05-31-2019
|
|
همسة في أذنك أيها الغالي الصائم
همسة في أذنك أيها الغالي الصائم
أخي يا مَن سره دخول رمضان
أهنيك بشهر المغفرة والرضوان
أهنيك بشهر العتق من النيران
فرصة لا تعوض على مر الأزمان
وموسم خير فاحذر الحرمان
ما من ليلة ينقشع ظلامها من ليالي رمضان إلا وقد سطرت فيها قائمة تحمل أسماء (عتقاء الله من النار) وذلك كل ليلة، ألا يحدوك الأمل أن تكون أحدهم؟
أذًا فدعني أسألك في أي شيء ستمضي ليالي رمضان؟!
ما من يوم من أيام رمضان إلا وفتحت أبواب السماء فيه لدعوة لا تُرَدُّ، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد..
فهلا كنت من الداعين!!
ادع لنفسك، لأهلك، لإخوانك، لأمتك، للمجاهدين، للمستضعفين... إلخ
ولكن كل يوم..أخي الحبيب: ما أعظم المغفرة، فلولا المغفرة لما ارتفعت الدرجات، ولما علت المنازل في الجنات.
ها قد هبت نسائم المغفرة بدخول شهر الغفران..
فمن صامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه..
ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه..
ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه..
ولكن العجب الذي لا ينقضي أن يطمع طامع في هذه المغفرة، وهو لم يفارق من ذنوبه ما يرجو صفح الله عنه..
فلنقلع عن ذنوبنا ومعاصينا، ولنندم على فعلها، ولنعزم على ألا نعود إليها، ونطمع في المغفرة، التي إن حرم العبد منها في رمضان فمتى؟!
بل إن الحرمان سبيل إلى أمر خطير يبينه هذا المقطع من حديث صحيح.
يقول جبريل - عليه السلام -: "يا محمد، مَن أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله!" ((فقلت: آمِين)).
احرص على ما ينفعك في شهرك؛ فأعمال الخير أكثر من أن تحصر.
درجات الصيام
قسَّم بعضُ السلفِ الصيام إلى أربع درجات، هي:
1- صيام عوام العوام، وهو الصوم عن الأكل والشرب والجماع، مع الانغماس فيما سوى ذلك من المحرمات من الأقوال والأفعال.
2- صيام خواص العوام، وهو كالأول مع اجتناب المحرمات من الأقوال والأفعال.
3- صيام الخواص، وهو الصوم عن غير ذكر الله وعبادته.
4- صيام خواص الخواص، وهو الصوم عن غير اللهِ، فلا فطر لهم إلاَّ بعد يوم القيامة.
ما على من أكل، أو شربَ، أو جامع ناسياً في نهار رمضان؟
ذهب أهل العلم في ذلك أربعة مذاهب، هي:
1- لا قضاء عليه ولا كفارة، وهذا مذهب الحسن البصري، ومجاهد، وأبي حنيفة، والشافعي، وداود، وأبي ثور، وإسحاق، وابن المنذر، وغيرهم.
استدلَّ هذا الفريق بالأحاديث الآتية:
"مَن أكل أو شرب ناسياً فلا يفطر، فإنما هو رزق رزقه الله".
"إذا نسي فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه".
"مَن أكل ناسياً وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه".
"مَن أفطر في شهر رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة".
2- على مَن جامع ناسياً في نهار رمضان القضاء، دون الأكل والشرب، وهذا مذهب عطاء، والأوزاعي، والليث.
3- عليه القضاء في الأكلِ والشربِ، وهذا مذهب مالك وشيخه ربيعة.
4- عليه القضاء والكفارة في الجماع ناسياً، وهذا مذهب مالك.
الذي يترجح لديَّ من الأقوال السابقة أنه لا قضاء على من أكل أو شرب ناسياً في نهار رمضان، وعليه أن يتمَّ صومَه؛ أما مَن جامع ناسياً فعليه القضاء؛ لأنَّ الجماع يمكن الاحترازُ منهُ؛ لأنَّه بين الرجل وزوجه، واللهُ أعلم.
اللهم كما بلغتنا بداية رمضان فبلغنا تمامه..
واجعلنا فيه من الصائمين القائمين..
|
|
كن كالصحابة في زهد وفي ورع *** القوم ما لهم في الأرض أشباه
عباد ليل إذا حل الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم *** هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً *** يشيدون لنا مجداً أضعناه
|