الشاعره نرجس السعوديه وديوان تراتيل قلم

أجـبـنــي بــربــك


سألتك قلبي هل من حبيـب
خفقت لأجله في عهد قريب
فذقت في حبه نار الفـراق
وأضرم في خافقك اللهيـب
فسأءك منه هـذا التجافـي
وأغفلت بعده كـل حبيـب
فحولك قلبي قلوب تحبـك
وترجوا لو لهواها تجيـب
فما بالك قلبي تشيح وتبعد
بعيدًا بعيدًا كظبـي شريـد
وتسدل عليك ستار الظـلام
وتبكي بحرقة غريب فريـد
حنانيك قلبي هذا التجافـي
وأرحم شبابي لا تدعه وحيد

كــفــاك غــــرور


فديتك روحي ونفسي التـي
تطوق لطيـف ودود لـك
مرور النسيم على الوجنتين
إذا مـا لاح طيـف لــك
هواك في قلبـي وعمـري
أراه أمام هواك قصير يـك
فديتك قلبي وحبـي الـذي
اضـــــأتــــــه
شعـلـة تنـيـر لـــك
حبيبي تعالى كفاك غـرورا
فكل وجـودي ملـك لـك
هيا لتملأ زهـوري عبيـر
وتمنح بردا لهذا الهجيـر
ونهزم سدود نبـع الغديـر
لينساب شجوًا ويعلو الهدير

بـلـســم الــجـــراح


القصيدة من وكرهـا تسافـر
تكون شفاء لكل جـرح غائـر
وسلام ودليل لكل قلب حائـر
تاه منه دليله ونجمه الساهـر
فتاه بفضاء كواكبـه عشائـر
وخفاقه الغض طائر مهاجـر
أضاع منه وكره حظه العاثـر
فتصوغ له من نبضها المآثـر
لتبثها الأقلام من عمق المحابر

كــبــريـــاء


لاتنـظـر الـــي
ولا الـى مقلـتـي
فقـد وأدت حـبـك
وتناسيـت الغـرام
اليك عنـي وأقفـل
وماضيا لنا لاتذكـر
فقد كفانـا غـدرك
ولم تعد لنا المـرام
لقاءنا علـى الربـا
وأمنياتنا في الصبـا
كانـت لـنـا رواح
وأمست كلها جراح
عد توا الى الحمـى
وعهدا لنـا لاتذكـر
أمـا تـراك تعلـم
بأن غدرنا غير مباح

أتــــعـــــلـــــم


أن أسمع منك أحبك أهـم لـدي
من لو جمعت الدنيا فـي كفـي
وبضوء الشمس توجت لي راسي
ونسقت النجوم قلائد على عنقي
وبالزهور فرشـت لـي دربـي
أن أسمع منك أحبك أعظم عندي
من لو بنيت لي قصـرا ذهبيـا
وفرشتـه بدمقـسٍ حريـريـا
وأضأتـه بمصابيـح سماويـة
وجعلتني فيه مليكتك الخرافيـة
أن أسـمـع مـنـك أحـبــك
أحس بأني سموت فوق البشـر
وصافـح كفـي أجمـل قــدر
عندهـا أنظـم قلائـد شـعـر
تبقـى تراثـا عـبـر الـدهـر
قلـهـا بـربـك ولا تتـأخـر
قلها لتعيد لقلبي نبـض الحيـاة
وتشرق شمسي وتصحو منـاي
وأشعر أني لدقات قلبـك نـأي
قلها..... قلهـا.... ولا تتأخـر
قلهـا قبـل انقضـاء الربيـع
وحلول الخريف ورعود الصقيع
وانتحار الأماني في ذاك الهزيع
وبين اسوداد الليالي هوانا يضيع
قلـهـا بـربـك ولا تتـأخـر
قلهـا وسافـر حيـث تـشـاء
وأملأ قصـورك بكـل النسـاء
واكتـب اسمـي كرمـز وفـاء
وضمنه أملا ضنه آدم على حواء

حــب تـحـت مقـصـلـة الـجــلاد


وقفـت علـى نتـف الربيـع السندسيـة
والأقحـوان يرتعـش وضــاء سـنـاه
كاسـيـا الأجــواء عـطـراً مخملـيـاً
كاسـيـا الــوادي بسـحـر الربـيـع
وســحــر تــلــك المـجـدلـيـة
فكليهـمـا أهــدى الربـيـع ضـيـاؤه
فتفـجـر السـحـر أخـــاذاً بـهـيـاً
وعـزف النسـيـم نشـيـده بقصـيـدة
تراقـص الأغصـان بلـحـن ملائكـيـاً
وصـفــق الــــوادي نـشـوانــاً
وتداعـت الأرجـاء اللحـانـاً شجـيـه
كـانـت فـــي نـشــوة الـسـكـر
تراقـص الأغـصـان قانـعـةً رضـيـةً
لــم تـلـحـظ مـغــزل الأقـــدار
يغـزل وشائـجـه بخـيـوطٍ حريـريـه
أتــا يتتـبـع الألـحــان مـزهــواً
بغنيمـات تداعـب الخـضـرة النـديـة
وتـلاقــت الـنـظـرات حــيــري
وحاكت الأقدار دربـا بخيـوط عسجديـة
وركــع القلـبـان فــي الـمـحـراب
والحـب يهـمـس تراتيـلـه القدسـيـة
أفـاقــا مـــن غـفــوة الـحــب
والآفـاق مـن خجـل وجناتهـا ورديـه
عـادت إلــى الأم والـقـت برأسـهـا
والقلب خفاقـاً وبالعيـن أموجـاً سخيـة
هـمـسـت الأم بأذنـيـهـا قـائـلـة
ءأصـاب سهـم الحـب بسمتنـا النديـة
وانـهـال منـهـا الـدمـع رقـراقــاً
وقالت أما تعلمي بأنـا رحالـة يـا بنيـة
نتسـتـر اللـيـل البهـيـم للتـنـقـل
وفي الضياء نتوارى فـي أوكـار خفيـة
مـا خلقـنـا لـكـي نعـيـش الـحـب
يـا وجعـي خلقـتـي لتدفـنـي حـيـة
لملـمـي الربيعـيـن وهـيـا قـبــل
أن يشاع الأمـر ونصبـح قصـة مرويـة
وقـبـل بـــزوغ الـفـجـر كـانــا
خيالا قـد تـواري فـي متاهـات البريـة
وأتــى الـراعـي بـاحـثـاً عـــن
قلبـه فأضلاعـه أمسـت منـه خلـيـة
عــزف لـحـن ولـحـن والـلـحـان
حتى توارت الشمس خلف آفاقها الأرجوانية
ومــا فـتــيء يـعــاود يـســأل
الأغـصـان و الأزهــار القـرمـزيـة
حـتــى زوى مــنــه الـجـســد
وأقنـعـه الأخــلاء بأنـهـا جـنـيـة
فـأنـزوى فــي بـيـتـه وعـــاف
الشيـاه وكـل أحـلام الصبـا الـورديـة
أمــا هـــي فـبـيـن زوادتـهــا
قـد حملـت يتيمتهـا الثكلـى الورديـه
وعلـى الشفـاه أثــار مــا حـفـرت
الأقــدار مرتعـشـاً سيبـقـى أبـديـا
وبـيـن الكفـيـن دفـئــا يـســري
فــي الأعـضـاء حـمـم زمهريـريـة
رنـت إلــى الأفــق مــن البعـيـد
وأرسلـت نظـرة ثكلـى وآهـات خفيـة
وفــوق الـرمـل بيديـهـا خـطــت
قلبيـن تنـزف دمائهمـا بطعنـة أبديـه
وأوسـدت رأسـهـا عـلـى القلبـيـن
وأسبلت الجفن والدمـوع تنسـاب سخيـة
سمعـت ثغـاء مـن البعـيـد آفاقـهـا
وإذا يـداه تداعـب خصلاتهـا الذهبـيـة
مـسـح الـدمـع الـسـخـي بـكـفـه
وأحاطـت خصـرهـا يمـنـاه القـويـة
واللـتـفـت الـمـعــزات حــــول
ترتيلة الحب لتخفي ماتـراه العيـن غيـا
سمـت الروحيـن فـي الآفـق البعـيـد
ورنيـن القبـلا ت يعـزف لحنـا أزليـا
والـوجــود يـراقــص الـروحـيـن
وينثـر علـى القلبيـن تراتيـل جنائزيـة
سـحــب الأب مـحـزونـا يــــداه
لأخرعهـد كـان لأجلـه ينشـد الحريـة
وخلـفـه زوجــه الثكـلـى نـائـحـة
مـن تعسـف تلـك الـقـوى البشـريـه
تـقـتــل الـطـفــل الـرضـيــع
وتسحـق الأزهـار فـي بكرتهـا النديـة
كتـبـا قـبـل الـرحـيـل جـوارهــا
ذل التسـلـط يـدفـن ربيعيـنـا حـيـا
ســارا وقــد فـقـد الـكـلام فــي
سكونالـحـزن فـلـم يلحـظـا شيـئـا
كـانـت عـيـون البـنـادق تتـرقـب
مصوبـة بدقـة علـى رأس الضحـيـة
أستـوقـف الأب عـلـى قـمـة الـتـل
رفيقة دربـه المحفـوف بـذل العبوديـة
ليلمـلـم حزنـهـا بلمـسـة حـــب
فلـم تمهلهمـا الرصاصـات الهمجـيـة
سـقــط الأب مـضـرجـا بـدمـائـه
يستحلفها الهـرب كيـلا تلحقهـا شظيـة
قـالـت ومايضـيـر الـمـوت مثـلـي
فإنـي مـت يـوم فقـد شعبنـا الحريـة
انـحـنــت عــلــى الـجـثـمـان
لتطبـع علـى جبهتـه قبلتهـا الوداعيـة
فأصابـتـهـا شظـايـاهـم بمـقـتـل
وأختلطت دماءهما علـى الأرض الزكيـة

أنا والزمن


حليمة على قهر الليالي كريمة

على غدر الصديق الغادر

تجود معي الأيام ويفتر ثغرها

وتعبث بلا رحمة تجير العاثر

تشيح المباهج عني مسراتها

وتظلم ليالي وتكثر عواثري

وتصفوا وما صفو الحياة يعيرني

أقل إهتمام أو يبدل مآثري

مـــــاذا أهــديـــك


ءأجد لديـك الوفـاء الأميـن
وشوقًا فريـدًا كمـا الغابريـن
وحبًا يعيد المجـد للعاشقيـن
فإلي بعضًا منه كـي أستكيـن


ءأجـد لديـك المـلاذ الأميـن
لأخفي فؤادي مـن الحاسديـن
تحـت جناحـك كـي لا يبيـن
فلا تكـن بـه علـي ضنيـن


أتقوى رفيقـي لـي أن تكـون
سـدًا يـرد سهـام المـنـون
ويمحو عنـي غـدر السنيـن
فـإن فـؤادي شكـاه أنـيـن


ءأجـد فـي جناتـك زهــور
تعطر حبـي بعطـر الزهـور
ليبقى أريجـه عبـر الدهـور
فدون بعطـره سطـر حنيـن


ءأجد لديك الحضـن الدفـيء
يقيني حبيبي في الشتاء الصقيع
ويؤنس ليلـي حتـى الهزيـع
لتمحو بحبـك تعـب السنيـن


إن كـان لديـك إلـي حنيـن
وبيـن ضلوعـك حبًـا دفيـن
وقصـة حــب للعاشقـيـن
تظـل روايـة عبـر السنيـن


فكتب حبيبي في كل المفـارق
اسمي واسمك بزهـر الزنابـق
وحطم في العشق كل الفـوارق
فإني بقلبـك حبيبـي ضنيـن


فإنـي أراك الطيـر الغـريـد
مـلأت ربوعـي بنغـم جديـد
ودفء هـواك أذاب الجلـيـد
فيا نفس ماذا لـه ؟ ستقدميـن


سأهدي إليك القلـب الحزيـن
وسر انطوائي والمـي الدفيـن
وهـول الليالـي وآهـة أنيـن
وقصة ندت جبيـن العاشقيـن


سأجمع مـن ليالـي حرمانـي
وإحساسي بضيـاع وجدانـي
وبقايـا مـن عشـق أردانـي
بطـاقـة عـتـب لخـلانـي


سأمنح جسمًـا بـراه الضنـى
وفكرًا شريدًا في عهـد مضـى
وذكرى في قلبي تنـزف دمًـا
وقلبًـا وفـاءه لـم يوهـنـا

جـــرح الــــروح


كل أمر في رضاء الله هين
وما جزعي لأمر قد قضـاه
ولكن ابتآسي من صديـق
عالم بغور جرحي فأتقـاه
واستغل في إيماني وثقتـي
لينال مني مبتغـاه ومنـاه
وكنت أشكوه همومي فجعل
منها رموزا لأقوال الوشاة
هوالجسد من الداء سيشفى
وجرح روحي من لي بشفاه

حـــــــــيــــــــــره


أود هواك حريـرا أنـام عليـه وأصحـو
وقلبي يكون أميـرا يأمـر قلبـك وينهـى
وعينك بحرا عميقا أغوص فيـه وأطفـو
أحبك أحبك أحبـك وبحبـك أعلووأسمـو
أريدك شعرا أصوغه فيك عجـزا وصـدرا
أريدك لوحة اللون فيها حبا رقيقا ووصـلا
لكن حنيني عنيفا فهل كنـت لحبـي نـدا
أحبك وعند لقاك أذوب فـي حبـك وجـدا
وأبني عند لقاك السدود لتسكن نفسي وتهدأ
فنار هواك في صدري تضل طريقي فأعمى
وأنسى بأنني ليلى وأنـك قيـس المعنـى
وأغار منك عليك ومن كل قول يشير اليـك
أحبك وحبـك ناراحتويهـا لتظـل سـرا
وابعد بعيني بعيدا لكـي لا تفضـح سـرا
هواك حبيبي جحيما أنام عليـه وأصحـو
فقلبي في بعدك يخفق وبالقرب يزداد خفقا
وعيني تنشد رقادا وعنها يرحـل ويجفـو
ونفسي تنشد هدوءا وحبك يعصف عصفـا