الجزء الثالث
1- المعرض
أفتتح ماهرفي الساعة العاشره مساء معرضه و الذي كان من المفترض أن يفتتحه منذ سنة ولكن سجن والدته كان عائقا حيال ذلك واليوم سعادته غامرة والخوف في نفس الوقت كان يملأ كيانه يتمنى من قلبه أن تلقى لوحاته النجاح
الذي يتمناه ورغم ثقته بنجاح لوحاته إلا أن الخوف مازال يعتريه
أما عن المعرض فقد أمتلأ بالزوار وكان العم فريد سعيدا وهو يرى
أعز الناس وأقربهم لقلبه وهو في قمة سعادته وحماسه الذي لم يسبق
أن رآه بها من قبل وتم الافتتاح وبدأ الزوار ينتشرون في جوانب المعرض .
في نفس الوقت كانت السيدة الهام تحاول إقناع أبنتها في محاولة يائسة للذهاب معها الي افتتاح
المعرض ولكن يبدو أن الوضع لم يكن يسمح للسيدة الهام بنجاح محاوله
الإقناع هذه وبدا الحوار بينهما يزداد سوء فقد كانت السيده إلهام
مستاءة من طريقة حديث ابنتها معها وكانت تشعر بفظاظة العبارت
التي كانت تخرج منها على غير عادتها
= تعلمين جيدا مدى حبي لفن الرسم ومع ذلك كنت تعترضين على دراستي له
أليس كذلك ما الذي جعلك تغيرين رأيك في هذا الوقت بالذات؟
ما الذي تنوين فعله معي ؟ منذ متى وأنت تهتمين بالمعارض وفنونها ؟
ردت السيدة إلهام في حده
=أهذا أسلوب تتحدثين به مع أمك ما الذي حدث لك لم تكوني بهذه الأخلاق من قبل لما تغيرت هكذا ؟
= قالت وهي تلقي بالوساده التي كانت في يديها على الأريكة
أنا لم أتغير بل أنت من تغير لست أمي التي أعرفها أصبحت امرأة يائسة
بعيدة عني وعن العالم أجمع وأعتقد أن ماضيك الأسود مع أبي هو السبب
وراء ما يحدث لك ألآن .........حسنا .... سوف أتي معك لأرى ماوراء
إلحاحك على ذهابي لذلك المعرض
ودخلت الفتاه غرفتها وتركت أمها في حاله يرثي لها ...
في الوقت ذاته بدت خيبه الأمل ظاهرة على وجهه وقد ظل يراقب زوار
المعرض في سكون ويستمع إلى تعليقاتهم التي بدت وكأن أصحابها لا يفقهون شيئا مما يرون في لوحاته وقد كان بعضهم يفسرها على هواه
تفسيرا لا يمت لإحساسه بصله أقترب العم فريد منه وأخذ يربت على
كتفه برفق وهو يبتسم ابتسامة مشجع ألتفت إليه ماهر وعلامة اليأس
قد بدت على محياه وآثار الحزن تملأ عينيه قائلا بصوت يكاد يسمع
=أريد الخروج من هنا لا أستطيع المكوث أكثر وأنا أرى احلامي تنهار أمامي هكذا
ولكن العم فريد حاول أن يطمئنه بأن باقي ساعة على انتهاء الوقت ولا يجب عليه أن يكون بهذه الحالة أبدا وخاصة أن الناس تبدي إعجابها
باللوحات وهذا بداية لابأس بها ولكن ماهر ظل في تكدره وهو يفرك جبهته في ضيق
كان العم فريد يشعر بمعاناته ويعلم مدى تمنيه بأن ينجح هذا المعرض
ولكن الأمل الذي كان يبرق في عيني ماهر حينما رأى مزيدا من الزوار كان كفيلاً بإسعاده ...وفي هذه اللحظة تقدمت زائرتين من الزوار كانت إحداهما سيده في منتصف العمر وبجانبها فتاة في ريعان الشباب ومن
الوهلة الأولى عرف ماهر الزائرتين ولكنه ظهر أنه لا يبدي اهتمام
كانت الزائرتين يتجولان في المعرض وكانت الشابة التي كانت تتصف
بجمال ملفت وشعر كستنائي مائل للون الأشقر وعينان بنيتان واسعتان
وجسم ممشوق القوام ورغم جمالها كان يبرق من عينيها نوع من التمرد
والانكسار في ذات الوقت تقدمت الفتاه وهي تتأمل جوانب المعرض
في إهتمام ثم اتجهت إلى اللوحات في تربص غريب وكأنها تبحث عن
شيء وقفت أمامها وأخذت تبتسم وتتأملها بدقة متناهيه لا تشعر بما حولها
وكأنها أصبحت جزء من اللوحة ذاتها لاحظت السيده إلهام أبنتها واهتمامها باللوحة فآثرت أن تبقى بعيدة عندما لاحظت اقتراب ماهر منها
كان مندهشا لوقوفها أمام لوحته المفضلة والتي كانت في صدر المعرض
والتي جسدت نوع من السعادة على وجه الفتاة
أقترب في هدوء وقال بنبرة رقيقه
= يسعدني آنستي زيارتك لمعرضنا وأني لألمح السعادة تملأ عينيك
التفتت إيمان وانتبهت وكأنها كانت في عالم آخر أجابت في امتنان
= أشكرك.. الحقيقة هي أجمل ما في المعرض وأشعر أنها تعبر عن إحساسالفنان الذي رسم اللوحة
أجاب في إعجاب ودهشة مما قالته
=تصوري أنه لم يقترب منها حتى الآن غيرك يبد و أنك تحملين في داخلك حساً فنيا رائعاً
=الحقيقة سيدي أنا أحب الفن بصفه عامة والرسم بصفة خاصة
ولدي عدد من اللوحات الجميلة لأشهر الرسامين العالميين
=حسنا هذا شيء جميل يسرني آنستي أن نكون أصدقاء مادامت هواياتنا واحده
أبتسمت الآنسة إيمان وهتفت بصوتها الرقيق
=يشرفني أن اكون صديقة لفنان مثلك
لاحظت السيدة ألهام أن الوضع مطمئن وأنها نجحت هي والطبيب ماهر
في أول خطوة في العلاج وهي لقاء إيمان بالطبيب بهذه السرعة
وانتهى المعرض ورجع الطبيب الرسام لبيته وآثار الحزن تملأ عينيه
لم تباع غير لوحتان فقط مما سبب له الإحباط وخيبة الآمل تسيطر عليه
كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ودخل بيته وكانت الصالة مظلمة
وألقى سلسلة مفاتيحه على الطاولة بعد أن أغلق الباب خلفه وأرتمى على أريكته وهو يكاد يفتح عينيه من التعب
وفي قلب الظلام سمع صوتا ليس غريبا عليه
يقول
= هل فشل معرضك السخيف أيها العاق ؟
هب ماهر من مكانة فزعا ووقف وأضاء المصباح الكهربائي
بسرعة بعدما تأكد أن من يحدثه هي أمه خلدونه
= ما بك قمت مذعورا هكذا وكأنك رأيت شبحاً
تلعثم وهو في ذهول
= كيف خرجت هل أفرج عنك ؟
= لست من ينتظر افراجهم هذا أخرج حينما أريد أنا هذا
ضرب جبهته في فزع وصاح صارخا
==هل هربتي يا للمصيبه لما فعلت هكذا سوف تضاعف العقوبة عليك
هل تنوين البقاء في السجن مدى الحياه لما تفعلين بي وبنفسك هكذا
إلي متى ستظلين مطارده قولي لي بالله عليكي
ردت غاضبة
أتخاف على أيها العاق وأنت لم تفكر حتى بزيارتي وأنا في السجن الانفرادي ؟
صاح
= لقد منعوني من زيارتك بسبب أفعالك الشنعاء التي لا تكفين عن فعلها المهم الان يجب تسليم نفسك فورا وإلا سوف تضاعف عليك العقوبة
رمقته خلدونه بنظرة حادة ثم قامت وأخذت تتفحص المكان بعينيها
الحادتين ثم هتفت
= هل تخاف من ان يقبض عليك البوليس بتهمة التستر على مجرمه ؟
قاطعها في قلق
=على ماذا تبحثين بعينيك يا أمي هل تنوين فعل شيء من أسحارك في بيتي أيضا ؟؟
صرخت في وجهه بأعلى صوتها
=ليس بيتك وحدك أيها العاق الفاشل أنه بيتي انا ايضا بالرغم من أنفك
ثم هدأت وأردفت في سخريه لاذعه قائلة ..
=أعذرك فأنت متوتر بسبب فشل معرضك الغبي هذا ... على كل حال لا تخف سوف أخرج من هنا لأني اعلم أن الشرطة سوف تأتي الى هنا وتقوم بتفتيش الفيلا باحثة عني لقد أتيت لكي أختبئ الليلة في مخبئي السري ثم أرحل صباحا لا تخف لن تبيت الليلة في السجن يا عزيزي
وأخذت تربت على كتفيه
علت الدهشة وجه ماهر وأخذ ينظر إلى خلدونة في بلاهة
= مابك تنظر إلى هكذا ألم تكتشفه بعد ؟
وأطلقت ضحكة قوية قائلة في سخريه
= أعلمت أنك لا تعلم شيئا عن بيتنا حتى الآن ؟تعال معي سأريك بيتك على حقيقته
اتجهت خلدونه إلى غرفتها الخاصة وماهر يتبعها غير مصدق ومتردد وقد أنتابه من التوتر الشيء الكثير ودخلا الغرفة ووقفت خلدونه أمام أحدى خزاناتها
الكثيرة فقد أخذت أكبر غرفه في الفيلا كان يخيم على الغرفة نوع من الوحشة التي شعر بها ماهر مما زاد من توتره وحاولت سحب خلدونه الخزانة
ثم رمقته في غضب وصاحت
=مابك ؟ ستظل واقفا تنظر لي بهذه البلاهة هكذاهيا ساعدني في سحب هذه الخزانه الثقيله بسرعة
أسرع ماهر وساعدها في سحب الخزانه وبعدها وقف مشدوها حين رأي بابا كبيرا جدا خلف الخزانه علته الدهشه قائلا
= ماهذا باب؟ إلى أين يؤدى هذا ؟ وكيف لم أراه ؟
=كف عن هذا الكم من الأسئلة ايها العاق وأتبعني بصمت
هناك الكثير لأريك إياه ليس لدينا وقت كافي للثرثرة
وأخذت خلدونه مصباح كان معلقا على طرف الخزانه دخلت وتابعها ماهر وآثار التعجب على وجهه وقلبه يخفق بشده ويالدهشته حينما رأي أن الباب الذي خلف الخزانة يطل على ممر في نهايته باب مرا داخل الممر
كان مظلما موحشاً وفي نهاية الممر باب كبير آخر فتحت خلدونه الباب
وإذ به يؤدي إلي درج طويل ذو جهتين وفي نهاية الدرج كان يوجد
صاله كبيره قديمه وكأنها هجرت من سنوات ممتلئة تماثيل غريبة الشكل وكأنها أعمالا لنحات بارع في فن النحت كانت المنحوتات على شكل طيور جارحه نسور وصقور ولكنها
كانت تحمل طابعا مخيفا وكأنها أشباحا لنسور وصقور حقيقة كما كان
هناك منحوتات لبعض الشخصيات الشهيرة مثل هتلر وموسوليني قد نحتت
بعناية فائقة وكأنهم حقيقيون وبعض الوجوه التي لم يعرف ماهر لمن تنتمي
وبالرغم من وجود هذه الأعمال المدهشة ظل يشعر بالوحشة التي كانت تخيم على المكان كان هناك العديد من أدوات النحت وأدوات الرسم
أيضاً واللوحات لكثير من المشاهير مثل بيكاسو. وليوناردو دافنشي.
وكثير من اللوحات النادرة والرائعة ولفت نظر ماهر وجود خزائن
ذات أدراج كثيرة وكميه هائلة من الشموع الخام قد رصت في عناية
وأدوات غريبة الشكل بجانب هذه الشموع الهائلة
كما وجد تنور كبير جدا بجانب هذه الشموع وتحت هذا التنور موقد وأدوات قد وضعت بجانبه غريبة الشكل وكأنها مخصصه لعمل هذه الشموع
أقترب ماهر من هذه الأدوات وأخذ يتحسسها وابتسم مندهشا وأثار الانبهار قد ظهرت على وجهه وألتفت إلى خلدونه
=هل كان أبي يصنع تماثيل من الشمع أم ماذا؟
أجابت خلدونه وهي ترمقه بنظرة ذات مغزى
= والداك نحات عظيما ومشهورا ايضا أما هذا الشمع قد أحضرته خصيصا لأمر ما
وضحكت ضحكة قصيره أردفت بعدها
=لا تعلم مواهب والدتك بعد أيها العاق
رمقها ماهر بنظرة سريعة ثم أخذ يتفحص باقي المكان ليكتشف المزيد
من هذا المخبأ السري الذي لم يعلم عنه أي شيء
شموع موزعة بشكل واضح وملحوظ في كل ركن بشكل كبير
بعض المواد الكيميائية المذيبة مثل ماده الأسيد الخطرة مجمعة في صندوق من الخشب
هنا نظرت إليه خلدونه بنظرة باردة ثم هتفت
=هل تفحصت كل شيء حسنا يكفي هكذا هيا أريد أن أريك الشيء
الهام الذي أدخلتك الى هنا من أجله
= مهلا أريد أن أعرف سبب وجود هذه المواد المذيبة هنا
ردت خلدونه
= حسنا ولكن ليس قبل ان تعرف المهم أولا تعال
أتجهت خلدونة وماهر يتبعها إلى ممر قصير في نهاية صالة
الاستقبال التي كانا بها وفي نهاية الممر كانت هناك غرفه مغلقة
فتحت خلدونه الغرفة ودخلا
كانت الغرفه واسعة ولا أساس بها ومن الملاحظ لدى ماهر وكأن الغرفه
قد حولت الى معمل
أندهش ماهر حينما رأي بها ثلاجة لحفظ ..... الموتى وقال مرتابا
= لما هذه الثلاجه هنا ؟
رمقته خلدونه ثم نظرت تجاه الثلاجه وقالت مشيرة عليها
= هل نسيت أن والدك كان يشرح الجثث في المعمل الجنائي
وما دخل هذا في وجود هذه الثلاجه هنا هل كان يمارس عمله هنا؟
قالت خلدونه بلا مبالاه
= بالطبع لا ..... ولكن كانت له أفكار خاصه
قال ماهر والتوتر قد أخذ منه كل مأخذ
=وماهي هذه الافكار
لقد تدرب على معجزة ونجح بها وعلمني اياها
= كيف؟
=حسنا تعلم كيف يفرغ احشاء الجثة ثم يقوم بتحنيطها بالشمع
قطب ماهر وجهه وشعر باشمئزاز
فتحت خلدونة إحدى الخزائن الموجودة في المعمل وأخرجت بعض الحيوانات مغطاة بالشمع بطريقة متقنه قطط أرانب فئران قائلة والفخر بادي على محياها
=أنظر أنها صنع أباك
وتنهدت بأسى وهي تنظر للجثة. اااه كم اشتقت إليه
أقترب ماهر وقد أثار فضوله هذا المنظر الغريب وأخذ منها قطة صغيره
قد أفرغت أحشائها ومصبوب عليها الشمع تعجب من هذا العمل والإتقان العجيب فقد بدا جسمها كما هو وقال متسائلا في ذهول
= ولكن الشمع يا أمي ليس كافيا للتحنيط على ما أظن وإلا ماكان هناك من أحد دفن قريبه في هذا العالم حتى قدماء المصريين الفراعنه لم يكتشف أحد سر ماده التحنيط التي كانوا يستخدمونها في تحنيط موتاهم حتى الأن ؟
أجابت خلدونه بثقه ومكر ظهر على وجهها
=هذه ليست أية شموع ايها العاق بل أبتكر تركيبة معينة ممزوجة بالشمع
أجاب =كيف هل تحاولين إخفاء سرا عني ؟
= ولما أخفي؟لقد جلبتك هنا لكي أقول لك طريقتي في هذا التحنيط الذي علمني طريقته أباك والتي لن يعرفها أحد سوانا ولكن ليس قبل أن أريك شيئا هاما
رمقها ماهر وقد حاول إخفاء نظره خوف في عينيه
أقتربت خلدونه من ثلاجه الموتى التي كانت في وسط المعمل وفتحتها
نظرت إليه خلدونه وهتفت
= أقترب .....لتري مفاجأة أعددتها لك
أقترب منها ماهر بحذر وتردد ................
ويا هول ما رأى ظهر الذهول والرعب على محياه
ألتفت الى أمه في فزع وهو يتراجع ويتعثر وقد شعر بإعياء ورعشه سرت في جسده وهو في قمة ذهوله صاح بصوت مرتعش
=ماهذا ...... رباه ..... جثة أبي ......... جثة أبي .... ؟
أسرعت خلدونه نحوه وأغلقت فمه بيدها بكل قوتها هامسه في حدة
= أيها الغبي لا ترفع صوتك هكذا سوف تفضحنا
أخذ ينظر إليها في فزع وهو لا يفهم ما يحدث حوله حاولت خلدونه
أن تهدأ من روعه قائلة في حده وهي مازالت تكتم فمه بقوه
=يجب أن تسمعني جيدا أنت لا تعلم شيئاً أيها الغبي أجلس وأهدأ قليلا ليس لدى وقت سأقص عليك كل شيء عن حياتنا في هذا القصر وأريدك أن تنصت إلى ما سأقوله لك جيدا
حاول بعد أن أزال يديها من على فمه بعنف قائلا في غضب عارم ممتزج بالفزع
=ماهذا الذي أراه لاأصدق عيني لا أعلم .... هل ما أراه كابوس فظيع
جثة أبي ........هنا ؟ لما ؟ لما فعلت هذا .... ؟
ثم....... كيف أستطعت أن تبقيها هكذا ؟ تكلمي .........
ثم ؟ الجنازة من كان في التابوت ؟
هل كنت مغفلاً لهذه الدرجة ؟
ألتفت إلى أمه التي رمقته في غضب
=لما تفعلين بي هكذا منذ أن وجدت في هذه الحياة وأنا أراكي تفتعلين المصائب لقد سئمت حياتي بسببك
جلست خلدونه وهي مازالت تراقبه غاضبة في صمت وهو مازال يحاول إستعادة هدوئه بلا جدوى وقد أستند وهو يشعر بدوار على طاولة كانت تشبه طاولة التشريح في المعامل الجنائية كان ينظر الى خلدونه في توتر وعينيه تقطر غضبا
استدارت خلدونه بعد أن سكت تماما وأغلقت الثلاجة ثم توجهت إليه
وقالت غاضبه
= هل أخرجت ما في جوفك من حنق أيها العاق ........ هيا أجلس
صرخ في وجها غاضبا حانقا
=هنا مع الجثث ؟أجلس مع الجثث ؟
أقتربت خلدونه من ماهر حتى كاد أن يصطدم أنفها بأنفه
ونظرت إلى عينيه نظرة ثاقبه ثم قالت بصوت يملئه الغيظ
= لم أكن أعلم أن بجانب عقوقك تحمل صفه قذره أخري هي ..... الجبن
ضحك ماهر بنبره مستهزئه وقال ساخرا بطريقة مسرحية وقد بدا القهر في عينيه الدامعة
= فلينظر العالم إلي تريدوني أظل هادئا فرحا مسرورا وأنا أكتشف فجأة جثه ابي الذي ساعدت في دفنه منذ خمسه عشر عاما في إحدى المقابر وهي تقبع في قبو تحت منزلى وأنا لا أعلم
شدته خلدونه من ياقته وقد أزدادت غيظا
=ألن تسكت وتكف عن هذا الهراء وتسمعني ؟أهدأ ....
لقد علمنى أباك كيفيه التحنيط وطلب منى أن أقوم بتجربته عليه بعد موته بعد ما أكتشف أنه مريض بالسرطان وأن أيامه في الحياة معدوده .
وقد قمت بذلك كتجربه على الحيوانات وعندما نجحت في هذا طلب منى أباك أن أقوم بتحنيط جثته لكي يبقى جسده كما هو وفي حالة نجاحى ينشر الاختراع بسمي
أفهمت أيها الغبي ؟
سوف نصبح أكبر أثرياء العالم بهذا الإختراع سوف يأتينا الناس من جميع
أنحاء العالم ليحنطوا أجساد أحبائهم بعد موتهم لتبقى أمامهم مدى الحياة
تركت خلدونه ياقته عندما رأت ماهر استعاد هدوئه ثم جلست أمامه على
إحدى المقاعد وقامت بإشعال سيجارة قائلة ببرود
=عادة التدخين .....يالها من عاده سيئه مقيته لا أستطيع تركها
رمقها ماهربنظرة طغى عليها النفور وقال
=أهي عادة سيئة واحده؟ إنها عادات كثر
لم تبالى خلدونه برد إبنها وسألته في برود وهي تنفث دخان سيجارتها في الهواء
= ماذا ستفعل بعد فشل معرضك ولوحاتك الغبيه وبعد أن رأيت الفن على أصوله هنا أيها العاق ؟
صمت ولم يجب قالت خلدونه بنفس البرود
= حسنا لا تعلم ؟ أممم لابأس..... أنا أفضل ترك هذه السخافات وتعلم مني تحنيط بعض الحيوانات حتى تساعدني مستقبلا في تحنيط جثث البشر أفضل لك
قال بنبره استهزاء
= وكيف استنتجت بأنني سأفعل هذا ؟
= بل ستفعل إن كنت تريد أن تصبح رساما عالميا
وهنا هبت واقفه واقتربت من ماهر وهي في عينيها بريق
الطمع وهمست له
=سوف أجعل منك رساما مشهورا سوف أعلمك أسرار الرسامين العالميين دافنتشي و بيكاسو وغيرهم من الفنانين العظماء
وسوف أفعل لك شيء لن يخطر ببالك سوف تقبل قدمي امتنانا صدقني سوف تفوق شهرتك كل هؤلاء العمالقة وأعدك بذلك
أتعلم ؟ أن كل ماتراه من منحوتات هنا لها سر أعرفه انا وأباك وشخص آخر ثالث ذو ثقه سوف تعرفه لاحقا لم يشتهر أباك ألا على يدي هاتين
هتف ماهر متعجبا
= أنت سبب شهرة أبي ؟
أجابت خلدونه بعد أن لاحظت أهتمام إبنها بما تقول
= نعم كل ما رأيته الآن من إبداع كنت أنا السبب فيه وسوف أسرد لك قصتى مع والدك
ولكن عليك أن تعدني أن تفكر بالعمل معي هنا في هذا المعمل
وان تتعلم كيف تحنط الجثث ماذا قلت ؟
سوف أمنحك ساعة تفكر بها وسوف أتركك هنا بين إبداعات أبيك
لكي تنظر الى أيام الشهره والمجد التي كان يعيشها وبقاء جثته للأبد بعد موته والتي تقبع أمامك الآن
وخرجت خلدونه وتركت ماهر بمفرده
كانت الحيرة والخوف والتردد والتمني تعتريه من كل جانب
ظل جامدا فتره طويلة وبرأسه عدة أسئلة حتى وقعت عيناه على ثلاجة الموتى التي أمامه قام وتقدم بخطى ثابتة إليها وفتحها ووقف ينظر إلى
جثة أبيه وأخذ يتحسسها ويديه ترتجف وبشيء من الرهبة والخوف والتردد لمس وجهه الذي بدا في كامل رونقه وكأنه مات للتو
- 2-
مأساة السيدة إلهام الكاشف
وطفولة ايمان
كانت الطفلة التي تبلغ تسع سنوات ترتعد من شدة الخوف وهي منزوية
في زاوية غرفتها وقد غطت عينيها بيديها
وأصاب ملابسها البلل وهي تسمع صرخات أمها
وبكائها وصوت الصفعات التى تنهال عليها والشتائم والسباب
وزادها هلعا وهي تسمع رجائها وهي تبكي وتصرخ وتستنجد
ولكن لا يجدي بكائها ولا رجائها نفعا ثم توقف الصراخ حين سمعت
فتح أحدى أبواب الغرف ووضع والدتها به ثم أغلق بالمفتاح
وهدأ كل شيء عندما خرج أباها من البيت وخرجت الفتاه بحذر وقدميها
حافيتين بملابسها المبتلة وهي ترتعد خوفا وحينما تأكدت من خروج أباها أقتربت من الغرفه التى كانت تسجن فيها والدتها وزاد خوفها وحزنها
وهي تسمع أنين امها وبكائها ترددت الطفله قبل أن تقترب من باب الغرفه
وظلت تنظر تجاه باب الشقه وهي ترتجف وعيناها قد طل منهما الرعب الشديد ولكن أنين أمها كان دافعاً شديداً لإستمرارها في الإ قتراب وهمست
بعد أن وضعت أذنيها على الباب قائلة بصوت هامس
=أمي .... أمي ..
وجاءها صوت أمها من خلف الباب في لهفة بصوت باكي
=إيمان حبيبتي هل خرج أباكِ؟
قالت الفتاة بصوت خافض متردد
=نعم لقد خرج ولكن لا أعلم متى يعود أنا خائفه يا أمي لقد بللت ملابسي
=لا تخافي حبيبتي أذهبي و بدلي ملابسك قبل عودة أبيِك
ولكن حبيبتي أعطيني الماء بسرعة أنا في قمة العطش
أسرعت الفتاة متعثرة وفتحت البراد وأتت بكوب من الماء
ثم أسرعت نحو خزانة المطبخ وأتت بصحن مسطح ثم أسرعت
تجاه الغرفة ووضعت الصحن على الأرض ثم صبت فيه الماء
ثم مررته تحت عتبه الباب وسحبت الأم الصحن المسطح المليء
بالماء بحذر ثم شربته بنهم ثم كررت الفتاه ما فعلته سابقا حتى رويت أمها وهنا هتفت الأم
= سلمت يداك حبيبتي هيا ارجعي كل شيء كما كان حتى لا يشعر بك أباك
= هتفت الصبية هل تريدين طعاما يا أماه لدى قطع من البسكويت
أستطيع تمريرها من تحت الباب
= حسنا حبيبتي ولكن أسرعي قبل أن يأتي أباك فأنا لم أتذوق الطعام منذ يومين
أسرعت الفتاه تجاه غرفتها وأحضرت قطع البسكويت من خزانتها
قد خبئتها خصيصا لأمها الجائعة ثم أتجهت تجاه أمها السجينة ومررت
البسكويت من تحت الباب ثم أسرعت الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها
وفتحت خزانتها و اخرجت قميصا وبدلت ملابسها المبتلة ثم قامت بإخفاء
ما كانت ترتديه تحت سريرها خوفا من بطش أبيها التى كانت تكرهه
ثم وقفت أمام خزانتها تنظر إليها وقد قررت الطفلة جمع طعام كثير حتى لا تشعر أمها بجوع قط ...... كانت تعلم جيدا لما اباها يعذب أمها ويسجنها
خرجت الفتاة متجهة الى غرفة أمها السجينة ودار نقاش بينهما
=امي ...... لم لا تستجيبين لمطالب أبي حتى لا يسجنك ويمنعك من الطعام
ردت الأم
=لا استطيع حبيبتي فعل ما يريد أن مطلبه صعب للغاية
= ليس صعبا أعلم مايريد ياأمي
قالت الأم بنبرة فزع
= ماذا ؟ هل تعلمين ما الذي يريده مني كيف هل حدثك بالأمر
=لا ....... ولكنى أعلم أنه يريد منك أن تأتيه بمال من الأغراب الرجال
الذين يحضرهم للبيت ويدخلون الى غرفتك ليلا
أهتز كيان الأم لسماع كلام الصبية وقالت في خوف ممتزج بالألم
= هل رأيت هذا ؟ ام قصه عليك ؟
= لا لقد رايته من فتحة الباب لماذا يجعل أبي الأغراب يدخلون وينامون عندك في الغرفة؟ ولما يجبرك أن تسرقي أموالهم وهم نيام أنا أعلم كل شيء هو يريدك أن تسرقي منهم المال وهم نيام أليس كذلك ؟
إنهارت السيدة إلهام عند سماعها كلام إبنتها ولم تستطيع الوقوف وقعت على الأرض وأجهشت بالبكاء لقد عرفت أبنتها أن أباها يدخل الأغراب من الرجال غرفة نومها ولكنها لا تعلم أنه لا يجبرها على السرقه وإنما يجبرها على ............
البغاء
ومرت أسابيع ومازال الحال على ما هو عليه حتى دخل سعدون على زوجته وقد كان الشرر يتطاير من عينيه
= هل ما زلت تصرين على ما في رأسك هل ما زلت ترفضين العمل ؟
ردت في تحدي بغضب
= ليس هذا عملا بل بغاء
رد بسخرية شديدة
= حسنا إنه بغاء لما لا تمارسي البغاء؟
= مللت من القذارة والسفالة
أطلق ضحكة مجلجلة دوت في أركان المنزل
=مللت ؟ هه من ماذا ؟ يبدو انك نسيتي الجوع الذي كان يقرص أمعائنا أيام الفقر وسوف أشعرك به مرة أخرى لكي تتذكريه جيدا
وخرج وأغلق الباب وهو يشتم
وبعدها خرجت الطفلة إيمان لكي تفعل مثل كل مرة
ومرت شهرين وفي يوم عاد سعدون فجأة وبعد أن تذكر انه نسي
قنينة الخمر على طاوله الطعام ليجد أبنته تهرب الطعام لأمها من تحت عتبة الباب فاشتعل غيظا وأشعل البيت حريقا من الصراخ والعويل والشتائم والسباب وأخذ إيمان ليحبسها مع أمها بعد أن إنهال عليها ضربا
مبرحاً وبعد يومين عانت منهما الطفلة وأمها من الجوع والعطش حتى
اصبح الموت يحوم حولهما
دخل سعدون وأقترب وهو محملاً بالطعام الشهي وأقترب منهما
قائلا بكل برود
=لقد أتيت لكم بالطعام الشهي اللحم .... الفاكهة .. والحلوى والماء
جرت إلهام تجاهه وخطفت الطعام والماء وأسرعت تجاه أبنتها التى لم تستطع
التحرك من شده الجوع والعطش وجلست بجانبها تطعمها ونظرت لسعدون شذرًا عندما رأته يضحك ساخراً
= أنت مجرم كيف سمح لك قلبك أن تحرم إبنتك من الطعام لمده يومين
سكت فجأه ثم أقترب منها وقال
= لكي تعرف معنى الجوع فتنفذ أوامري
نظرت إليه في ريبة وقالت
= أية أوامر
رد ببرود
=أريدها أن تساعدنا في عملنا
ثم وضع يديه على فمه بطريقة مسرحية ثم اردف
=أسف أخطأت تساعدنا في بغاءنا و أطلق ضحكة ساخره
صرخت ألهام في رعب
=ماذا؟ هل جننت ؟ هل ستعلمها البغاء؟
قال بثقة .... خطرت لي الفكره وراقت لي كثيرا فما رأيك
= قامت ألهام وصاحت في هسترية وهي تحاول صفعه وهو ممسك بيديها ويضحك
= أيها النذل الحقير السافل تفعل هذا بأبنتك ؟
أمسكها بعنف صارخا بحده
=أخرسي أنت من تفعل بها هذا لو أنك أطعتني لما فكرت بهذا أيتها ال.....
ركعت ألهام جاثيه على ركبتيها وقبلت قدميه باكية
=أرجوك أتوسل إليك لا تفعل هذا .......... حسنا سوف أفعل ما تأمر به
ولكن دع إيمان أنها الشيء الطاهر الوحيد في حياتنا
فقام وعلامات النصر بادية على محياه
ومسح على راسها بطريقة مستفزة
= حسنا صغيرتي موافق كلي الآن وأشربي وسوف أدعو مصطفى بيك كي ينعش ليلتك أريدك اليوم أن تبدو مثل عروس في ليله زفافها أتفقنا ؟
هزت رأسها في سرعه قائله .....
=حسنا أتفقنا انا موافقة
************************************************** ***
3- البحث عن التعويذة
وقف ماهر أمام جثة أبيه وهو يشعر بشعور أخافه فهاهو يدخل في عالم
خلدونه هذا العالم الغريب الممتلئ بالغرابة والألغاز فهي تعشق المال أكثر من كل شيء في هذا العالم حتى منه هو شخصيا وعلى الاستعداد لأن تضحي حتى به أيضا من أجل المال أطلق تنهيدة عميقة عندما قرر مساعدتها
في تحنيط الجثث لكي تساعده في معرفه اسرار الفنانين وأعمالهم
وما لبث برهة يفكر حتى دخلت عليه خلدونه بكل همجيه صارخة به
=هيا أسرع أيها العاق وأخرج من هنا وأغلق عليا الباب وأرجع الخزانة
مثل ما كانت لقد اتت الشرطة أنها في أول الحي بسرعة
أرتبك ماهر وأسرع يجري وخرج مسرعا تجاه الباب ثم صعد السلم وأتجه خارجا الى غرفه أمه ثم دفع الخزانة بكل قوته حتى تأكد ان الباب
قد أختفى تماما وما لبث برهة حتى سمع طرقات قوية على الباب
أقترب وحاول إخفاء توتره الشديد وفتح الباب لكي يجد مجموعة من العسكر أمامه وتقدم رئيسهم قائلا
=لدينا أمر بتفتيش شقتك يا سيد ماهر
حاول ماهر أن يبدو متفاجئاً
= لما على ماذا تبحثون ؟
=نظر إليه الضابط في غيظ
ألا تعلم حقا ما حدث يا سيد ماهر؟ .....حسنا لقد هربت والدتك خلدونه
ونحن الآن نبحث عنها وأكد لك أننا سوف نجدها قريبا
بد ا الإرتباك والتوتر على وجه ماهر وفشل في إخفائهما حتى جاء العسكر وتجمعوا في مكان واحد قال أحدهم
== لم نجد أحد في المكان كله سيدي
رمق الضابط ماهر بنظره حانقة ثاقبة وجمع عسكره ورحل أغلق ماهر الباب وهو يتنفس الصعداء ويمسح على شعرة ليهدأ
و أسرع لكي يسحب الخزانة ثم فتح الباب وعندما وجدها أمامه نظر إليها في غيظ ثم صاح
=كان باقي على خروجك ثمانية أشهر لما هذا العذاب كله
رددت صارخة في وجه
=أسكت أيها الغبي أنت لا تعلم شيئا لست أنا من أظل حبيسة السجون
لقد عرفتهم من أكون أنا ومن تكون انت إنهم الآن يطاردونني ولكن غدا
سوف يحرسونني وسوف ترى ...... هل فكرت جيدا فيما قلته لك ؟
= نعم وقد وافقت ولكن أريد أن أعرف أولا كيف سوف تعرفين أسرار لوحات الرسامين العالميين
ردت خلدونة بفخر .....= بالتعويذة
صاح ماهر بصوت مليء بخيبة الأمل
ماذا ؟ تعويذه ؟ هل ستستخدمين أسحارك وخرافاتك في السخرية والضحك منى ؟
قامت خلدون مسرعة وأمسكته من ياقته وسحبته بعنف وقالت في غيظ مكبوت وهي تضغط على أسنانها
= هذه ليست خرافات أيها العاق الأحمق أنها السبب في وجودي هنا أمامك
رد في سرعة بعد أن نزع يديها بقوة
= وهي السبب في سجنك عام كامل والسبب فيما نعانيه الآن من خوف ومطاردة الشرطة ونفور الناس وإنعزالنا عن العالم وخوفهم منا
حركت خلدونة يديها بلا مبالاة قائلة وهي تشعل سيجارة
= كل ذلك سيتغير على يدي خلدونه
رد ماهر بصبر نافذ = وما الذي ستفعلينه لي إذن
= سأقص عليك قصة هذه التعويذة وسوف تعلم بعدها
أنني لا أخرف أيها العاق .....سوف تعلم قيمتي التي تسخر منها
ولكن عندما نجدها
= رد في غيظ وحنق
أهي ضائعة ؟ وسوف نبحث عنها أيضا ؟ حسنا أين سنبحث عنها تحت الأرض حيث تسكن وتعيش شياطينك ؟
رددت غير مبالية بسخريته اللذعة
= لا بل سنبحث عنها في إحدى تلك اللوحات المعلقة على الجدران
أن رموزها مرسومه بدقة متناهية ولن يعرف فك شفراتها غير شخص يعلم كيف يفسر سر اللوحات
= أفهم من ذلك أن من وضع التعويذة رسام رسمها داخل لوحة ؟
نعم أنه ساحر ورسام قديم عبقريوعظيم وذو شأن كان يمارس السحر ويتعامل مع الجن في صنع التعاويذ ثم يخبئها في لوحاته التي كان يرسمها خوفا عليها من السرقه
رد ماهر بلا مبالاة
حسنا ولما الخوف من السرقه لقد صنعها ومن الممكن أن يصنع غيرها
ردت خلدونه
=ليس الأمر بهذه السهولة أيها العاق إذا سرقت تعاويذه من ساحر بواسطة
ساحر آخر لن يستطيع إستخدامها إلا أذا .........
= إلا إذا ماذا ؟
=إلا إذا أستطاع أن يحرقه بهذه التعويذه أولا
لذلك حرص هذا الساحر رسم تعويذته رسما حتى لا يسرقها ساحر ويفك شفراتها ويحرقه بها وهي الآن في إحدى هذه اللوحات حتى لا يستطيع أن يصل إليها أحد
وماذا تريدين انت الآن ؟
قالت بصبر نافذ
= ألم تفهم أيها الغبي ؟ أريد هذه التعويذه لأنها سوف تجعلني أكبر ساحرة
في العالم سوف أملك عالم الجن وأسخره تحت خدمتي للأبد ولكن أولا يجب حرق صاحبها بفك شفراتها لكي أستطيع إستخدامها
= حسنا وكيف حصلتي على لوحاته ؟
ضحكت خلدونة ضحكة ماكرة وقالت هامسة في أذن إبنها
لقد ....................... سرقتها
صاح ماهر فزعا
=سرقتها ؟ لما فعلت هذا
=حسنا.......لكي أستخدمها وأظل أتربع على عرش السحر وجانب أنني سأكون من أثرياء العالم عند تحنيط جثث الموتي لتبقى كما هي مدى الحياة سأكون حديث العالم وستكون أنت أشهر رسام ثري في العالم وأبن أكبر ساحرة في العالم ...............
قال ماهر غاضبا
= ألا تخافي أن يعلم الساحر بأنك أنت من سرقتها ؟
=لذلك أنا هنا أريد فك شفراتها قبل أن يعود من سفره أنه الآن في أثيوبيا
ولا يعلم بإختفائها حتى الآن
= وكيف سنعرف في أية لوحة هي .......هل تحسبينني ساحرا ؟
= لا ولكنك تستطيع أن تعرف معنى كل رسمة هنا بما أنك رسام سوف تفسر كل لوحة حتى نصل إلى غايتي إن للتعاويذ طلاسم معينه سوف تظهر لى أثناء شرحك
هز ماهر رأسه في أسف ثم أخذ يضحك بشده وهو يضرب كفا بكف حتى أثار غضب خلدونه
وصرخت في وجهه بأعلى صوتها
لما تضحك أيها العاق الآحمق هل جننت ......... كف عن الضحك وإلا قتلتك
ولكنه ظل يضحك بهيسترية حتى خشيت خلدونه من أن يكون قد جن
وسألته وهي تحاول أن تتماسك ثم جرت وأحضرت كوبا من الماء وسكبته على رأسه حتى يفيق من نوبه الضحك هذه ...وعندما هدأ قليلا أسرعت بسؤاله بقلق
= مابك ؟ لما تضحك هكذا ؟
فصعقها بإجابته التى لم تكون تتوقعها أبدا ولم تخطر ببالها
= لأنني لا أفهم أبدا في تفسير أسرار أية لوحه في العالم أنا مجرد رسام هاوي وبالتالي لن أستطيع تفسير أية لوحه من لوحات هذا الساحر
تهاوت خلدونه على أقرب مقعدا وآثار الصدمة قد رسمت على محياها وظلت تنظر إلى ماهر في ذهول