08-25-2011
|
#2
|
من كتاب ابن العميد لابن بلكا
كتابي وأنا مترجح بين طمع فيك ويأس منك ، وإقبال عليك وإعراض عنك ، فإنك تدل بسابق حرمة وسالف خدمة أيسرها يوجب رعاية ويقتضي محافظة وعناية . ثم تشفعها بحادث غُلول وخيانة ، بآنف خِلاف ومعصية ، وأدنى ذلك يحبط أعمالك ويسحق كل ما يرعى لك .
لا جرم أني وقفت بين ميل إليك وميل عليك ، أُقدم رجلاً لصدك وأُخر أخرى لقصدك ، وأبسط يداً لاصطلامك واجتياحك وأثني ثانية لاستبقائك واستصلاحك ، واتوقف عن امتثال بعض المأمور فيك ضناً بالنعمة عندك ومنافسة في الصنيعة لديك وتأميلاً لفيئتك وانصرافك ، ورجاء لمراجعة وانعطافك ، فقد يغرب العقل ثم يؤوب ، ويعزب اللب ثم يثوب ، ويذهب الحزم ثم يعود ، ويفسد العزم ثم يصلح ، ويُضاع الراي ثم يستدرك ، ويسَكَرُ المرء ثم يصحو ، ويَكدُر الماء ثم يصفو . وكل ضيقة إلى رخاء ، وكل غمرة إلى انجلاء ....
|
|
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
 |
|