|
…»●[آحســــاس قـلــــــم]●«… { .. متصفح خاص وشخصي لكل الاعضاء. حيث نزف المشاعر ينهمر دون توقف .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-17-2023 | #11 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
يقول :
كثيرا ما كنت اختلي بنفسي ، وقد حددت يوم الجمعة موعدا أسير فيه في مناكب أرض بلدتي ، أهيم بوجهي في : الوديان ثم أعتلي الجبال لتكون لي هناك جلسة ووقفة تأمل أتأمل فيها ما حولي من : جبال و هاد و وديان وتلك الطيور التي تحلق فوقي ، وذاك الجاري من المياة التي تشق صدر الجبال متدفقة كالوديان ، أسبح حينها بفكري ، أخوص في ذاتي ونفسي ، وذاك الهدوء الذي من وقعه لا أسمع غير أنفاس تترادف ، ولسانا يذكر الله ، وقلبا ينبض بحب الله . أما في بذاك وانسجم مع ترانيم الكون الذي يلهج بذكر الله " الذي لا نفقه تيبيحه " . الذي لا يفتر عن ذكر الله " من الذرة إلى المجرة " . عشت ذلك الحال سنوات ، وقد انعكس ذاك على روحي ، ليهذب مني : عاداتي و عباداتي و سلوكي " كنت أعيش ذاك السلام الروحي الذاتي في أعظم صوره وجمال تجلياته " . مما زاد من قربي من الله بحيث : " أستشعر المقام وعظمته عندما أقف عند باب الله ، فأغيب بذاك عن عالم الشهود ، وكأن من في الكون نالهم الفناء ، لأبقى وحدي أناجي الحي القيوم . غير أن ذاك النعيم خفت ، وأفل نور سناه ! وخبت جذوته بعدما شغلتنا الحياة ! نعم ؛ أقولها هروبا من ملاحقة الملام ! وما ذاك في حقيقته إلا هروب للأمام ! وما هي إلا واحدة من تلكم " الشماعات " العديد التي نعلق فيها : فشلنا تكاسلنا غفلتنا و تلك الخيبات ! يقول : عندما كنت أعيش تلك الحياة أعيش مع جملة الناس بسكون وراحة بال، مهما تباينت فيهم الطباع أمتزجت طباعهم بذميم الطباع ، ونسمع منهم قبيح الكلام ، ونصادف من يستفزنا بسوء الفعال ! فعندما يأتينا الجاهل منهم ، يلفظ ما في قلبه ليلقيها في سمعي حينها : " في عمق محيط قلبي تتلاطم الأمواج بتلك التيارات ، والسطح يملأه السلام والاطمئنان " ! دعوني أصف لكم ما حقيقة ما يحصل في قلب ذلك الإنسان ؟! عندما تصل " أقوال وأفعال " ذاك المعتدي تحدث في قلبه جلبة ليثور القلب كالبركان ، ولكن بعد فترة يخمد ثوران ذلك البركان بعدما طوقه ذاك النور نور : الإخلاص و النقاء و الإيمان فقد جابه وقابل تلك الإساءة بذاك العفو والغفران ، لأن من كانت تلك حياتهم دوما مع الله لا تمازج وتخالط قلوبهم شهوة الإنتقام ، أو النزول إلى تلكم الدركات ! " فليس لديهم وقت لتلك المناكفات والحزازات " . وفي ذلك الموقف الذي حصل بين ذلك الأخوين ، تتجلى لي صورة من تلقى " تلك الضربة " فقد تلقاها وأتبعها بذكر الله ، كنت أسمعه يردد : " أستغفر الله " . " لا حول ولا قوة إلا بالله " . " أعوذ بالله من الشيطان " . فقد كان يستعين بالله ليخلصه من ذاك الصراع الذي يموج في قلبه ، حتى غلب ذكر الله وسوسة ذلك الشيطان . " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ " . في المحصلة : " من عاش في كنف الله وأدمن قربه ، ومناجاته ، والأنس به في جميع أحواله وأطواره ، وفي منشطه وكرهه أتاه المدد الرباني ، واغترف من فيوضات كرامته وفصله ورحمته " . " ليكون بعدها عبدا ربانيا " " تلك جوائز من أخلص لله ليكون ظاهره كباطنه ، وليكون بذاك من خاصته الذين هم أهل ولايته " . من هنا نعرف معنى : " دع الماء يسكن في داخلك" لتكون نتيجة ذلك ؟ لنرى : قمرا و نجوما بداخلنا .
|
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|