05-03-2017
|
#21
|
سؤال حول عقائر الإبل والغنم
سائل يسأل :
إذا تخاصم قبيلتان أو شخصان وحكم شيخ القبيلة على المدعى عليه بعقائر من الإبل أو الغنم تعقر وتذبح عند من له الحق إلى آخره ..
الإجابة :
الذي يظهر لنا من الشرع المطهر أن هذه العقائر لا تجوز
لوجوه:
أولها: أن هذا من سنة الجاهلية
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(لا عقر في الإسلام)
والثاني:
أن هذا العمل يقصد منه تعظيم صاحب الحق
والتقرب إليه بالعقيرة
وهذا من جنس ما يفعله المشركون من الذبح لغير الله
ومن جنس ما يفعله بعض الناس من الذبح عند قدوم بعض العظماء وقد قال جماعة من العلماء:
إن هذا يعتبر من الذبح لغير الله
وذلك لا يجوز
بل هو في الجملة من الشرك
كما قال الله سبحانه:
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}
والنسك هو الذبح قرنه الله بالصلاة لعظم شأنه
فدل ذلك على أن الذبح يجب أن يكون لله وحده
كما أن الصلاة لله وحده
وقال تعالى
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من ذبح لغير الله)
الوجه الثالث:
أن هذا العمل من حكم الجاهلية
وقد قال الله سبحانه:
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}
وفيه مشابهة لأعمال عباد الأموات
والأشجار والأحجار كما تقدم
فالواجب: تركه
وفيما شرع الله من الأحكام
ووجوه الإصلاح ما يغني ويكفي عن هذا الحكم
والله ولي التوفيق.
|
|
|
05-03-2017
|
#22
|
متي يعذر المسلم
سائل يقول :
هل يعذر المسلم إذا فعل شيئا من الشرك كالذبح والنذر لغير الله جاهلا ؟
الإجابة :
الأمور قسمان :
قسم يعذر فيه بالجهل وقسم لا يعذر فيه بالجهل
فإذا كان من أتى ذلك بين المسلمين
وأتى الشرك بالله
وعبد غير الله
فإنه لا يعذر لأنه مقصر لم يسأل
ولم يتبصر في دينه فيكون غير معذور في عبادته غير الله من أموات أو أشجار أو أحجار أو أصنام لإعراضه وغفلته عن دينه
كما قال الله سبحانه :
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ}
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه لأنها ماتت في الجاهلية لم يؤذن له ليستغفر لها
لأنها ماتت على دين قومها عباد الأوثان
ولأنه صلى الله عليه وسلم قال لشخص سأله عن أبيه قال
: (هو في النار) ، فلما رأى ما في وجهه قال :
(إن أبي وأباك في النار)
لأنه مات على الشرك بالله
وعلى عبادة غيره سبحانه وتعالى
فكيف بالذي بين المسلمين وهو يعبد البدوي
أو يعبد الحسين
أو يعبد الشيخ عبد القادر الجيلاني
أو يعبد الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم
أو يعبد عليا أو يعبد غيرهم
فهؤلاء وأشباههم لا يعذرون من باب أولى
لأنهم أتوا الشرك الأكبر وهم بين المسلمين
والقرآن بين أيديهم
وهكذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودة بينهم
ولكنهم عن ذلك معرضون .
والقسم الثاني :
من يعذر بالجهل كالذي ينشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام في أطراف الدنيا
أو لأسباب أخرى كأهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الرسالة
فهؤلاء معذورون بجهلهم
وأمرهم إلى الله عز وجل
والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة فيؤمرون
فإن أجابوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار
لقوله جل وعلا:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}
ولأحاديث صحيحة وردت في ذلك
وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله الكلام في هذه المسألة في آخر كتابه :
طريق الهجرتين لما ذكر طبقات المكلفين
فليراجع هناك لعظم فائدته .
|
|
|
05-03-2017
|
#23
|
حكم التوسل ومعاشرة الفساق
سائل يسأل :
هل يجوز التوسل بجاه فلان أو حق فلان
وهل تجوز معاشرة الفساق وصحبتهم؟
الإجابة :
هذا من البدع التي لم يشرعها الله عند جمهور أهل العلم
وإنما المشروع التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وتوحيدة ومحبته والإيمان به
وبالأعمال الصالحات كما قال سبحانه
{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}
ولم يقل سبحانه :
فادعوه بجاه محمد
أو بجاه الأنبياء أو بجاه الأولياء
أو بحق بيته العتيق
أو نحو ذلك وإنما قال سبحانه :
( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )
فَادْعُوهُ بِهَا أي بأسمائه هو وصفاته
ويدعي أيضا بتوحيده كما جاءت الأحاديث بذلك
ومنها الحديث :
(اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)
ومن ذلك حديث أهل الغار الذين انطبقت عليهم صخرة لما أووا إلى الغار في ليل فيه مطر
فقد انطبقت عليهم صخرة وسدت عليهم فم الغار ولم يستطيعوا الخروج
فقالوا فيما بينهم :
لا ينجينا من هذا إلا أن نتوسل إلى الله بأعمالنا الخالصة
فتوسلوا إلى الله
فتوسل أحدهم إلى الله ببره لوالديه
والثاني توسل بعفته عن الزنى
والثالث توسل بأدائه للأمانة
ففرج الله عنهم .
فعلم بذلك مما ذكرنا أن العبد إذا توسل إلى الله بأسمائه
أو بتوحيده أو بإيمانه به ومحبته له
أو بالإيمان بنبيه صلى الله عليه وسلم ومحبته له
أو بأداء ما افترض الله عليه من طاعته
أو بترك ما حرم عليه
فهو توسل مشروع وصاحبه حري بالإجابة.
وأما معاشرة الفساق ومجالستهم فلا تجوز
لأنهم يجرون إلى فسقهم وضلالهم
لكن إذا خالطهم للدعوة إلى الله وإنكار ما هم عليه من الباطل
وتوجيههم للخير
وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر
فهذا لا بأس به لأن المسلم مأمور بذلك
أما من يتخذهم أصحابا وخلانا يجالسهم ويأكل معهم ويأنس بهم
فذلك لا يجوز .
|
|
|
05-03-2017
|
#24
|
النكاح بنية الطلاق
سائل يقول :
سمعت لك فتوى على أحد الأشرطة بجواز الزواج في بلاد الغربة وهو ينوي تركها بعد فترة معينة
لحين انتهاء الدورة أو الابتعاث
فما هو الفرق بين هذا الزواج وزواج المتعة
وماذا لو أنجبت زوجته طفلة
هل يتركها في بلاد الغربة مع أمها المطلقة أرجو الإيضاح؟
الإجابة :
نعم لقد صدر فتوى من اللجنة الدائمة
وأنا رئيسها بجواز النكاح بنية الطلاق
إذا كان ذلك بين العبد وبين ربه
إذا تزوج في بلاد غربة ونيته أنه متى انتهى من دراسته أو من كونه موظفا وما أشبه ذلك أن يطلق فلا بأس بهذا عند جمهور العلماء
وهذه النية تكون بينه وبين الله سبحانه ، وليست شرطا .
والفرق بينه وبين المتعة :
أن نكاح المتعة يكون فيه شرط مدة معلومة كشهر أو شهرين أو سنة أو سنتين ونحو ذلك
فإذا انقضت المدة المذكورة انفسخ النكاح
هذا هو نكاح المتعة الباطل
أما كونه تزوجها على سنة الله ورسوله ولكن في قلبه أنه متى انتهى من البلد سوف يطلقها
فهذا لا يضره وهذه النية قد تتغير وليست معلومة وليست شرطا بل هي بينه وبين الله فلا يضره ذلك
وهذا من أسباب عفته عن الزنى والفواحش
وهذا قول جمهور أهل العلم
حكاه عنهم صاحب المغني موفق الدين ابن قدامة رحمه الله .
|
|
|
05-03-2017
|
#25
|
حكم ذبيحة من لا تعرف عقيدته
سائل يسأل :
هل تؤكل ذبيحة من لا تعرف عقيدته
ومن يستحل المعاصي وهو يعلم أنها حرام
ومن يعرف عنه دعاء الجن بدون قصد؟
الإجابة :
إذا كان لا يعرف بالشرك فذبيحته حلال
إذا كان مسلما يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا يعرف عنه ما يقتضي كفرة فإن ذبيحته تكون حلالا
إلا إذا عرف عنه أنه قد أتى بشيء من الشرك كدعاء الجن أو دعاء الأموات
والاستغاثة بهم فهذا نوع من الشرك الأكبر
ومثل هذا لا تؤكل ذبيحته
ومن أمثلة دعاء الجن أن يقول :
افعلوا كذا أو افعلوا كذا أو أعطوني كذا أو افعلوا بفلان كذا وهكذا من يدعو أصحاب القبور أو يدعو الملائكة ويستغيث بهم أو ينذر لهم فهذا كله من الشرك الأكبر
نسأل الله السلامة والعافية .
أما المعاصي فهي لا تمنع من أكل ذبيحة من يتعاطى شيئا منها إذا لم يستحلها
بل هي حلال إذا ذبحها على الوجه الشرعي
أما من يستحل المعاصي فهذا يعتبر كافرا
كأن يستحل الزنى أو الخمر أو الربا أو عقوق الوالدين أو شهادة الزور ونحو ذلك من المحرمات المجمع عليها بين المسلمين
نسأل الله العافية من كل ما يغضبه .
|
|
|
05-03-2017
|
#26
|
توضيح معنى الشرك بالله
سائل يقول :
ما هو الشرك وما تفسير قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ؟
إلاجابة :
الشرك على اسمه هو تشريك غير الله مع الله في العبادة كأن يدعو الأصنام أو غيرها
يستغيث بها أو ينذر لها أو يصلي لها أو يصوم لها أو يذبح لها
ومثل أن يذبح للبدوي أو للعيدروس أو يصلي لفلان أو يطلب المدد من الرسول صلى الله عليه وسلم أو من عبد القادر أو من العيدروس في اليمن أو غيرهم من الأموات والغائبين فهذا كله يسمى شركا
وهكذا إذا دعا الكواكب أو الجن أو استغاث بهم أو طلبهم المدد أو ما أشبه ذلك
فإذا فعل شيئا من هذه العبادات مع الجمادات أو مع الأموات أو الغائبين صار هذا شركا بالله عز وجل
قال الله جل وعلا :
{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
وقال سبحانه :
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
ومن الشرك أن يعبد غير الله عبادة كاملة
فإنه يسمى شركا ويسمى كفرا
فمن أعرض عن الله بالكلية وجعل عبادته لغير الله كالأشجار أو الأحجار أو الأصنام أو الجن أو بعض الأموات من الذين يسمونهم بالأولياء يعبدهم أو يصلي لهم أو يصوم لهم وينسى الله بالكلية فهذا أعظم كفرا وأشد شركا
نسأل الله العافية
وهكذا من ينكر وجود الله
ويقول ليس هناك إله والحياة مادة كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله هؤلاء أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركا وضلالا نسأل الله العافية والمقصود أن أهل هذه الاعتقادات وأشباهها كلها تسمى شركا وتسمى كفرا بالله عز وجل
وقد يغلط بعض الناس لجهله فيسمى دعوة الأموات والاستغاثة بهم وسيلة
ويظنها جائزة وهذا غلط عظيم . لأن هذا العمل من أعظم الشرك بالله
وإن سماه بعض الجهلة أو المشركين وسيلة
وهو دين المشركين الذي ذمهم الله عليه وعابهم به
وأرسل الرسل وأنزل الكتب لإنكاره والتحذير منه وأما الوسيلة المذكورة في قول الله عز وجل :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}
فالمراد بها التقرب إليه سبحانه بطاعته
وهذا هو معناها عند أهل العلم جميعا
فالصلاة قربة إلى الله فهي وسيلة
والذبح لله وسيلة كالأضاحي والهدي
والصوم وسيلة
والصدقات وسيلة
وذكر الله وقراءة القرآن وسيلة
وهذا هو معنى قوله جل وعلا :
{اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ}
يعني ابتغوا القربة إليه بطاعته
هكذا قال ابن كثير وابن جرير والبغوي وغيرهم من أئمة التفسير
والمعنى التمسوا القربة إليه بطاعته واطلبوها أينما كنتم مما شرع الله لكم
من صلاة وصوم وصدقات وغير ذلك
وهكذا قوله في الآية الأخرى :
{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}
هكذا الرسل واتباعهم يتقربون إلى الله بالوسائل التي شرعها من جهاد وصوم وصلاة وذكر وقراءة قرآن إلى غير ذلك من وجوه الوسيلة
أما ظن بعض الناس أن الوسيلة هي التعلق بالأموات والاستغاثة بالأولياء فهذا ظن باطل
وهذا اعتقاد المشركين الذين قال الله فيهم :
{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هؤلاء شفعاؤنا عند الله}
فرد عليهم سبحانه بقوله :
{قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
|
|
|
05-03-2017
|
#27
|
الحاجة إلى القضاء الشرعي
سائل يقول :
نرى كبار الأئمة يتهرب من القضاء
وما ذاك إلا لإدراكهم الخطورة
فكيف نقدم عليه وحالنا لا تقارن بحالهم ؟
إلاجابة :
هذا صحيح
ولكن من تأمل حال الناس وشدة حاجتهم إلى القضاء الشرعي علم وجوب الاستجابة لذلك والصبر عليه
إذا كان من أهله
ووجب عليه أن يجتهد فيه وأن يبذل في ذلك ما يستطيع من أسباب التخلص من خطره والعافية من تبعاته براءة للذمة ونصحا للأمة ورحمة لإخوانه المسلمين وإحسانا إليهم في حل مشاكلهم والحكم بينهم بالحق
وسيعينه الله ويسدده على حسب إخلاصه وصدقه .
وليس زماننا هذا كزمان السلف الصالح
لأن العلماء في ذلك الزمان كانوا كثيرين
إذا اعتذر بعضهم وجد من يقوم مقامه من إخوانه العلماء
أما في زماننا فقد قل العلماء وفشا الجهل
فإذا اعتذر عن القضاء من هو أهل له صعب وجود غيره وتعطل الكثير من البلاد من القضاء الشرعي
وفي ذلك من المضرة العظيمة ما لا يخفى على أحد
والله المستعان .
|
|
|
| | | | | | |