" لوحات "

"لوحات"
غربتي تزداد ويكاد يلفني غموض الاِبحار
ففي أمواج الهروب تغوص الأسرار
أعلن اِستسلامي واِستغاثة أفكار
ياليتني ركبت سفن الإبتعاد وطلقت الإنتظار
فربوعي تاهت تحت وطأة ضحايا ثوار
مثلي لايداع له سر ويخفي شعائب الإغورار
شواطئي خالية تلوح فيها أسراب من سراب الإفتخار
لكم تاهت حيرت أفكاري وشغلت أمواج باطني في الإبحار
فلعلي أبحر من عالم المنعزل لبر شواطئك الإفتقار
فإنني أحن إلى رمال موانئك الهادئة القرار
شغلتني كلماتي واِنتدبت أساطير اِنشغالي بالأبرار
ويا ليث بكائي يمحوا ما ترسبت في أعماقي ويبرد سكناتي من اَهات قلب مندثر
نفسي اِحتلت في زمن تساقطت فيه أسمى العبر
واِنتهت الإكتشافات الغرامية فما عدت دلك الإنسان الوالع العشقان
أنا صريع مسافات أجتر هزائمي في لعبت الإنتماء
أبحث عن سراب اِثبات الذات والهوية والاِرتقاء
فإنني سندباد عصري أبحث في متاهات النوازع
عن حصيلة ثمينة أغتني بها في دروب الطبائع الخفية والولادات العقيمة
لصدى لوعة سامفونية تمنحها الاِثارة
سجنتني التعابير المتجولة في رقعة الضباب
تبحث عن أضواء نوافذ المبتغيات حائرة بين حاضر منتهي وماضي الشجن
أستغيت من حنضلة كي يعلمني إستدارة الظهر والوقوف صامتا بعيدا هناك منعزل
حورات تلتمس اِستمرار والاِنتماء
فحظورك ينسيني لهيب أشواق ويخمد نار وحدتي
ساحاتي تطالب ملئها بتعمارك وضجيج أنفاسك في حضرة الغياب
غرائب دواخلي تحرك المسكوت عنه وتلتمس دبدبات خوالجية
شذى صوت ينابض من أجل البقاء
يصارع الخواء ويولد باِستمرار كلحن الخلود
شموعي تنير الطريق وتمنح الأمان
تعطي أفاق جديدة ومنارتي هي بر الوجود
أناسي كلمات أبدية ودروبي ألحان شجية ومدني أفاق قلبية
قلبي من يخاطبك وكلماتي مداده ومنعزل إلا منك فحضورك يغنيني
رقصات معانية تجذب سواح المشاعروتحتفظ ماَثر شوقية
نجوم دواخلي تشع في حضرت تواجدك وتملأ نفسي سامفونيات وجدانية
نبعات قلب تضللك في جنان وواحات نرجسية وتسلسلات عمقية
فيا ليتني تفك حصون ضالتي وتعم أشواقي وتعج الفوضى برياح نسيمية
اَه ثم اَه يا لوحاتي ألاهبي بنسائمك لقيود تكبلني
لصمت قاتل لعله ينقدني من حالات عدم
أنا اليتيم في بلاد الضياع ألتمس الحضانة والرعاية الشمولية
كل حقائبي بعثرت وصرت مجهول الهوية
أنا الغريب في وطن يمحوا كل الإعتبارات ويقيم الحد
صرختي صرخة لاجئ يلتمس بديار تغلق مداخلها
تناديني أياد بعيدة وأشد الرحال لأكتشف مجرد خيط دخان
أعلن عن حالات ضياع الهوية وأسير في صحاري واسعة لاأدري أين المسير
يعزف على أوتاري واحات خالدة أتنفسها من جذوري
حاضري ومستقبلي يتوهان في أعماقي ويتشكلان في أفاقي
دقات قلب محطات وقوده وزاده تفتح فتلتمس السكن
تحاورني نفسي وتعلق أمالا لا تنتهي
تجوب بي مدائن الإفتقار وترميني بين الأحضان
أنا السيف الهوى ورماحي تصيب الهدف
أنزع أشواك الولع
تتجند معسكرات نفسي لتحارب كل ما ينغص صفوها
أقف صامتا وعيناي تتكلمان بحرارة
وياليت تفك قيود صمت المرير
أكاد أتهاوى من تقل كلمات وعياء التكرار
فيا أيتها السماء اِنفرجي واِلهميني الغيث والسلوان
تمت محمد ختان

شغف معجب بهذا