08-08-2023
|
#11
|
"سِردابُ الأحزان"
في منزِل جدي كان هُناك غرفة أسفل المنزِل، وكان ممنوعٌ علينا دخولها، ذات يوم تبعت عمّي حتى دخل ذاك السِرداب المُظلم، لم أرى شيء ماهي إلا ثوانٍ حتى سمعتُ صوته يَجهشُ بِالبكاء، اليوم التالي أيضًا كان أبي مسرِع نحو السُفلية أغلق الباب إقتربتُ أكثر لأسمع صوت أنين، ومِن ثم جدي وبقية ذُكور العائِلة، في كُل مرةٍ أسمعُ أصوات غريبة، بُكاء، صُراخ، تحطيم، كُل ذلك خلق في رأسي ألف علامة إستفهام، ذهبتُ إلى جدتي وأخبرتُها بِما شاهدت، مسحت على رأسي وقالت: يَبُنيّتي ماترينه هو نتائج مُعتقادات الأباء، غرسهُم في عُقول الذكور أنه مِن العيب أن تشتكي، أن تبكي، تضعف، أنت رجل والرِجال لا تَبكي، هكذا زُرِعت عقائد باطلة لا أساس لها مِن الصحة، فكونك ذكر لا يَعني أنك بِلا قلب، الحياةُ قاسية مهما كُنت صلبًا لابد أن تنهار أن تسمح لِنفسِك بإخراج أثقالها، لِذلك ياعزيزتي جدك بنى هذا السِرداب مكانًا لتفريّغ حُشود أحزانِهم خلسة خوفًا من المُجتمع الشرقي مُصدِر قانون "الرِجال لا تبكي".
-شجن.
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
|
|