طب الأرواح وطبيبها...

أظلتنا سحابة شهر رمضان المبارك ، وعلى مدار الأيام الماضية، فكانت تجود مِن عذب مائها مايروي ظمأ النفوس، ومايبردها مِن هجير القيض وسمومه فازداد الناس الموفقون قربا مِن خالقهم ،ونهلوا مِن ودق هذه السحابة التي لاتلبث سوى أيام معدودات حتى ترتحل ، ويامفازة الصائمين القائمين السالكين دروب الخير بتعددها وتنوعها وياخسارة المتوانين المتثاقلين الذين تحركهم النفس الآمرة بالسوء ،وتجعلهم عبيدا لها توجههم نزواتهم ورغباتهم دون أن يكون هناك لجام يوجهها نحو المورد العذب ، وهكذا يمر رمضان على بعض البشر دون أن يغير في حياتهم شيئا أويكون له أثر؟ فكيف بمن يحشدون مِن أعمال الشر والفساد في ما يعرف بالدراما الرمضانية وزعمهم بأنهم يؤدون رسالة تجاه مجتمعهم؟ ، يتولاهم الله وما يعرّضون به لأبناء وبنات المسلمين مِن أعمال هابطة وإغراء يشتد ويمتد سوؤه أكثر مايمتد في هذا الشهر، وإن كانت صفدت شياطين الجن في شهر رمضان ،فهناك بعض شياطين الأنس أشد عتوا وأثرا على الناس وهم نذروا أنفسهم ليقوموا بدور مشابه لدوره في غيابه وزيادة،وطوبى لمن هجروا شاشات الإثم والفجور وانشغلوا بصومهم وصلاتهم وقرآنهم وكل مايقربهم مِن ربهم ،اللهم اجعلنا مِن عتقائك في هذا الشهر الفائزين بجنة عرضها السموات والأرض يارب العالمين.
بقلمي. الأستاذ : يحيى عسيري
وتم النشر في الصحف الالكترونية.