أخبار لهاليوم ...

تسعينية تفتقد الدواء.. وتسكن غرفة حجر منذ 30 عاماً




08-27-2011 01:53 AM
عاجل - ( الباحة )
عندما نرى أشخاصاً يطلبون المساعدة النقدية أو العينية بسبب ظروف ألمت بهم في حياتهم، فإنه يتبادر إلى ذهننا أن ذلك الفعل هو ديدن مُتبع لأي شخص يحتاج إلى المساعدة، على غرار ما نراه، خلال حياتنا اليومية، - خاصة في شهر رمضان -، إلا أن ما تخفيه حالة "أم علي" مُختلفٌ تماماً عما سجلته أذهاننا عند رؤيتنا لأناس ٍ في مشاهد تفرض علينا مد يد العون لهم.

ووفقاً لتقرير الزميل "خالد الجعيد" في الاقتصادية فإن "أم علي " التي جاوزت الـ 90 عاماً، ظلت تسكن منزلاً من الحجر منذ أن طلقها زوجها قبل 30 سنة، وحتى الآن، حيث استقرت المرأة التسعينية برفقة ابنها البالغ من العمر "50 عاماً" في منزل يفتقد إلى أبسط الاحتياجات الضرورية للحياة، ولم تمد يدها قط لطلب أي مساعدة بل فضلت الصمت، والاعتماد على نفسها، حتى بلغت من العمر ما بلغته.

لم تنته مأساة تلك المرأة، وابنها، عند هذا الحد، فقد تم كشف مزيداً من الخفايا المؤلمة في حياة تلك المرأة، فمن خلال ما ذكره أحد أقاربها -، فإن "أم علي" امرأة جاوزت التسعين من العمر، تسكن غرفة من الحجر منذ 30 عاماً، وتفتقد تلك الغرفة إلى أبسط ضروريات العيش، فمساحتها لا تتجاوز 32 متراً مربعاً، وسقفها من خشب، وسطحه من التربة، لا يقيها وابنها مياه الأمطار، والظروف المناخية الأخرى، لافتاً إلى أن الطريق إليه وعرة فمسكنها يقع في "قرية السرفة التابعة لمحافظة المندق بمنطقة الباحة"، وأضاف "أم علي تعاني من كسر مُضاعف في الفخذ، بالإضافة إلى معاناتها من أمراض أخرى تتطلب العلاج والمتابعة"، وزاد "ليس لها إلا ابن واحد وهو (علي) عمره جاوز الخمسين، يعاني من ضعف في الذاكرة، وإصابة في الظهر إثر تعرضه لحادث مروري"، كاشفاً عن أمل "أم علي" – الذي لم تفصح عنه طيلة تلك السنوات – في منزل تسكنه هي وابنها، وتقديم يد العون لهم لعلاج ما ألم بهم من أمراض.

من جهته، أكد الدكتور مفلح القحطاني – رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة – أن حالة "أم علي" وابنها، تقع ضمن أطر مهام وزارة الشؤون الاجتماعية، فهي التي تعنى بدراسة مثل تلك الحالات وأوضاعها، عن طريق زيارة الحالة ودراسة وضعها، وإعداد تقرير عنها، لتقديم ما يلزم لمساعدة تلك الحالة، مُبدياً – في الوقت نفسه - استعداد جمعية حقوق الإنسان بالمملكة لمتابعة حالة أسرة "أم علي"، والترتيب مع الجهات المعنية لتقديم المساعدة لها.