الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-24-2019   #3
 
الصورة الرمزية ضامية الشوق
 

افتراضي

عضّت شفتها بقوة وقهر , وهي تنظر إلى شريط إختبار الحمل .
وتأوهت بيأس وحزن وهي تجد خطا واحدا فقط .
قبل أن ترميه بقسوة داخل حاوية النفايات .
أمسكت حافتي المغسلة الصغيرة بداخل الحمام , وقبضت عليهما بقوة .
مغمضة عينيها , رأسها إلى الأسفل .
حتى شعرت بملوحة دموعها بداخل فمها .
غطت فمها بكفها بقوة , حتى تكتم شهقاتها , ولا يسمعها زوجها إن أتى من الخارج فجأة .
رفعت شعرها بيديها بعدة عدة دقائق , وغسلت وجهها بقوة .
حتى لا تتضح آثار البكاء .
لتخرج من دورة المياه , وتتجه إلى سريرها .
تستلقِ وتتدثر بغطاءها بحزن .
في صدرها ضيق لا يعلمه إلا الله .
هي ليست معترضة أبدا على قضاءه , بل راضية تماما .
ولكن أحيانا , تمر بها حالات يأس وضيق .
لا تتمكن حينها من السيطرة على نفسها .
فمدة زواجها بسعود قد طالت فعلا , ويبدوا أنه لا توجد أي فرصة للإنجاب بالفعل !
ولكن لا , لن تيأس أبدا .
تعرضت للكثير من الإنتقادات , وكثير من الطعن بشرفها حين تزوجت ابن خالتها سعود , الذي يكبرها بكثير .
حين تزوجته كانت في السابعة والعشرون تقريبا , وهو في الخامسة والأربعون .
أرمل , لديه من الأبناء ثلاثة .. من زوجته الأولى .
حسناء البالغة 22 سنة , مساعد 20 سنة , أما هديل فكانت تبلغ 9 سنوات .
تشبث يُمنى الشديد بها بعد حادثة التحرش , جعلها تقضي أكثر أوقاتها في منزل خالتها .
مما جعل الناس تتحدث عنها بالسوء .
تحسنت يُمنى قليلا , وصارت حالتها النفسية أفضل .
إلا أن صدمتها من عايض , جعلها تتنكس مرة أخرى .
حزنت على الصغيرة كثيرا .
تجاهلت أحاديث الناس , وصارت تتردد إلى بيت خالتها على الدوام .
فعادت الناس تتحدث مرة أخرى , لأن سعود الأرمل وأبناءه يسكنون في منزل والده .
يعني ..
ما الذي يجعل فتاة عزباء , متأخرة في الزواج , ( عانس ) في نظر الجاهلين , تتردد إلى منزل به رجل أرمل !


بالطبع , ليست لديهم أي معرفة بالظروف داخل المنزل .
لذا لم يتوقفوا يوما عن الخوض في عرضها , حتى وصلت تلك الأحاديث والأقاويل إلى أسماع أهلها .
فغضبوا بشدة , وحاولوا منعها من الذهاب .
يُمنى كانت أنانية , أو ربما لا تفهم تلك الأشياء .
يهمها فقط أن يكون لديها أحدا بجانبها يساندها ويساعدها , ويبعد أعين والدتها القوية عنها .
لذا كانت تغضب كثيرا إن غابت بشرى يوما أو تأخرت عليها .
فلم يكن من سعود إلا أن يرشح لنفسه هذه الفتاة , الطيبة والجميلة والمثقفة بذات الآن .
لم يكن متأكدا من رأيها تجاهه , إلا أنه حاول .
لتوافق بشرى منذ المرة الأولى .
ويتم الزواج .
لم تندم أبدا .
رغم معارضة الكثيرون , ورغم الأقاويل والإشاعات التي تعمقت أكثر وأكثر , حتى وصلت إلى الطعن في شرفها , قائلين أنها ربما كانت على علاقة مع حمود !
وإلا لماذا قد تتزوج شابة عزباء برجل أرمل لديه ابنة لا تصغرها إلا بعدة سنوات !
يا للعجب , كانت عزباء عانس , والآن أصبحت شابة عزباء فقط ؟
صبرت على ذلك الأذى , حتى نسيَ الناس ما حصل .
كانت العائلة بأكملها سعيدة بهذا الزواج .
إلا حسناء التي لم ترغب أبدا أن يتزوج والدها بأخرى غير أمها .
كيف إن كانت شابة وجميلة وملفتة للنظر مثل بشرى !
أرغمت نفسها على تقبلها , وسرعان ما انتقلت من الديرة إلى المدينة , واستقرت في سكن الطالبات .
حتى لا يحزن والدها على معارضتها للأمر .
ولا تجبر نفسها على تقبل بشرى .


مرت الأيام والسنين , أصبحت فيها أم وأكثر .. ليُمنى وهديل الصغيرة .
وأخت كبرى لمساعد ..
زوجة صالحة لسعود .
وكنة مطيعة لخالتها وزوجها , حتى توفيا .
بيدَ أنها لم تتمكن يوما من كسب ودّ حسناء .
وهذا ما يجعلها تحزن كثيرا , ويشعرها بشيء من الذنب .
سعود حملها على كفوف الراحة , جعل منها إنسانة سعيدة .
رغم فارق العمر بينهما .
إلا أنها لم تشعر بذلك أبدا .
ولكن مع مرور السنوات بعدم حملها طوال تلك الفترة , أصبحت تتضايق شيئا فشيئا .
خاصة حين تسمع نغزات من حولها بين الحين والآخر .
حتى سعود يحاول معها , ولكن دون جدوى .
تحزن كثيرا نعم , ولكن الأمر كله بيد الله .
إن كتب لها الحمل ستحمل بالتأكيد , والقلب يحزن .. الأمر ليس بيد البشر !
تنتظر قدوم مولود هديل بفارغ الصبر , لن يكون ابن هديل فقط .
سيكون إبنها هي أيضا .
متشوقة جدا لرؤيته .


تنهدت وهي تجلس , بعد أن اكتفت من الإستلقاء .
لتجمع شعرها فوق رأسها .
ثم تخرج .
صادف خروجها دخول مساعد , وهو يحمل بيده أكياسا بها عصيرات وبعض الشوكولاتات , ضحكت بشرى / باين مبسوط بزيادة يا مساعد , أمس واليوم جايب لنا شوكولاتات .
ضحك مساعد وهو يضع الأكياس على الطاولة / إيه والله يا بشرى , أحس إني حبيتها من أول نظرة .
بشرى / الله يسعدك ويوفقك يارب .
مساعد / بالله كلمي نجد مرة ثانية , شوفي البنت صدق موافقة ولا لا .
استغربت بشرى / هذي المرة الرابعة اللي تخليني أتصل فيها عشان أسأل , فيك شيء ؟
تنهد مساعد / ما فيني شيء , بس مدري ليش خايف تكون مغصوبة مثلا ؟
بشرى بضحكة / مين هالمجنونة اللي تلقى مساعد وما توافق ؟ مغصوبة ؟
هههههههههه .
ابتسم / يمكن الناس ما تشوفني مثل ما تشوفوني إنتوا .
بشرى / صدقني البنت محظوظة كثير , لو دارت الدنيا ما لقت واحد زيك , وين أبوك ؟
مساعد / برة الحين يدخل , يتكلم مع واحد من الجيران , بس تكفين بشرى خليها تسأل , أبي أتطمن .
أومأت له بشرة بإيجاب / أبشر بسألها إن شاء الله بعد ما أحط لكم العشا .
دخلت إلى المطبخ وهي تدعوا الله من قلبها أن يوفق ويسعد ابن زوجها المحبوب .
الذي يبر بها كما لو أنه ليس قريبا من عمرها أبدا .
يحترمها ويقدرها كثيرا .
بالرغم من عيشه خارج منزل والده حتى لا يضايق بشرى , إلا أنه يمر عليها دائما ويسألها إن كانت بحاجة إلى شيء , هي أو والده .
حقا , الفتاة ( طيف ) ستكون محظوظة جدا إن تمّ هذا الزواج .
مساعد شخص نادر بالفعل .


______


استيقظت من نومها على صوت المطرقة على الخشب مثل الأمس .
الساعة تشير إلى الحادية عشر إلا ربع مساء , وهي تحب أن تنام مبكرا .
خاصة وأن الغد أحد .
تجاهلت الأمر لعدة دقائق , إلا أنها لم تتمكن من التحمل أكثر من 5 دقائق .
لتقوم من سريرها بغضب , تضرب الأرض برجلها بغيظ , وهي تتجه ناحية الباب .
لتفتحه بشعرها الأشعث , وتصرخ بغيظ / حسون وبعدين معك , أنا توني ………
تطايرت باقي الكلمات من لسانها , وهي تراه واقفا أمامها .
بعد أن كان منحنيا يعمل على الطاولة الخاصة بحسناء .
وقف بعينين متسعتين مذهولتين .
شعرها الطويل من الجانبين , يغطي معظم جسدها .
ووجهها المحمر من الغضب , وعيناها المصدومتين منه .
استطاع أن يلمح كل تلك الأشياء خلال الدقيقة التي وقفت فيها تنظر إليه متفاجئة .
قبل أن تختفي وراء الباب وتغلقه بقوة .
أغمضت عيناها تستند بظهرها على الباب , تضع يدها فوق قلبها الذي يخفق بقوة .
ثم تعض شفتها بحرج .
فتحت الأنوار لتركض ناحية المرآة , تنظر إلى نفسها .
تعلم أنها إن نامت تتحرك كثيرا , ويصبح مظهرها في فوضى تامة .
تأوهت بإحراج , وهي ترفع كفيها وتلطم خديها بقوة , تقفز في مكانها ووجهها يحمر أكثر في أكثر / يارب ليش شافني ليش ؟ لا وكمان وأنا توني قايمة من النوم , مالت عليك يا حسناء مالت عليك وعليه .
أطفأت الأنوار لتتجه إلى السرير وتسقط جسدها عليه , ثم تغطي وجهها بالمخدة وتصرخ من الإحراج .


في الخارج ..
كان عايض لا زال واقفا في مكانه مذهولا , عيناه على الباب حيث اختفت يُمنى قبل قليل .
هذه الفتاة , يبدوا أنها لا تكبر إطلاقا .
بقيت كما تركها قبل خمس سنوات !
لم يتغير بها أي شيء ’ سوى شعرها الذي طال أكثر بالطبع .
وبدت أكثر جمالا وفتنة .
ابتسم وهو يتذكر ملامحها مجددا , قبل أن تفاجئه نجد من الخلف / عايض .
التفت إليها / هااه .
نجد / وش هااه ؟ إيش فيك تناظر هناك ؟ لحظة .. أنا كأني سمعت صوت صراخ من شوي , لا تقول يُمنى خرجت وشفتها .
ابتسم عايض وهو يضع يده على قلبه / إيه شفتها .
اتسعت عيناها بصدمة , قبل أن تضربه على كتفه / لا ومبسوط كمان يا قليل الحيا ؟
عايض بضحكة / اللي يسمعك يقول أنا دخلت عندها مو هي اللي طلعت لي .
نجد / يا فشلتي , اسكت يا عايض اسكت .
ابتسم عايض أكثر , وهو يرفع صوته مغنيا بأبيات فصيحة :
وَبَديعِ الحُسنِ قَد فاقَ الرَشا حُسناً وَلينا
تَحسَبُ الوَردَ بِخَدَّيهِ يُناغي الياسَمينا
كُلَّما اِزدَدتُ إِلَيهِ نَظَراً زِدتُ جُنونا
عضّت نجد شفتها تمنع نفسها من الضحك وهي تهز رأسها بأسى , ثم مدت له كأس العصير الذي أتت به / خذ أشغلتني حتى نسيت أعطيك إياه , والله يعين قلبك .
ضحك وهو يشرب من العصير , ثم يكمل عمله ومزاجه عالِ جدا .
يغني بين اللحظة والأخرى .
ويُمنى تستمتع إليه من الداخل , تضحك حينا .. وتعبس حينا آخر .
وقلبها يؤلمها .
لم لا يقولها ؟ لم لا يطلب منها العودة ؟
حقا هذا ما يشغل بالها , وتريد أن تعرف الإجابة حتى ترتاح .
نعم قالت له تلك المرة حين أتاها وهي في سيارة حسناء أن ينساها لأنه يستحق من هي أفضل منها .
كانت تقصد ذلك بالفعل , إلا أنها تتمنى وبشدة .. أن تعود إليه .
ياااه .. ما هذا التناقض يُمنى .



في غرفة حسناء ..
حين كانت تتحدث حسناء إلى نجد في وقت مبكر من مساء اليوم , وأخبرتها بأمر الطاولة .
اقترحت نجد أن تأتي إليها برفقة عايض لكي يساعدها .
بما أن لديهما الكثير من الأحاديث .
جلست نجد أمام حسناء بعد أن عادت من عند عايض وهي تضحك , لتسأل / ما سألتيها يا حسنا ؟
تنهدت حسناء وهي تعتدل بجلستها / مو أنا من حاولت أفتح الموضوع تركتني ودخلت الغرفة , خرجت سوت لها أكل ودخلت مرة ثانية .
نجد / إيش قلتي لها بالضبط ؟
حسناء / قلت لها ما عندك نية ترجعين لعايض أبد لو طلب يدك .
اتسعت عينا نجد / يا حمارة وش هالسؤال الغبي ؟ يعني بتقول إلا خليه يجي ؟ أنا قلت لك تسأليها إذا في شيء ثاني صار ذاك الوقت ولا إيش اللي مخليها تتغير لهالدرجة ؟
هزت كتفيها / كنت أعتقد إني أقدر أستدرجها بالكلام لين نوصل للنقطة اللي ذكرتيها .
تأففت نجد / آآآخ منك يا غبية , المفروض يكون هو آخر سؤال .
حسناء / والله ما الغبي غيرك , يعني لو في شيء مخبيته من خمس سنين بتجي تقوله لي باردة مبردة وبسهولة ماشاء الله .
نجد بيأس / شكله أصلا ما في أمل , حاولت أفهم هالشيء لعايض وعصب عليّ , الولد مصر يرجعها والله .
حسناء بلا مبالاة / الكلام لوحده مو كافي , وأنا بالنسبة لي بعد ما شفت ردود أفعال يُمنى على الموضوع , أحس تبي ترجع له .
تفاجئت نجد / صدق ! والله يا ليت , محزنني هالعايض حيل وكاسر خاطري , يارب أسألك في هالوقت الفضيل إنك ترجعهم لبعض وتوفقهم وتسعدهم يارب .
حسناء / آمين .
أخذت نجد هاتفها حين وصلتها رسالة بشرى , لتتذمر / أخوك إنسان غريب صراحة , الحين هذي المرة الرابعة اللي يخليني فيها أسأل طيف إذا صدق موافقة ولا لا .
ضحكت حسناء / لا تلوميه , الولد سامع قصص غريبة من أصحابه عن الزواج , وشاف نماذج حقيقية قدام عيونه , صار يخاف على نفسه من الصدمة .
زمت نجد شفتيها , وهي تكتب لطيف / طيف يا بنت إنتي موفقة على مساعد ؟ يعني مرتاحة تماما ولا ؟
أرسلتها لتقول /بتحظرني البنت بعد شوي بتشوفين .


____


انتهى الفصل


التوقيع:



مشكوره قلبي ضوى الليل على تصميم مميز ربي يسعدك يارب

  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية