؤال عن مستوى الأولاد الدراسي وكثير من الاحاديث العامة أكد لي في نهاية الزيارة بخفوت بأنه سيذهب خلسة هذا اليوم لزيارة فيصل حاولت أن أثنيه عن قراره لكنه هزمني بجوابه: وحشني وهو ماراح يصبر عني بعد أن أخبرني عن قراره الثاني الذي أتى وكأنه يفكر وافقته على الأول لكنه عزم و ما من قوة ستمنعه إذا عزم على أمره في الغد سيخرج ولن يهتم للتوابع في قائمة اهتماماته الرقم الوحيد فيصل حاولت و أنا أذكره بأنه لن يستطيع أن يقدم لفيصل وهو بهذه الحال أي مساعدة مما اعتاد فعله أجاب بكسل: هذا التعب من آثار الأدوية هل فهمت قصدة بشكل سليم، هل ينوي ترك العلاجات أيضاً : سلطاني ياعمري، لازم تتحسن علشان تقدر تكون جنب فيصل، لازم تاخذ علاجاتك، بعدين حتطول فترة المرض تبسم ختاماً و أردف: انتبهي للعيال إن شاء الله بكرا ترجع صفاء للبيت لقد بت أمره وانتهى غادرت و أنا أحمل هم جديد، لا يجدي أن أحادث سارة لأني لن أستطيع البوح بكل ما يجري هنا لتبقى عائلتي مرتاحة البال على الأقل و لا بسمة أيامي، لا يمكنني أن أصف حدود هذا الشعور ختاماً انطويت إلى الصمت، حيلتي الاخيرة... . . الأمور لا تسير على ما يرام، هكذا أوضح لي فهد بعد سكوت طويل الخلايا المصابة تزداد أما المستوردة من عبدالوهاب فأعدادها في تناقص مستمر حقاً أرغب في مقابلة سلطان، لا يكفي أن أتواصل معه عن طريق الرسائل أو صوتياً نحتاج لوقت نقضيه لتبادل الهموم هذا الصباح خاصمني النوم وبقيت متيقضة، لكن حظي هو الذي صالحني في تمام الساعة العاشرة صباحاً، كان الجرس ينذر بقدوم أحدهم استفززت أعصابي نهوضاً، من سيكون في هذه الساعة المبكرة كل القصص التي كانت تنسجها مخيلتي الخائفة لاحت أمام ناظري بركض خالف توقعاتي رأتيه أخيراً كان سلطان، يالها من مفاجأة مذهلة يريد تعويض الأولاد عن اليوم الذي عاد عليهم ببؤس اضطراري، هذا استنتجته وأنا في طريقي لفتح الباب عانقته فرحاً بمقابلته: تصدق كنت أفكر فيك، كنت أقول لازم تجي تزورنا ولج إلى الداخل و نحن نتبادل التحايا أرغب في سؤاله عن فيصل لكني أخاف من الجواب أخرت هذا الحوار حتى أعد له قهوة سريعة وبعضاً من قطع الحلوى التي كانت في البراد أبلغت سري أن تحتسبه في الطعام وانصرفت إليه كلانا كان يحتاج لهذا الانفراد في الحديث أخبرني أنه أنهى اجتماعه على عجاله من أجل أن يحضى ببعض الوقت مع أولاده قبل أن يعود إلى المشفى كان يعبث بهاتفه وهو يخبرني تأمله بصمت ثم ألقاه جانباً أمسك على رأسه و عينيه بعد أن ألقى الذي كان فوقها جانباً وتحوقل بزفرة : اشبك ، جاك خبر مو كويس رفع رأسه يتأملني بلا جواب وهو متكئ على ذراعه احتجزت يده الحرة بين يدي أستحثه على الحديث : فيه شي : كنت أشوف نتائج التحاليل، مو كويسة : يلا إن شاء الله خير : باقي 5% من الخلايا اللي أخذناها من عبدالوهاب ما إن قالها حتى رأيت الدمع يقفز في عينيه وحجبها عني حين خبأ وجهه بيديه لا يا سلطاني لا تهتز فأنهزم أنا لا تفعلها متوسلة إليك إلا أن أرى مدامعك أو تيأس أرجوك : لا لا لا الله يخليك، لا ياسلطان كنت أردد النهي له وأنا احتضن وجهه بين يدي أتأمل رأسه الخالي من الشعر تماماً والذي داوم على حلقة باستمرار من أجل فيصل، ومن أجل أن لا يشعر بالفرق أيضاً حتى فهد منذ قدومي كان يتضامن مع فيصل وسلطان بحلاقة الشعر المستمرة أتأمله و داخلي يتمزق يا الله أنت اللطيف، أسألك اللطف يا الله ليست بي طاقة لتحمل الفواجع، عجّل بالشفاء وارحم ضعفه اعتذر مني وغادر لحجرته واضعاً الباب حاجزٌ بيننا وقف أحساسي المتفائل على الدوام هذه المرة في الصف المعاكس أحاول أن أخضعه لجانب السلامة و إن طالت، ويسقطني في بئر الواقع هل العداد بدأ في التناقص؟؟
|
|
|