الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«…
 

…»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… { .. كل ماهو جديد للشعراء والشاعرات من مقروء و مسموع وتمنع الردود .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-20-2011   #11


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (02:57 PM)
آبدآعاتي » 3,266,935
الاعجابات المتلقاة » 7520
الاعجابات المُرسلة » 3738
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



متمهلاً يمشي .. وخوف الناس في عينيه كالمبضعْ

وطحالبٌ في ضَفّتيه تمصُّ صرخته فلا يُسمعْ

متوجعاً ينسالُ ،

بردته تكنِّس أرض شارعنا من الضوضاء

يمتص أحزان الصغار ، ويشرب الأوجاعَ لا يَشْبَعْ

والصخر يهجر قاسيون إليه مندفعاً

يُشقق راحتيه على الضفاف ولا يَمسُّ الماء

يحمرّ وجه النهر في حَنَقً يسيرُ بدمعه مُتْرَعْ

فإلى متى تتيمّم الأشجار عند الضفة الخضراء ؟

والرمل يشرب منه لا يُروى

وفي بَطَر أتت تتوضأ الصحراء

يمضي .. بَجرُّ عنانَه قلق

ويلطمه على خديه ما ينمو من الأشواكْ

فيكمِّم الأمواج مذعوراً

يهدهد هامساً لينوِّم الأسماكْ

وعلى رمال القاع في حذر تحفّى

سال تحت المرجة الخرساء

ويرد ياقته على عينيه ، يخفي الوجهَ

نرقبه ولا تتحرك الأيدي تُودِّعه

وفي توديعه تتلكأ الأضواء

ويمسُّ أرض الغوطة الخجلى فيرتعشانْ

يتعانقان بلهفةٍ

ويراقبان ظلال أشجار الطريق

ليسرقا بعض الهوى أو يطفآ الأحزانْ

ويجوس فيها مولعاً ويصبُّ فيها كل طاقته فلا تَقْنَعْ

الخوف أضحى لهفة .. حطباً لنار التوق

حتى النارُ أضحت زادها ،

التهمت لهيبَ النار غوطتنا

فلم نبصر لحبهما لهيباً

لم نلاق دخانْ

وعلى تعرج أرضها استلقى أسىً

رمحاً بغير سنانْ

سيروح منها خاوياً ليصير مُسْتَنْقَعْ

يتباطأ المجرى ..

يعرّج خطوه صوب الظلال

وينثني إعياء

الرمل بعد حدودها يَلْمَعْْ

وبراثن الصحراء لا تغفو

وفي شبق للقياهْ

بدت تتلمظ الرمضاء

***

كانت له ذكرى وذاكرة

وكان لديه ما يكفي من الإيمانْ

في الشعر غرَّدَ مُدْنفاً

فجرى وصفّق باسماً

لاقى الضيوف وأنزل الركبانْ

بدأ الحياة بقفزة نحو الحياةِ

ومرَّ بين الصخر كي يَرْضَعْ

ومضى ليلهوَ في السهوبِ

كما انثنى ليداعب الوديانْ

التربة الحمراء أولدها جناناً

أولد الصحراء حُوراً

عبّأ الأفياءَ بالولدانْ

لكنها ذكرى وذاكرة بلا أسماء

فلقد تراكم غيظه ..

لما تداوله جنون بنيه والأعداء

قفز الضفاف محاذراً بقميصه الممسوك بالأسنانْْ

ومضى إلى سوق المدينة وحده نزقاً

يكسِّر ما يصادفه ،

ويحرق ما يصادفه بلا حسبانْ

يجري وصفّارات بوليس المدينة خلفه

وسلالم الإطفاء

ليعاد مخفوراً إلى المجرى

***

متمهلاً يمضي .. وقد أضحى بلا طاقه

متمهلاً والدمع محقون بعينيه

طعنوه مراتً فلم يُصرعْ

قسموه سبعة أنهر

في كل نهر عذّبوه ،

وجرّحوا بالحقد خديه

قلعوا أظافره ، وما تركوا على كفٍّ له إصْبَعْ

فصدوا دماه وأبعدوها

غيّروا عينيه ،

لموا منه سحنته وأوراقَهْ

في كل مجرىً جفّفوه ، وجرّبوا بالسر إحراقَهْ

حقنوه بالأقذار ، دسّوا فيه ذاكرة بلا ذكرى

دسّوا عليه هوية أخرى

قنّوه في باحاتهم

وتسامروا ليلاً على أنّاته

غسلوا به الأقدام والمخدَعْ

وتداولوه فقطّعوه وأرجعوا الأشلاء للمجرى

فبكى قليلاً

لو رموه إلى الظلام مكبلاً لم يرتجف ذعراً

لو سلّموه لبائس يَزْرَعْ

لو أنّهم تركوه في الصحراء أخصبها

وأنبتها نخيلاً .. أوجهاً سمرا

لو أهملوه ، لشقَّ درباً حيثما يبغي

لأمرع في الصحارى جنة خضرا

لو شغّلوه بقسوةً

لم يبكهم

لم يرتجف بالقهر كالأسرى

لكنه حمل الدموع ، وسار في صمت

وفاجأهم بأن الماء لم يُصرَع

وجرى إلى الصحراء يخبرها

بأن النهر قد يدمى وقد يُقطَعْ

قد يستحيل بحيرةً

قد يستحيل سحابةً

قد يلتوي قهراً

لكن هذا النهر ، إذ عشقته أرض الشام

أو حضنته غوطتها

فلن يَخْضَعْ

قد ينحني إن مرت الأنوار تصفعه

لكنه إذ ينحني

حتى يمسَّ الأرض

لا يركعْ


 توقيع : جنــــون




مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 11-20-2011   #12


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (02:57 PM)
آبدآعاتي » 3,266,935
الاعجابات المتلقاة » 7520
الاعجابات المُرسلة » 3738
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



هذه النار ليست لتدفئني

إنها خدعة الكهرباء

وهذا الضجيج يقطّر في القلب حزناً عريقاً

ولا يدفئ العاريَ العربيَّ

ولا يطعم الجائعَ العربيَّ

وأنتِ معي

أنتِ ترتعدين معي

من ترى سوف يمنحنا غير هذا الضجيج

إن لون الدماء جميلٌ ، ولكن جرحي بليغ

ولون الدموع صفاء

ولكن عينيك إذ تبكيان تصيران جارحتين

وأنتِ معي

أنتِ نبضٌ من الدمع والجوع والزمهرير

وأنا أتخبط بين بلادي وبينك مثل الضرير

وأنا عاجز عنكما

حلمي فيكما صار أكبر مني

وهذي العيون التي لا تنام

العيون التي أقلقتني

مذ انفجرت من محاجرها في المعارك

صارت تجردني من جموحي

أظل صغيراً على الحلم والعشق

أُتقن وحدي الذبول

وبي غصة الطفل حين يواجه صبحاً مطيراً

ويقلق ملء جوانحه الزغب من رهبة الليل

أو من تجهم وجه الكبير

دثريني بعينيك ، إن العيون تطاردني

الحزن كان ضباباً ، وصار صواعق

هذا الخواء يعبئني

منذ كنا صبيين نركض نحو الدماء

وكنتِ معي

ثم جاءت إلينا العيون الشهيدة

فاستوقفتنا

ومرت ولم تلتفت

تركتنا معاً خائبين أمام السرير

كل يوم تفاجئني أعين الشهداء

وتفضح صمتيَ في موتها

وبلادي تناءت

أُنادي: تعالي وهاتي البلاد

فتأتين كي تصبحي في اللقاء امرأه

وأنا أبتغي امرأة تحتويني بلاداً

وتبعد عني وميض العيون الشهيدة

لا تستحيل إذا ما التقينا امرأه

فدمشق تصير معي امرأة

غير أن دمشقَ النساءُ اللواتي اشتُهينَ

النساء اللواتي يصرن المحالْ

ودمشق بكت في الظلام ،

سمعتُ النشيجَ

استرقتُ إلى الحزنِ

كانت مكورة تشتكي

وتئن مع الفقراء

وتنع تلك العيون لنا نصباً

وهي تحمل أبناءها الشهداء

وتأبى إراحتهم في القبورِ

وتأبى انتهاء احتضارهمو

جفّتِ الزغردات التي أُطلقت في الجنائزِِ

مذ أقبلت أعين الشهداءِ

وصاحت : "لماذا قتلنا؟"

مذ اختنقت بالدموع الحناجرُ

جاءت صراخاً يهز السماء فتهتزُّ

مثل الذي يُسْلم الروحَ

والشهداء يطلون عبر التوابيتِ

يُحتَضَرون ..

تصير شهادتهم ميتةً

واحتضاراً يطولُ

انتهى زمن الزغردات

وجاء زمن البكاء

تلك رعشتهم تستمر سنينَ

وتصبح كالكهرباءِ.

تضيءُ بيوت دمشق ، تدير معاملها

وتزيد مرابح تجارها

والمصابيح تسطع وهج شهادة تلك العيونِ

التي حاصرتني ، مذ امتلأت بالضياءِ

ولم تعترف بالفناءِ

ولم تقبل الإرتخاءْ

أقبلت أعين الشهداء لليل دمشق

ودقت بيوت النيام

وطافت بكل الحواري تنادي

فجمّعتِ الخلق في ساحة

ثم قالت لهم:

"إشهدوا .

لم نمت أمسِ ، كنا نعيش بكم

إشهدوا .

إننا الآن فيكم نموتُ

خناجركم قتلت

وحناجركم قتلت

نحن منكم براءٌ ،

ألا فاشهدوا .

كلكم قاتل بيدٍ

بلسانٍ

بقلبٍ

أتينا نموت أمام الشهود الجناةِ ،

ادفنونا

يحق لنا أننا نستريحُ

انثرونا على الأفقِ

نحن شهود عليكم

تضيق القبور بنا

أبتِ الأرضُ أن تحتوينا

وقالت: لكم أهلكم فارجعوا نحوهم

ولْتلاقوا بهم مستراً

كل صدر تنفس بعد الفجيعة

صار ضريحاً لنا

فافتحوا أيها الأهل هذي الصدور لنا أضرحه"

أين نهرب وسط دمشق من الصوت والضوءِ

كيف انتقتني العيون الشهيدةُ

كيف أُحيلت إليّ العيون الشهيدةُ

كيف أهرّب حباً لنا في زحام العيونِ

وهذي دمشق تطارد بالشهداء

وتفضح سر الزوايا الخفيةِ

حين تسلط ضوء دم يتصبّب عبر الجبالِ

تحمّل رائحة الدم للريحِ

فاجعة الجرح للرعد

شهقة محتضر لابتسامة برق

نجومُ دمشق عيون

تصيح وتهتز فوق مزاد

يبيع دماء الشهيد

وعدةَ حرب الشهيد

وبذلتَه

ووصيتَه

آخر الكلمات التي قالها

قبل أن يُسلم الروح وهو يسفُّ التراب

ودمشق ، التي واعدت دم أبنائها حيث لا يقبلون

وجاؤوا إلى حيث لا يلتقون بها ،

ترتمي وهي تصرخ مفجوعة

تتلفت حين يفاجئها في الصباح الدويُّ

فتجهضنا عاشقين استظلا بروح شهيدٍ

وتفضحنا حين تبزغ من جبهتينا

أنا ، في دمشق ، دمشق

بثكل دمشق ، ويتم دمشق

يجيء إليّ اليتامى الصغار

] الصغار يجيئون لا يخجلون

ولا يتقنون مراعاة هذي الظروف [

يسدون أُفقي ،

يضيق بيَ الحبُّ ، ثم أضيق به كالضباب

أُريد صديقي

- أكان صديقك بين الشبابِ

ولا تحسبن الذين ...

تدفق وجه صديقي

] تدفق دون حياء ودون مراعاة هذي الظروف [

أتمتم شيئاً خجولاً لأدفع تهمته

وأُبلل وجه صديقي بكأسي

وأرشفه في شرابي

فينزف عبر جبيني

يفاجئني دمه عالقاً في ثيابي

يفاجئني عمره هارباً من شبابي

أبعدي وجهه عن ضميري فلست بقاتله

ليس ذنبي إذا عشتُ حتى المزادِ

أنا ، مثله ، سلعة حملت دمها العربيَّ إلى السوقِ

قولي له عن لصوص الدماء

وعمن أتوا يخدعون الدموع

ويلقون أوزارهم في ترابي

دثريني ...

فهذي الحشود قبورٌ

وهذا الضجيج خواءٌ

به لهب قارس

شغب صامت

ليس حبك دفئاً

فعيناك تحتجزان دمي

والعيون الشهيدة تومئ لي منهما

ودماء القتيل تشد حنيني إلى وجهه

وأنا خائف مثل ماء يراق على الرمل

وجه صديقي تبدّى كرعدة لوم

فجئت إلى بيته مستدلاً بنهر العويلْ

كنت أعرف وسط الجدار له صورةً

حين كنا صغاراً تحيرنا مقلتاه

وكان يرانا ونحن بحضرتها نتهرب

كنا نزوغ

وننزل .. نصعد .. نجري هنا وهناك

وكان يرانا

] تعالي معي

كنتِ مثلي تهابين عينيه [

سوف يرانا على الباب كل الحياة التي غاب عنها

سيشهق ثم يموت

ويشهق ثم يموت

ويشهق ثم يموت

وعيناه شاهدتان تطلان من صورة في الجدار

وعبر تهدج صوت عجوز

تعانقني وهي تنشجه

وتكلمني وهي تشهقه

سيراني

فعيناه مزروعتان مع القمح والعشب والشجرِ ،

القريةُ الآن ترزح

من يتجرأ أن يتملى جمال البساتينِ ؟

إن البساتين عيناه

قريتنا تتحرك فاقدة وجهه مثل مجهضةٍ

فالسنابل تمتد شاخصة

والمناجل تقطع سيقانها

غير أن العيون تصير بيادر

تُنقل قمحاً لكل البيوتِ

الليالي تجيء من الظهر

كي تغمض الأعين المشرئبة من شجر الحقلِ

لكن عينيه تنفجران نجوماً

وتُغْرِق وسط حصار العيون البيوتَ

فتقلق ثكلى تغص بلقمتها

لم تصدق بأن فتاها يموتُ

وظنت شهادته زغردات

وتدرك من طعم لقمتها أنه ماتَ

قريتنا تتحرك صامتة

ويلف الحزانى سؤالاً بهيئة طفل

تساءل: ما الموت ؟

ثم تشهاه سراً

تساءل : أين أبي ؟

ولماذا يموت ؟

فيأمره أهله بالسكوتْ

يرزح الثاكلون ، وتأتلق الأعينُ – الأنجمُ الشاخصاتُ

ويخفي الحزانى الجراحَ الجديدة في الكبرياءِ

إذا أبصروا دمه في المزاد

وجثتَه تحت أرجل أخصامه ومحبيه

روحُ الشهيد بهم تتطاير أسئلة

كيف ، بعد الممات ، تضيق القبورُ ؟

وبعد البيوت تضيق الصدورُ ؟

وبعد الحياة يضيقُ المماتُ ؟

فأين تلاقين واحة عشق لنا

في دمشق يموت السقاةُ

ويأتي سقاة القرى ليموتوا

وينتظر الشاربون أمام المقابر موتاً جديداً

يموت المغني ويحتضر السامعونَ

ونحن نلوذ بحب يلوذ بنا

فيفاجئنا وجهه المستحيلْ

وأنا ون ولولةٍ أحمل الآن وجه صديقي

الذي ارتجَّ حين انتهى زاده وذخيرته

ثم نادى ولم يسمعوه

ونادى ولم يسعفوه

فقاتل حتى ... ولا تحسبن

فحوكمت البندقية عنه

* ولا تحسبن الذي قتل الأمس كان شهيداً

- صديقي ؟

* صديقك هذا غبيٌّ

قضى دون أن يتعلم

أن النخاسة عصر

وأن المجاعة صارت هويته

وأطل صديقي فجفّف هذا الكلام

شهادته بين عينيه

وحدي رأيت الشهادة ذابلةً

مات بالحزن والوحشة الأبدية

مات وعيناه في نخلة ظنها امرأة عاريه

وأطل بنظرته ...

كان يشكو مجاعته للرغيف ، ولا امرأة

وللمستكِ الحانية

كان – أذكره –

كلما ضاق في وجهه الدهرُ

وامتلأ الصدر أسئلة قاسيه

ساءل السعفَ عن حزنه وارتخاء اليدين

النواعيرَ عن سر هذا الأنين

المواويلَ كيف تخزّن هذي الدموع له

وتفجِّر هذا العذاب به

وسط غربته الضاريه

ظامئاً كان ...

بلّل حنجرة القهر بالآه والآخ

ليّن قسوة أضلاعه برباب وأوف ..

ولا تحسبنَّ الذي انفجر الدمع من وجنتيه حزيناً

ولا تحسبنَّ الذي غمر الدم عينيه صار شهيداً

ولا تحسبنَّ الرصاص الذي أمروه علامة حرب

هي الخدعة العربيةُ

تذهل مرضعة عن رضيع

ترى الناس صاروا سكارى وما هم سكارى

ترى الناس ينسون طعنة غدر أتتهم صباحاً

وحين رأوا الدم ظهراً تولّوا حيارى

فلا تحسبن .. ولا تحسبن

ولا تحسبن ضجيج المزاد قتالاًَ

دم الأضحيات يراق لكي يتبارك في السوق

جمع الصيارفة الطيبين

فلا تحسبن

ولا تحسبي أنني عاشق

غربتي الريح ، والأرض راكضةٌ

كيف أُوقف قلبي على امرأة رجفت

في البلاد التي تتأرجح نازفةً

والتي تتخبط غارقة في دم الشهداءِ

أنا لستُ إلا غريباً

وغربته بدأت منذ أن صار للأبجدية معنى ومعنى

وصار الشهيدُ الضحيةَ

صار الرصاص علامة موت وبدء زفافٍ

] وفي حفلة العرس أطلق شارة سر

تنادي العدو إلى البيتِ [

شيء بقلبي نما في فلسطينَ

صار الرصاص بحوزتنا قاتلاً لفلسطينَ

لا تحسبنَ فلسطينَ بعد الحرب تظل فلسطين

بعد الحروب تبدّل موقعها

ابتدأت بدم ، ثم صارت قميصاً

فقبعة

فحذاء

فآثار خطو على الرمل

ذاكرة

فحكاية طفلٍ

فلعبة نرد

فسلعة سوقٍ

طريقاً إلى جسدٍ

] ولنا ذلك السد يمنعني عنك [

إن فلسطين ، من جيلنا ،

طفلة كبرت في الهموم التي فاجأتنا صغاراً

وجاءت فلسطين نحو القرى كلمة في كتابٍ

وأهل القرى يجهلون القراءة

جاءت غناء وهم يطلبون الرغيف

فكيف يموت الجياع فداء لأغنية ؟

وفلسطين عمرٌ لنا وملامح وجه وعشق

فكيف سنعشق في غيبة العشق

إن زمان فلسطين يظهر فينا ندوباً

مذ اتسعت سوقهم وازدحمنا

وضاقت بنا الأرض

وامتلأت مقلتاك دموعاً

فما عاد لي فيهما نظرة

لم يعد في بلادك متسع لفقير محب

أو امرأة عاشقه

إنها اللحظة الخانقه

***

فاتحة

..

أقبل الصيرفيُّ اشترى من أهالي البلادِ الدماءَ ، وصافح

بالدم خنجر خصم بأن لنا جنة الخلد ، والجنةُ الخلدُ

يرسو عليها المزادُ ويربحها الأغنياء ، وتبقى فلسطين

تسهر في أعين الشهداء التي تتجول في الليل كالكهرباء

***

فتعالي لنهرب نحو .. "ولا تحسبن"

فعيناه فينا

ونحن ، على الأرض ،

عاشقة أقبلت نحو عاشقها

من زمان فلسطين

حين اعتنقنا

وأطلقتُ فيك الجنينَ الشريدَ

أطلت فلسطين

وسط جبين الوليد

علامته الفارقه


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 11-20-2011   #13


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (02:57 PM)
آبدآعاتي » 3,266,935
الاعجابات المتلقاة » 7520
الاعجابات المُرسلة » 3738
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



حين كانت معنا في البيت

كان البيت مكتظاً بأحلام وضحكات،

وكنا عندها نلهو كأطفال تغاويهم لُعَبْ

حين كانت وحدها في الليل،

كان العتم مرآة،

وفيها أبصرتْ في وجهها

بعض غضون من تعبْ

تعبت منا،

ومن يقظتها دوماً علينا

فارتأت أن تستريح.

تعبت من جسد

تجهدها فيه الشرايين التي صارت

حطب

خرجت من جسد أرهقها

أو أرهقته

غادرته كمسيح

تركته في فراش ساخن،

تركته في فراش حن في يوم عليها

وانتحب

فأراحته من الإصغاء

في هذا الصخب

وارتقت في سقفنا ترمقه في العتم،

كي تعتقه منها..

استراحت..

فتراخت

مثلما لو أنها نشوى،

وواتاها الطرب

كان يكفي

أنها قد حسّنت طعم حياة رائبة

ثم يكفي

أن ترى فينا هناء

ورجوعاً لسعادات تولت هاربة

أن ترى في عمرنا طعماً لتبقى ذائبة

قطرة من عسل في الكأس

نحسوها ولا نبصرها

لكن طعما فينا

وإن كانت ستبدو غائبة

إنها ضوء تعودناه صبحاً..

وتعودنا على تحنانها حين تواري عاتبة

***

هي في ذاك الفراش

وهي في ضوء المكان

وهي كانت تعبه

وحدها تهمس: لا..

لا تندبوني..

إنها تنهيدة الصفو

لعلي سأرى

وجه ربي في الكرى.

***

غير أن الكل كانوا انشغلوا عنها بها

وأحاط الجوّ في البيت طنين الجلبة.

بدأوا بالغسيل والتكفين والدفن

وبالإقرار أن الموت

قد صارت إليه الغلبة.

خرجوا

بالجسد المرهق

ظلت في

فراغ البيت

تحنو غاليه.

***

ورأتنا كلنا

نخرج في شبه جنازه

قلبها مشتعل

مثل حريق في مفازة

وحدها تسأل نبضاً في هواء:

ما الذي يجعل من قلب حبيبي

وتراً يهتز في شبه أنين

وقفيراً من حنين؟

ما الذي دوخ فتياناً،

وخلى عين هذي البنت

تبكي نادبة

ما الذي يُخرجه الأهل من البيت؟

***

خرجنا كلنا..

ظلت قليلا وحدها

تحرس الصمت الحزين

بقيت مفروشة وسط هواء البيت،

***

ترنو شاحبة.

نهدة تفلت منها:

أستطيع الآن أن أرتاح،

لولا أنهم يبكون

ها قد تركوا خلفهم الصبر الجميلا

قد تخلصت من الجسم،

وكان الجسم في الهم ثقيلاً

وأطلت نحو فوضى البيت،

قالت:

وسّخوا الدنيا،

المعزون تغاضوا عن لفافات التعازي

ومناديل البكاء

ملأت فوضاهم البيت

وهذا الوحل فوق العتبة

سيعودون

ويأتي معهم بعض الضيوف الغرباء

إن هذا واجب الضيف،

ولن يعذر أن يبصر فوضى البيت

حتى في العزاء

هذه القهوة لا بد بأن تبقى على النار،

حبيبي،

أنا ما اعتدت بأن أهمل،

ألقى عبته.

وإذا ما الضيف لم يرتح فقد يشغل فيه

غضبه

ما الذي يعني لهذا الضيف أني تعبه؟

***

وضعت ماء على النار سريعاً،

أمسكت ممسحة مألوفة،

أمسكت مكنسة

وقفت قدام مجلاها

وخافت أن يعودوا قبل أن تنهي

بقايا شغلها في البيت،

تنظيف أساها

رسمت في وجهها بسمتها

كي لا يتبدى في المحيا

أنها مضطربة.

أنهت الشغل،

وحلت بين ورد البيت،

في الأصّ الذي

لم تنس أن تسقيه كل صباح

حين عادوا

وجدوها وردة مفتوحة العينين في الأص الوحيد

ورأوا ما ظنه الناس زوايا خاوية

شمشموا الوردة،

شالوا ضوعها في الروح

صارت سرهم مثل خمور

تنطوي في دالية

جسد ووري في اللحد

وظلت دفأنا في البرد

صارت نسمة عبر ليالي الصيف

ظلت في سماها عالية.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 11-20-2011   #14


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (02:57 PM)
آبدآعاتي » 3,266,935
الاعجابات المتلقاة » 7520
الاعجابات المُرسلة » 3738
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



تقبلين من الفرح المرتجى

تقبلين من الفرح المستحيل

وتأتين كالضوء من عصبي

تطلعين من القلب

ينكشف العمر في عريه

هيكلاً من عظام الأماني

وزوبعة من شقاءْ

تكشفين قصوري عن الحب

بعدي عن الله

عجزي عن الحلم والذكريات

تجيئين ملء القلوب العريقة

ملء العيون العتيقة

لم تتركي فسحة للرغائب واللهو

لم تتركي خفقة للّقاءْ

غربتي كشفت وجهها

فرأيتك كل الذي مرمر القلب

لم أتحمل دفاعاً عن العشق

أو عن طفولتنا

ورأيتك:

لم يضطهدني الطغاة لرأي

ولم يأت خلفي الغزاة لأرض

ولم تجرح القلب في لوعة هجرة الأصدقاءْ

كنتِ خلف التوجع والدمع

في الخوف كنتِ.. وكنتِ الشقاءْ

ولكي أتقرب منك

لكي أتلمس نبضك

أو أتقرى ابتسامة عينيك

كابدت هذا العناءْ

فضحتني الدموع التي صبغت ذكرياتي

ودمعيَ غالٍ

تعملت كيف استوى الدمع بالدم

أعبد من سفح الدمع والدم كرمى لها

فضح الدم حقدي

فلا عفو عمن أباحوا دمائي

ولا عفو عمن أباحوا البكاءْ

قلت: قلبيَ يقفز

ينذر بالشر

قلبي تعلق مرتعداً

عند أول هذا السواد

الذي يملأ الأفق

قلت: جبيني على وشك الإنكفاءْ

والعواصف إذ تعتريني تبددني

وأنا أتماسك في ذكرياتك

هَدَّأتني

لم تكن غيمة تتجمع سوداء في الغرب

كي ترتمي مطراً

فالغيوم التي اعتدتها أصبحت ناشفه

والرياح استكانت

فلم تأتنا نذر العاصفه

قلتِ لي:

إنها الطير

في رهبة الأفق سوداء

والناس ترقبها

أقبلت كالشحوب الذي يعتريني

إذا ما ارتعدتِ على ذكرهم نازفه

ما الذي سوف يأتي؟

ترنحتُ.. أمسكتِني

وتوجعتُ.. أسكنتِني

واندحرتُ.. فأرجعتِني

كانت الطير في رهبة الأفق سوداءَ

جاءت كعتم يفاجئ عند الظهيرةِ

غطت سماءَ المدينة

واصطدم الخلق بالخلق

فالضوء يسودُّ

والقلب يسودُّ

والمدن المتسعيذة مشلولة واقفه

وصلت زعقة

وتلاها عويل

تغير نبض السماءْ

ذهل الخلق

وابتدأتْ هجماتُ الطيور

وراحت مناقيرها تنتقي في الزحام

فرائسها الراجفه

خفت ملء عظامي وأوردتي

أقبلت هجرة راودتني

هممت بها

غير أني رأيتك،

قلت: معاذَ هوانا

رجعت أسلّم عمري

وأخلع خوفي

أواجه نبض نهايتنا

خفت أن تفقديني

وخفت إذا شدني الخوف صوب الأمان

إذا لفني الذعر بين المنافي

بأن لا ألاقيكِ عند المساءْ

حينما شبَّ بين القلوب هروبٌ

تشبثت باسمكِ

أطبقت قلبي على نظرتيك

لأجلك أبقى

وتطبق حولي مصيدة الطير

أبقى لديكِ

ولستِ معي

أتمسك بالبرق من ذكرياتك في حلكي

أتعلق بالماء، يندفع السيل

أنشدّ للضوء، يندلع الليل

أنشدّ نحو التراب، يثور العجاج

بلاد تفور

وأخرى تغور

وشمس تغيب وراء الطيور

أطارد خيط شعاع

تسرب ما بين طير وطير

وأغمض عينيّ

ألقي بنفسيَ ما بين عينيك

علّي ألامس نبضاً من العاطفه

تترامى حواليّ نظرات ذعر

تشتّت جمع تراخى على دفء ذاك الصباح

وتاه الذين استراحوا على خوفنا

اتسعت للسيول البراري

فجاءت تعربد فيهم مبدّدةً جارفه

فزع البعض للحلم:

فالطير تأكل خبز الرؤوس

استعاذ التقي بأربابه:

تلك من غامض العلم

قال الجياع:

ذنوبٌ تطارِدُ

قال الجناة:

انفروا،

تلك طير أبابيل

ثم انطوى الأثرياء على نهبهم

وانطوى الفقراء على جوعهم

يلهثون عياءْ

أستميحك دمعة حزن

أنا كنت حذرتهم

قلت: لا توقظوا طير هذا الزمان

البراءة ليست بجوع قديم

وليست بخوف قديم

ولكنهم سرقوا كلماتي

رموني بها

كلما شئت أن أتذمر

واجهت شكواي فوق شفاه اللصوص

وإن شئت أن أتوجع

تسبقني صرخاتي من الطغمة السالفه

قلت: أرقبهم شامتاً

فالطيور التي أيقظوها تمزقهم

والذنوب التي أدمنوها تطاردهم

رحت أرقب من جندلته الطيور

ولكنني كنت أرقب مقتله شامتاً

والبقيةُ مندهشون

يراؤون أن ذهلوا

حينما انفرز الخلق طائفة طائفه

وأنا أتساءل في حرقتي:

ما الذي كان يمنع أن يتحول جوعي إلى طائفه؟!

ما الذي منع الفقر أن يتجول للبحث عن وجهه

في القرى والحواري

وبين ضجيج المصانع

مَن شاغل الجائعين عن التخمة الهمجية؟

مَن صدهم عن صراخ تقال به التهمة الأبدية:

" ما أشبع المتخمين سوى جوعنا."

مِن أولي الأمر جاءت قوائمنا:

نحن للحرب

تبقى الدكاكين للباعة

السجن للمتوجع

كيف تكون القصور لهم

وتعشّش فيها الطيور

تهيج الطيور التي أطلقوها

وتنقضُّ تخطئهم

وتصيب مقاتلنا؟

ويباغتني الله في نعمة

تنتقي صفوة القوم

كيف أصدق أن لدى الله نبع حنان

ولا يتطلع يوماً إلى قهرنا؟

لا يرى البشر الساكنين زرائب؟

والآكلاتِ بأثدائهن بلا شبع

حيث صنعة عهر

أمانٌ من الفقر

والموتُ جوعاً

وكيف تغافل كي لا يرى الآكلين النفايات

في مدن من مناسف

لا يسند القلب في ضعفه

تحت عبء الهموم

إلهي الذي قيل لي إنه صاغني مثله

كنت أرغب لو صغته شبهي

كنت أسكنته وطناً

يتفنن كيف سيبكيه في كل يوم

يشكّك في خلقه

ويطالبه أن يصفق للظلم

يجبره أن يحب العدو

وأن يتقلص خوفاً أمام الجنود

وأن يتجاهل كيف تضيق عليه الحدود

وكنت أطالبه أن يحب بلاداً تجاهره كرهها

ثم تمنعه لقمة بكرامته

وأطالبه أن يحب بلاداً تفاخره عريها

فتبارك هذا الإله

الذي كان ييرفض أن يتمرغ في عيشنا

لم يكن يتقن اللعب فوق المزابل

لم يعرف السير في قسوة الوعر

لم يعرف النوع جوعاً

ولم يعطنا ما يواجه هذا البلاءْ

ها هو الله يأتي أخيراً

على هيئة الطير

ينقر أرواحنا

كيف لم نره أمس

حين قضينا طوى ليلة نتضور

كيف توارى عن الحلم

لم يأت في لقمة أو رغيف

وكيف مضى دون أن نتعلم

كيف نصفّي الحساب

وأمسكتِني

قلتِ لي: الله يرزق

يجزي الثواب لعبد صبور

ولكنه الله أنسى بنيه العقاب

فلا تحسبيه علينا

ولا تحسبينا عليه

ابحثي عن سماء بها الله

فالله لم يتحدر إلى الأرض

أو فابحثي عنه في وصفه:

لم يكن غير رب غني

فروحي إلى الأغنياء تريه

لقد أيقظوا فتنة تفلق القلب

صاغوه فيها رصاصاً

ودارت حواليهمُ غابة

لم تكن غير أعناق أموالهم

فإلى أي رب سيلجأ أبناؤه الفقراءْ؟

أتظل الحياة الشحيحة فيهم

تقطر محسوبة بالدقائق حتى تجف

إذا انقضت الطير في زعقة خاطفه؟

أتلفت نحو بلادي.. وأجهش

ما همني سمع الله هذا النشيج إذن؟

أم تصامم؟

إن كان لا يتنازل أن يمسح الدمع

أو أن يهدئ في ليلة وجعي

أتلفت نحو بلادي.. وأجهش:

كانت بلاديَ ملأى بزغردة وزهور وماء

وكانت بلاديَ ملأى بنا

كان قلبيَ ملآن بالأمل الطفل:

أن يتحول جوعي إلى طائفه.

منعوه

وقد أيقظوا قبل وعيي الطيور

وكانت تحصنهم دون علمي القصور

وطولب أطفالنا أن يسيحوا الدماء

راحت الطير تزعق

راحت تحلق حتى تذوب مع العتم

تنقض صاعقة

والعراة الحفاة ينخّهخم ذنب أسيادهم

يتلمّس كلٌّ على رأسه

يتجمع والذعر يدفعه نحو مقبرة

ويضيع الأمان

فيبرق شكٌّ على كل وجه

يهيم المطاردَ

يطلب ملجأه في السجون

ويسطع خوف من الأعين الحمر

يركض في كل قلب وجيب

فلا قفص الصدر يحمي

ولا الحرس الهمجي

ولا صلوات الدعاءْ

سألوا الله عن علة الأمر

لم يستمع

ثم في ليلة،

كان أفقرهم خائفاً من عيون الطيور

رأى الله في طلعة للهلال

فقال: إذن.. ذاك ربي يطاردني

سوف يفضحني

كيف يبقى إلهي مضيئاً

وكل الذي في حياتيَ عتم

وضوء الطغاة وراء حصون مدججة

سورتها الديانات بالصلوات

وكانت قرابينها بشراً أبرياءْ

والقرى تتوجع مذعورة

تتهيأ أن تتلقف

من غامض القتل أبناءها في التوابيت

ترقب آفاقها بعيون مجرحة

تتوقع صرخات أبنائها

مثلما يتوقع أبناؤها هجمات الطيور

فيغلق كلٌّ نوافذه

يفتح القلب للذعر

ينكر قرع الصديق على الباب

ينكر زغردة الشمس فوق النوافذ

يلطأ تحت اللحاف

يشكُّ بهمس الرياح

ويرهب شدو البلابل

يخلي المسامع

يخلي الحدائق حتى من الزقزقات

ولا ستر في عربدات الخواطر

إلا وشاح من الذعر

توق إلى هرب

وتفجع أم بذاكرة الخوف

إذ تتشظى دعاءً

وتنهار من عجزها بالبكاءْ

الطيور تحوّم مثل صدى يطلب الثأر

هل كان رائدها جائعاً يتمرد

أم متخماً يتبرد بالدم

هل هذه الرفرفات عيون

يعشعش في حمر أجفانها رمد

أم ترى أمة تترمد

فالسوق ضارية

والدكاكين تعرض ما يستجد

قميصاً لعثمان

سيف علي

دماً للحسين

وتختلط الصرخات:

نداء التجارة

في شهقات الدعارة

في صلوات العبادة

في صرخات المطاردة الراعفه

أنتِ أبقيتني

فاشرحي ليَ ما الفائده؟

أتراني بقيت على زمني شاهداً

أم تراني بقيت على وطني شاهده؟

ولماذا أطارد في حضنك البكر

تذبحني بغتة في ظلال ابتسامتك البارده

بين حشد من الأشقياء

وفي لهب الذعر أبحث عنك

أقول: سلمنا معاً

أو أقول: سلمت بنا

غير أني أتوه وراءك

تحت ظلال الطيور

وتحت ظلال السيوف

وفي زعقات الطيور

ولسع السياط

وبين حفيف الجناح

وبين فحيح الجناةِ

أتى الموت يجتاح

يشهر في أرضنا منجله

فبدأت غنائي

أردد اسمك تحت المقاصل

لكنهم حولوك إلى مقصله

وأظل ألوب عليك

كلما أتلمس بقيا من العمر

بقيا من الحلم

أخطو عنيداً

أكابر خوفي وجوعي ويأسي

وأعلن عن حبنا المتنمّر رغم الوباءْ

وأناديك

لا تسمع الأرض

لا تستجيب السماءْ

وأناديك بين هدير الدماء

فلا تسمعين النداءْ

غير أني أنادي.. أنادي.. أنادي

لتبقى بلادي بلادي

وأعرف لون ترابك

إذ يرفض الدم حتى يسيل

ويجتمع الدم والدم

ثم تعربد هذي الدماء سيولاً

فتملأ وجه الفضاءْ

ولأني أضعتك مائدة للّئام

ولم ألق وجهك طائفه للجياع

سألقاك في كل جوع جديد

وألقاك في ما نزفنا دماءْ

حينما أتلفت أبكي

فأعرف أين اختفيت

ويعرف قلبك أبناءه

نتلفت للفجر

ينفجر الفرح المتوهج فينا بكاءْ

يفضح الدمع أحقادنا

ثم لا عفو عمن أباحوا البكاء

يفضح الدم أشلاءنا

ثم لا عفو عمن أباحوا الدماء.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 11-20-2011   #15


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (02:57 PM)
آبدآعاتي » 3,266,935
الاعجابات المتلقاة » 7520
الاعجابات المُرسلة » 3738
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



هي ليلة

والريح تهدأ في الربيع

تزقزق الأفراح في قلبي

وتندلع الزهور على مسار دمي

يمر سواد هذا اليتم

ثم تعود أمي في شذا الأزهار

أمي والربيع التوأمانِ

رأيت أمي في المنام

فقلت: خيراً

وانتظرت مجيئها في العرس

ثم رأيتها عنوان مكتة

ورحت أقلب الصفحات عنها

قلت: خيراً ربما جاءت مع الدرس

انتظرت مجيئها إذ يهدأ الاعصار

جاءت والربيعَ جنازتين على الضحى محمولتين

لا بأس أن تتململ الأشجار

فالأوراق تشهد أن في قلبي تراباً

والصبا هو آخر الأنفاس من موتاي

ظِلُّ العجز ممتد من الشريان حتى نبرة المذياع

أو لا بأس أن تتقدم الأعذار

إن الشمس غافية

وصوتي يائس

وأنا المدلى من حبال الصمت

أعرف، دون مكرمة،

لماذا في دمي تتنهد الأزهار

أمي في الربيع جنازة

تنداح بين شقائق النعمان

قطّفت الزهور وجئت للفرح العصي

وفي شكوكي حيطة

فالزهر ينفع في الجنائز

يسهل التغيير من دمع السعادة

نحو شهقات الفجيعة

من تغاضي الخوف، والرجفان بين سنابك الحراس

نحو تنهد الأسرى

ومن صخب الأغاني في اعتزاز النصر

نحو تذمر المهزوم كي يخفي مهانته

أقول إذن:

ترى من كان يعرف أن هذا الموت

يبلغ سحره أن يجمل الموتى به

أن نلتق بجمال موتنا

الذي حجبته عنا زحمة الدنيا

وأحلم مثلما يحلو لضعفي

سوف تبدأ حربنا برصاصة

أطلقتها عمداً على الأفراح والأحزان

خاصمت العواطف كلها

مذ قُدِّمت قسراً

مجهزة بفيض دموعها

بالابتسامات الصفيقة

والزغاريد البغية

سوف أنسى الوشم في وجهي

ووهج الذل في عينيّ

أنسى أنني أتقنت إظهار البراءة

كلما واجهت عيناً

كلما أحسست بالخطو الثقيل دنا

وأطلقت الرصاص على السعادة

إنها موسومة في القلب

كي يتمتع السياح

أو لا يشمت الأعداء

علّ الضيق يخدع

هذه الأرض العجيبة أغلقت أوجارها

في أوجه الخلعاء

ما عادت تقدم غير مقبرة لمن خُلِعوا

ومنتجع لكيد الوالغين بعمرنا

هل كان نومي في ظلام الكهف أطول من نعاسي؟

مَرّ حولي الدهر دون تحية

فأفقت ضيقاً بالرقاد

وكنتُ لم آنس ولو قبساً على مرمى بلادي

لم أواجه لسعة للجمر إلا في فؤادي

كيف أترعت الحنايا بالرماد

أرى بلاداً غير ما أنشدت من جوق الطفولة

غير ما خبأت من أجل الكهولة

تلك دنيا غير دنيا

غير ما شاهدت في الأحلام

أو ما كنت أقرأ في الصحائف

تلك دنيا ازّينت بتهدم أو بانهيار

إنه رمل يباهي بالجفاف

وأوجه تزهو بَمسخٍ

بغتة أرضي تضيق بما عليها من تراب

والرياح بما لديها من هواء

والنجوم بضوئها

وأنا أضيق بكل صوت في السكون

أشك بالصمت المشوب بأعين

راحت تحاصرني بعاصفة الظنون

ولم يدم لي مثل ما خلفت

غير مجيء أمي والربيع جنازتين

لعل هذا الضيق يخدع،

كيف جفّفني الشتاء؟

وكيف قدّدني الشقاء

وصرت أعجز أن أكيل الحقد

أن أرجو الحنانْ

لم يُبق لي هذا التقهقر غير أمنية ملفقة

سمعت ذبائح الأوطان تشكر نصل سكين

رأيت جلودها تحشى مواشيَ من جديد

كي تبارك ذابحيها الطيبين

عرفتُ أني إن صرخت،

فكل عضوٍ فيّ يأتي شاهداً ضدي

وأني إن هربتُ،

وخفَّ خلفي الطاردون

فكل عضو فيَّ يدعوهم لكشفي

إن وقعتُ

وسار بي الفتَّاكُ نحو النطع

تخذلني دمائي

ثم تشكر للخناجر فضلها

وعرفت أني كنت سكيناً،

ومذبوحاً

وساقية الدماء

وعريت من خجلي أمام ذبائحي

سأعيِّر الجثث الطريحة بالذباب على مناحرها

وبالدم حين ييبس تحتها

ولربما أعلنت أن تفسخ القتلى

دليل النتن في دمهم

عرفت بأنني أحيا بلا عمري

ظروفي الآن تسمح لي بطلقة غادر

أو طعنة في الظهر

تعزية بموتي بعدها

برقيتين تعددان مناقبي

تستنكران الغدر بي

وعلى ضريحي زهرة

وخطاب تعزية

...ونسياني

(الظروف تبيح دعوتا لبذل دمي

وحين يفور من فوق الموائد والمكائد

أو يطلُّ من الأضابير العتيقة

أو من الذكرى

الظروف تؤجل الموضوع

من أجل التداول في أمور بحثها أجدى)

فآه يا دمي

ألأنني أرخصت بَذْلَكَ أرخصوك؟

لأنني أهملت تضميد الجراح

توهموا أني رخيص العمر

حين بزغتُ في الأشجار

لم يقبل عليّ سوى الخريف

يفكّك الأوراق

يمسح عن جذوري الماء

يقتاد التراب إلى الصخور

... وحين أملت بالمستقبل المطري

لم يقبل عليّ سوى الفجر المدجج بالصقيعْ

وعلى ترامي الأفق

تحتشد الزهور لدى ربيع زائف

كشف الصبا عن سترة الموتى

وجاء محملاً بروائح الجثث العتيقة

جاء يجمعنا بها

وتقدم الحشد المضيء إلى القبور

جنازتان لديه:

أمي والربيع.


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ممدوح, الشاعر, ديوان, عدنان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان الشاعر / محمد ابن الذيب "المقروءهـ" المكتوبه نادر الوجود …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 54 07-23-2011 06:15 PM
ديوان الشاعر الكبير خلف بن هذال العتيبي غربة الروح …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 2 02-12-2009 05:02 PM
دراسة تحليلية لانشوده المطر سراب [ابكتب من قصيدي الوزن وغيرهـ من شعر منثور] 4 01-01-2009 10:45 AM
ديوان الشاعر / محمد بن جار الله السهلي "المقروءهـ" المكتوبه نادر الوجود …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 0 12-18-2008 01:40 AM
ديوان الشاعر / ياسر التويجري نادر الوجود …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 0 12-18-2008 01:24 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية