06-09-2023 | #1021 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
إنّ من الجفاء في مُناداتنا على من نُحِب؛ أن نهجر أسماءهم عند مخاطبتهم.
ونشرت سابقًا أن أسماءنا شرفٌ وتكريمٌ لنا؛ فليس قولك: أهلًا وسهلًا، كقولك: أهلًا وسهلًا يا أنس! أضف إلى ذلك جانبًا آخر؛ وهو: أنَّ نداءك على من تحب بإضافة ياء الملكية في آخر اسمه؛ فيه من الحب والتلطف ما لا يخفى؛ كأن تقول: يا زهرتي، ويا قمري، ويا نسمتي، ويا أملي...، بدلًا من: يا زهرة، ويا قمر، ويا نسمة، ويا أمل! ونحن إذا نظرنا إلى قول الشاعر: بالله يا ظَبَيات القاعِ قلن لنا ليلاي منكنَّ أم ليلى من البشرِ! نجد تدَلُّلَه واضحًا جليًّا لمن تذوَّق! وأنتَ: ألم تعطك الكلمة (ليلاي) شيئًا من اللُّطف خلافًا لو جرَّدها من الياء؟ ليس هذا فحسب؛ بل إنه أعاد ذكرها مرة أخرى، وكان من الممكن أن يقول: ليلاي منكن أم من البشر؟ إلا أنه أبى العدول عن ذلك؛ استلذاذًا وإيناسًا وإمتاعًا بتكرير اسمها.. فكن لطيفًا، مثقفًا، عارفًا لهذا الشأن قدره، تاركًا إثمه ووزره. - أنس المغربي
|
|
|