كم نفس تلقى في رحابه سندها

مادام تجري داخل الصدر الأنفاس
بِنْذوق من حلوِ السنين ونكدها
محدن خذا دنياهِ تفصيلِ وِقياس
كم واحدٍ له حاجةٍ ما وجدها
ياكمّ واحد يعجبك شكلِ وِالْباس
وبْداخلهْ آهاتِ يجرع كمدها
ياما لِفَتْنا هْموم حاستْ صفا الرأس
وأوجاعنا نخطي بحسبة عددها
من يرجي الله ماعْتَرَى حالهِ اليأس
دام الرضا بْنَفْسه عقيده عقَدْها
الله جعل للخلق أطباع واجناس
أحدٍ بهِ النّخْوه وواحد فقدها
واحْدن سليط لسان فاضح وبلاس
لا شاف نعمه في الخلايق حسدها
من شِدّ حقده كن قلبه بمحماس
لو كانت الأرزاق عنده جحدها
واحدن ضميره أبيض مثل قرطاس
كم نفس تلقى في رحابه سندها
يا سعْدِ ناسٍ كيفها تِفْرِحِ الناس
تقضي حوايج من لِغَايَه قصدها
بعض البشر للطيب باذل وغرّاس
أيّامِ عمرهْ للجميلِ اعتمدها
شوفة جبينه تطرد شطون واعماس
نفسه ترحب قبل تهدي جهدها
تلقاه لأحوال المساكين لمّاس
كم كربة فعله دفنها بْلحَدها
عيد الذي شَرْبِ الغرابيل بالكاس
أنهار جوده يرتوي من وردها
ما جمّع الياقوت وكنوز الألماس
لكنّ فعُوله يا كثِرْ منْ حمدْها
هذا الذي إن غاب نشعر بالافلاس
نبكيه بكية أمّ تنعي ولدها