ديوان منور صمادح ( تونسي )

الاخير

وعلى الأرض ملاييــــن بهــــــا

يفتك البــؤس ويفــــري الكبـــــدا

نظـــــم شــتى وخلــف جاثـــــــم

وصــــــراع نــاره لـن تخمـــــدا

***

ومــــروؤات بحـــيفا ترتـــــــجى

إن أضعنــــاها أضعنــــا السؤددا

أو تركنــا القــدس نهبـــا غالنــا

مــــن بني صهيـون ما يأتي غدا

حلمهـــم سينـاء لا كان السنــــــا

وأمــــانيهـــم روابـــي بــــــردى

ذهــب الراهــب لم يحفـــل بنـــــا

وسلا ًالوالــد فينـــــا الولـــــــدا ً

وقــــلا موسـى فـــأودى قـــومه

وبراق البيت عـــاف المسجــــدا

عـــــاثت الفـــــئران في محرابــه

وأهـانــــت بيتــــــــه والمــــذودا

قضـــــــم السفـــــر أحلـوا قدسه

وأماتــــــــوا الكلــــم المطــــردا

***

نحــــن في حـــرب على أنفسنا

إنما أنفسنــــــا هي العــــــــــداء

نحــــن ضــدان علينـــــا اجتمعا

فيهمــــا نحـــن غدونــــا بعـــــدا

أكبــــــد حرى على جمــــر القضا

وقلوب عرفــت معنى الـصـــــدى

لحمـــــة مــن ألـــم البيـــن ومــن

حرقـة الشوق التي لــن تبــــردا

وجــــراح مثخنـــــات لــم تـــزل

وظبى أنصالــــها لــــن تــــغمدا

طلت ياصحو فيا شمس اخسفي

أو مـــــــا آن لــــها أن تــــرعدا

أيها الرمـــل استطر ملء الفضا

لم تعد تبـــرا لنــا أو عسجــــــدا

يا ربـــى نجـــد أقيـــمي مأتــــما

وانـــدبي ياشـــام ذاك المحتـــــدا

أيهــا النيــل اضـطرب واغمرهم

ياريــــاح البيــــد هــزي الوتــــدا

أخرجي الموتى عسى تــعرفـــهم

إن فيهـــم بعض مــن قد ولـــــدا

وأقضــي مضجـــــع الشعب الذي

ألف النـــــوم كفـــــى ما رقـــــدا

من تــرى فينا ســــوى آلامـــــنا

وعلى آلامــــنا مـــــــن قـــد بــدا

كــــل شيء قد حــــواه نقضــــه

ذهب الشيء لدى النــقض سدى

أكـــذا يــــارب قـــــــدرت لنــــــا

كــل بــــاب فتحـــــوه وصــــــدا

حسبنا الفكـــر دلــــــيلا كلــــــما

أغطـــش اللـــــيل حبانــا مـــددا

وركبنــا اللــــــيث لا نرهبـــــه

وجعلنــــــاه ذ لـــولا مــــــرشدا

ذاك فكـر الشعب في تشخـيصه

لبس النـاس وفيـــــهم عــــــددا

***

هذه الأرض ومـــــا فيها لــــــنا

ولها نحن على الدهـــــر فـــــدا

وعليــــــــها رايـــــــــة خفاقــــة

نسجـــوها من عروق الشـــهدا