|
قصايد ليل للمقالات الحصرية فكرة او وجهة نظر كاتب مدعمه ببعض البراهين للاثاره والتشويق |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
قراءة في ادب غادة السمان قصايد ليل
مقدمة: غادة السمان دمشقية خرجت من دهاليز التقاليد والاعراف..ثائرة على منطق الذكورية المطلقة ..حورية شرقية خرجت من ثيابها الحريرية المضمخة بعطر الياسمين والورد الشامي..عارية كما الحقيقة من كل كذب وتزييف..صادقة مع نفسها حتى الثمالة.قلمها الفريد غلب كل الاقلام النسوية في العبث والمجون..مزقت كل استار الخفر والحياء..واظهرت نفسها امرأة شرقية تحمل راسا غربي وقالت كل شيء..فراشة ملونة بمزيج غريب من الالوان تمارس كل افعال الجسد دون مواربة تملأ الصفحات بلغة غريبة غير مالوفة في قاموس الادب الواقعي الى حد الاباحة.... غادة السمان خرجت من حريم السلطان ذات يوم شاهرة قلمها بوجه سيطرة المجتمع الذكوري ..ممزقة من حولها كل القيود والاغلال عارية في فكرها حتى الجسد..قلبت كل الاعراف والموازين واستخدمت الكلمة ترجمانا لما تعانيه المرأة وما تريده جسد نظرتها هاربة من وطن لاخر..باحثة عما يرضيها ويشعرها بالاطمئنان والصدق مع الذات ويجب الا ننسى المناخ العام في السبعينات من انقلابات عسكرية وحرب ال67 وماخلفه من احباط عام واجتياح الفكر التقدمي المستورد.. رحيل مستمر وتوغل في دروب التحرر والانعتاق وعصرت موجة اجتاحت العالم الغربي وما يمثلون من نزعة نحو حياة لاتعرف الحدود ولاتعترف بالقوانين وكسرت كل الاوزان ومارست كل الافعال وتكلمت حتى ثمل القلم وتطاولت الالسن والاعناق هي امرأة مختلفة صحفية مغامرة من الطراز الاول كاتبة واديبة حتى الرمق الاخير غادة السمان اديبة رغم انفي وانوف الاخرين ولكن لا احب هذا الصنف من النساء ولو كن اديبات وكشفن عورات النفوس دون خجل قراءة أدبية تحليلية لاحدى اعمال السمان عند القراءة ياتي ادب الكاتب واسلوبه الادبي عنصر اساسي ليعرفنا بصاحبه والاجواء التي دعت الى ولادة الفكرة وصبها في قالب ادبي يميز الكاتب عن غيره....وادب غادة السمان مختلف في عرض الفكرة بشيء من التمرد والعصيان والتفلت من القيود الاجتماعية التي اعتبرتها بمثابة عائق في وجه حرية المراة في مجتمع ذكوري متسلط لذلك هي كانت تبحر عكس التيار فخرجت من دائرة الحرية الضيقة ورحلت بها الى نطاق اوسع من الاستقلالية والدعوة الى تحرر المرأة فكرا وجسدا في وجه التخلف........ غادة السمان باحثة عن الحرية المطلقة في افكارها واعمالها الادبية وهذا ما يظهر من خلال تجاوز كل المساحات الادبية المحتشمة او اقله المتسترة تحت عباءة الفضيلة وتخفي ما تخفيه من المعاني البعيدة...وفضلت اجتياز كل المناطق المحرمة بشكل سافر لنجدها تبث سموم الرغبة بين الكلمات واظهار الاباحية بملامح واضحة في المكتوب.. ومن هنا لابد من الوقوف عند بعض التساؤلات المتعلقة بادب غادة السمان: اين تقف غادة السمان من الادب النسوي في عالمنا المعاصر اذا ما تعرضنا الى فاطمة المرنيسي ونوال السعداوي واحلام مستغانمي وسواهن على امتداد العصور الادبية بدأ من ميسون بنت بحدل الى عائشة الباعونية الى ولادة بنت المستكفي الى الكثيرات ممن اغفلهن دارسو الادب ذوو النزعة الذكورية؟ وهل ما زالت شهرزاد تحاول نبش قبور الف ليلة وليلة لتستعيد عالمها السحري وتتربع على عرش الانوثة في عصر الحرية؟؟ وهل كان المقصود من التوجه الاباحي هو لفت الانظار واحتلال مكانة بارزة على الساحة الادبية في ظل وجود الكثيرات من صاحبات الاقلام المتحررة ام انها بواعث نفسية دعتها للتعبير عما يدور في نفسها وبالتالي تكون انعكاس لعالم غادة المسان وجانب مظلم لا احد عرفه ومجموعة من الكوامن والعقد التي تعيشها الكثيرات من اديبات العصر فتطفو على السطح تارة وتتوه في عباب يم المفردات ذات الدلالات الاباحية؟؟ (ذاكرة قارئ لا اعرفه) حينما تطال حروفي بعد موتي لاتقرأ الكلمات بل ظلالها على الورقة ارفع جسد الحروف تجد روح المعنى حدق جيدا في اوراقي قرب توقيعي ستجددني اودعت لك خيطا من شعري اذا اشعلته كما في الاساطير العربية ساحضر اليك عبر اكداس الليل والاسرار وكجدتي شهرزاد ساكون ظلا حيا للمستحيل ورفيقة لاساك وغربتك وحرائقك فاجمل مافي حبنا عصيانه على الاكتمال بدأت غادة السمان حديثها بالتوجه الى الرجل والذي هو المحور الذي تدور حوله كل العناوين والمضامين تطالبه بعد رحيلها بقراءة معمقة لما كتبت بحيث لا يقف عند القراءة المسطحة والاخذ بظاهر المعنى بل بسبر اعماق الكلام والاهتداء الى المعاني البعيدة ... وكانها تحاول لفت نظر الرجل الى كيانها وظلها المتمدد على الاوراق الذي يحاكي عالمها وتوجيهه الى معان ربما لم تبح بها بل ابقتها في الظل لعله يضطلع اليها لفيهم ماذا ارادت؟! تحثه من خلال استخدام فعل الامر(ارفع)على رفع هيكل الحرف للوصول الى المعنى الحقيقي واللجوء الى الاستعارة لتبين المعنى بحيث استعارة الجسد والروح من الانسان لخدمة الحروف والمعاني ومن ثم تطالبه بالغرق اكثر في اوراقها والتعمق اكثر في المعاني لعلها من خلال المكتوب تحقق تواصلا تطمح اليه من خلال اسمها هناك المتربع قرب توقيعها ..هناك حيث عالمها يمثل خيطا شعريا يقلص المسافة بينه وبينها رغم اختلاف العوالم فتصور نفسها كعود البخور في الطقوس الدينية والروحانية لاستحضارها من عالم الموتى وتحقيق المستحيل بعودتها لعالم الحاضر حيث اللحظة التي يقرأها الرجل ويكون بامكانها عبور عالم الاموات والعودة الى الحياة مجددا كما في الاساطير العربية المشبعة بالخرافات.... لتعود اليه عندما يبسط الليل وشاحه الاسود ليخفي الكثير من الاسرار كيف لا والمساء كاتم الاسرار وجليس العاشقين وبعودة المعاني الى الحياة مجددا تستعيد الحروف نبضها تكون السمان حية في كل ما يقرأ... من ثم استخدمت السمان التشبيه وعملت على حذف المشبه به والذي تقصد به نفسها والاكتفاء بذكر اداة التشبيه والمشبه بها والتي هي شهرزاد كمحاولة منها لنبش قبور الف ليلة ولية والعودة مجددا الى عالم الاساطير حيث تقضي شرزاد ليلها مع شهريار تروي له الاساطير كما وتمثل شهرزاد المستحيل في عالم الرجل ولا تكون الممكن ,السهل ,المتوفر لرغباته وشهواته والسمان تمثل الظل الممتد من العصور القديمة لانثى تشكلت من عالم المستحيل واختارت ان تكون لهذا الرجل الرفيقة التي تؤنسه في غربته وتصاحبه في الامه واوجاعه وهنا يكشف لنا المعنة انها اختارت ان تكون الممكن لهذا الرجل عند اشتعال رغباته... وهنا يظهر التناقض مابين المستحيل والممكن والذي ان دل على شيء فهو يدل على ازدواجية معايير السمان لتصل الى نقطة التمرد في الحب والعصيان في الرغبة لاكتمال مشاعر الحب وتصور في النهاية ان الحب كنزوة جسدية عابرة تشعل حرائق الرغبة ومن ثم تخمدها ومن ثم عودة للاشتعال مجددا في محطات اخرى.. خلاصة القول: غادة السمان اديبة ثائرة متمردة غير مالوفة خرجت من وراء جدران التقاليد والاعراف...عارية من ورقة التوت من الحياء والوجل واتخذت من العري الادبي منهجا ..توغلت في تقاطيع جسدها ترسم النوازع والاهواء بجراة عارمة مارست عقيدة (الهيبيز)التي ظهرت في عصرها بكل مناحيها فكرا وممارسة...ارادت ان تقول انها امراة غير كل النساء ...اديبة مختلفة كشفت استار العورات بتلذذ واصرار..عاشقة لنفسها نرجسية الهوى ديماغوجية حتى الرمق الاخير في اظهار نفسها ومغايرتها لبنات جنسها تبدو قلقة احيانا في تصويب فكرتها وتوحي لك بعد الوصال انك مازلت بعيدا وان ماتريده غير ما فهمته انت قاموسها جريء في توصيف الواقع الذي عاشته ومارسته غردت خارج السرب شاءت ان تكون كذلك عن سبق الاصرار والتصميم... تشدك اليها في ادبها تدغدغ الاحاسيس والنوازع البشرية..تغرقك بدهائها الانثوي في بحر من علامات الاستفهام..متلاعبة بارعة في الجسد والكلمة جامحة في الخيال الى حد الهرطقة غادة السمان مختلفة عن كل النساء وسعت ان تكون مراة لعصرها وما حوى من تيارات فكرية واجتماعية..مراة انكسر حياؤها فتصدعت وتشوهت معها صورة المراة الشرقية وفي النهاية تبقى غادة السمان اديبة حقا ولكنها تبقى كلمة في سفر الاباحية... بقلمي.. سيرين لااحلل النقل حتى مع ذكر المصدر |
11-10-2016 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
مقال جميل عزيزتي
سيرين اعجاب وتقيم وختم وتنبيهات مع باقة حب
|
|
|