هَباء…

تمت كتابة القصيدة على لسان الموظف أحمد
بعد أن باءت كل محاولاته للتقرب مني بالفشل و بدأ بالغدر
وجاءت قصيدتي على لسانه

قـلـبـي صَـريـعٌ وعـقـلي مُـعــتِــمُ الأُفـــقِ
ومـن دَمـي الـشِّـعـرُ مَـسـفـوحٌ على الــورقِ

طـيـفٌ تــجـلّـى ضـيـاءً وانـتــشـى عــبـقـًا
يـا لـيـتـنـي مِـن نـعــيـم الحُـلـمِ لـمْ أفِــقِ

يـمَّـمــتُ شَـطــرَ هَـواهــا والــفــؤادُ هَــمَـى
والـــروحُ أنـهـارُهـا فـاضــتْ عـلـى الـــورقِ

أبـحـرتُ مُـلـتـمِـسـًا مـنـهـا الـرِّضـا عـبـثـًا
فـهــا أنــا دونــمــا مَــرســى ولا أُفـــــقِ

الــصـمــتُ أطــبـــقَ والأصـــواتُ واجـمــةٌ
وشـــاحـبٌ وجــــهُ أيــَّـامــــي مــن الأرقِ

مـا كـنـتُ أحسَــبُ خِـذلانـي سـيُخـرسُــني
ويَــبــلُــغُ الـبــؤسُ مِــنّـي سـالــبـًا ألـَـقـي

مـا عــاد يـؤنــسُــنـي عــزفٌ ويُـطــربُــنـي
ووحـده الـشـعـرُ يـَـرثــيــني عـلـى غَـرقــي

لــولاهُ مـا خـطَّ نـبــضُ الــقــلــبِ سـيـرتَـهُ
وطــعـــمَ مَــلـحــمــةٍ في الـحُـــبِّ لــم أذُقِ

مـشـيـتُ والــطُّــرُقُ ارتــدَّتْ عـلـى عَـقِــبٍ
فـلا أنــا الآن مــــوجـــودٌ ولا طُـــــرُقــي

أحبـبـتُـها وامـتـهـنـتُ الـسُّـكـرَ مُـفـتـتـنــًا
بِحُـسـنِـهـا ورُقــــيِّ المــنـــطــقِ الـلَّــبِـــقِ

أدمــنـتُ عـشــقَ ابـتـسـامــاتٍ تُــغَــرِّدُهـا
وشـدوَ هـمـسٍ كـمـا مـاءِ الــفُــراتِ نَـقـي

مُـذ سُـجّيَ الـبـحـرُ مـا آنـسـتُ نـظـرتَـهـا
وكـم شـــدا خـافــقـي حُـبًّــا ولــم تَــثِــقِ !

لَــكَــمْ حـــلُــمــتُ ولـلأحــلامِ لـــذَّتُــهـا
تُـغـري أزاهــيـرُها الأنـفـاسَ بـالــعَــبَــقِ

ورغم خـشـيـةِ (لا) لم يـسـتـكِـنْ شــغـفـي
وكـنــتُ أرقــبُ نـــورًا آخــرَ الــنَّـــفــقِ

حُـلمـِي قــضـى نحـبَهُ بالأمــس مُـنـتـحرًا
بـكـأس ِ سُـمِّـكِ ... ذُلًّا مـنـكِ لـم يُـطِـقِ

ألـقـيـتِـني بـيـن (فَــكّـيْ) الـلّــظـى حَـطَــبـًا
هـشـيـمُـكِ الـيـومَ باتَ الـقـوتَ فاحترقـِي

سُــــودٌ لـيـالـيـكِ بـعـد الآنِ فـانــتـظـري
ويـــلَ الـهـواجـــسِ فـي دوّامــــــة الأرقِ

لا تحـسـبي الجـولـة الأولـى ســـتردعُــني
حَـربي عـلـيـك إلى أن يـرتــوي حَــنَــقــي

.
.
سلامتكم