ألم “الأبهر” طريقة العلاج الطبيعي الهندية

وضح أخصائي العلاج الطبيعي بمستشفي الحرس الوطني بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض ،مشاري الجهني أن مسببات ألم الظهر العلوي تتعدد إكلينيكياً إلا أن الأبهر ليس منها فـ الأبهر هو مصطلح شعبي يطلقه السعوديين علي الم في الظهر في قسمه العلوي و يكون بين الحد الأوسط للوح الكتف و العمود الفقري , إلا انه لا يوجد في الطب متلازم أو مرض أو مسبب للألم بهذا الاسم (عدا الشريان الابهر او الاورطي) و ليس له علاقه بالامر. و من واقع التعامل مع المرضى الذين يشكون من الم الأبهر علي حد وصفهم في المجتمع السعودي فهم يشكون من الأعراض ذاتها و هي الم شديد و معيق في الظهر العلوي يبدأ عاده خلال الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة و قد يصاحبها ضيق و صعوبة التنفس . و يتبع المصابون بالأبهر طرق العلاج الشعبية نفسها في كل مره إلا أن الأعراض ما تلبث أن تعود بعد فتره وجيزة من الارتياح, و تتنوع طرق العلاج الشبعى (مثل طق الأبهر) يشعر بعدها الشخص براحه وقتيه إلا انه لا ينصح به طبياً فقد يؤدي إلي تلف الأنسجة المحيط أو تصلبها عند تكرار الممارسة، و الصوت الناتج عن طق الأبهر ما هو إلا صوت حركه لوح الكتف فوق الأضلع , قسم أخر من المصابين يلجاؤون للكي و الذي لا يفيد في مثل هذه الحالة و قد يزيد من حده الحالة, بعض المعالجين الشعبيين يقومون بوخز المنطقة بإبر غير معقمه و قد تكون ملوثه تعرض المصاب لخطر العدوى , و لقرب المنطقة من أعضاء حساسة فالعدوى في تلك المنطقة قد تؤدي لمضاعفات خطيرة, يؤثر الم الابهر بشكل عام علي حياه المصاب بشكل عام فحده الأعراض و شده الألم تجعله يتخيل انه يعاني من مشكله كبيره لا يسهل ايجاد حل لها و يحاول دوما ان يتجنب الالم فتراه يعزف عن المشاركة في كثير من الانشطه فينتهي الأمر به إلي الإحباط و اليأس من هذا الألم المزمن و المزعج, و لحسن الحظ فإن الم الابهر لم يعد مشكله كبيره. فهل هناك علاج نهائي لـ (ألم الأبهر) ؟ لإجابة هذا السؤال المحير يجب أن نحدد أولا ما هو الأبهر؟ إن ما يوصف بالأبهر في المجتمع السعودي ما هو إلا وصف لـ متلازمة الألم العضلي الليفي و الذي يمكن أن يصيب أي عضله في الجسم , و الألم الناتج عن هذه المتلازمة إما أن يظهر في مكان الإصابة أو في مكان بعيد عنها و هذا ما يسمي بالألم المنقول. تقوم فكره علاج الابهر في الهند علي تحليل توازن القوى العضلية حول لوح الكتف و استخدام اليوغا العلاجيه و التمارين لعلاجها , و خلال فتره ابتعاثي في الهند لاحظت شيوع هذه المشكلة في المجتمع الهندي أيضا مما دفعني الي البحث و السؤال اكثر في هذا الموضوع. و العضلة المصابة في هذه الحالة (الأبهر) هي العضلة المعينة (الصغرى أو الكبرى) و كلتاهما تقوم بنفس الوظيفة حيث تقومان بسحب و تدوير عظمه لوح الكتف للداخل , و تنشاء العضلة المعينة الصغرى من الفقرة العنقية السابعة و الصدرية الأولي و تتصل بالحد الأوسط ل لوح الكتف, في حين تنشاء العضلة المعينة الكبرى من الفقرات الصدرية الأربع العليا و تتصل أيضا بالحد الأوسط من لوح الكتف و لهذا فهما يقومان بنفس العمل. في حاله (الأبهر) تتشنج العضلة المعينة الصغرى أو الكبرى أو كلتاهما أو تتشنج أجزاء معينه من العضلات مكونه أجزاء ليفيه عضلية متكورة في النسيج العضلي تسمي بنقاط الزناد تؤثر علي كامل النسيج العضلي. و يحدث هذا الخلل بسبب روتين الحياة اليومي الذي يقوم به الشخص مثل طريقه الجلوس علي المكتب أو الإمساك بمقود السيارة بطريقه معينه أو الإمساك بأوراق اللعب لفترات طويلة بدون راحة حيث تكون الذراع ممدودة للأمام و لوح الكتف مسحوب للخارج مما يضع حمل كبير علي العضلة و هذا ما يفسر شيوع الألم في مجتمعنا في الجزء الأيسر من الظهر العلوي مقارنه بالأيمن حيث يميل اغلب الأشخاص في مجتمعنا إلي الإمساك بالمقود باليد اليسرى و كذالك أوراق اللعب و لا نسني دله القهوة, إلا أن هذا لا يمنع إصابة الجانب الأيمن كذلك. و مما تعلمته من أستاذي الدكتور سوهراب خان إن إصابة العضلة المعينة الصغرى أو الكبرى لا تأتي منفردة و لذلك يجب أن لا يكون علاجها منفردا فيجب النظر في العوامل الأخرى, فإصابة العضلات المعينة هي نتاج اختلال التوازن العضلي حول لوح الكتف حيث تتشنج مجموعات معينه و تضعف أخرى و يزيد الألم باختلال التوازن الحركي أو التموضع الثابت ل لوح الكتف و غالبا ما يصاحب هذه الحالة تشنج في العضلة المدورة الصغيرة و العضلة الرافعة للكتف, إلا أن الإحساس بألم الأبهر يطغي علي الإحساس بهما كذلك قد يكون هناك ضعف شديد في الألياف السفلية للعضلة الظهرية العريضة و هذه الألياف في المسؤوله عن موازنة لوح الكتف في مكانه الصحيح , و في الجهه المقابله حيث الصدر تقصر او تتشنج العضله الصدريه الصغري و اخذها في عين الاعتبار اثناء وضع خطه العلاج يساهم في زوال الالم نهائياً. الان أصبح علاج الأبهر ممكن عن طريق العلاج الطبيعي, حيث يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بإطلاق نقاط الزناد (وهي أجزاء متشنجة و متكورة من الألياف العضيله داخل العضلة ) بطرق علاجيه حديثه و مثبته عن طريق تحديد أماكنها بدقه و الضغط عليها برفق لمده معينه ثم يقوم باستهداف هذه العضلات بتمارين محدده سواء تمارين استطالة أو تمارين تقويه تستهدف النسيج العضلي المصاب و يجب اعتبار اتجاه و زوايا الألياف العضلية خلال وصف و ممارسه التمارين و خلال إطلاق نقاد الزناد يزول الألم خلال فتره بسيطة لا تتجاوز الأسبوع إلي غير رجعه, و لكن يجب علي المريض الاستمرار علي التمارين حتى عند زوال الألم لفترة يحددها أخصائي العلاج الطبيعي و تعديل عاداته في الجلوس و الإمساك بالأشياء.