قصة أيـام تحت الاقـدام

كانت تشعر بين كلماته لها في ساعات اللقا والوداد, انه لم يبلغ من حبه لها ما يرضي كبريائها الانثوي , ومع هذا قبلت بالنزر اليسير من نسائم غزله التي تداعب عواطفها , كما يمسح الربيع _رفقا_ اوراق الورد . ولم تنكر عليه برودة عشقه تصريحا او تلميحا , لانها هي من تمنت منه لفتة اهتمام بها , بعد ان رأته للمرة الاولى في جامعتها,, ,جاء لزيارة استاذ كان زميل دراسته الجامعيه , لم يستطع هو مواصلة دراسته الاكاديميه , لضيق ذات اليد ,ولربما انه كان ذا شخصية قلقة ,,,لكنه كان وسيما جسيما ,كانه من رجال الطيران اناقة وحضور. وانتهى به الامر موظفا من الدرجة الخامسه , ولكنه محط انظار النساء الحالمات بفارس الاحلام .
بهذه الوسامة والاناقة والحضور, والقدرة على الكلام المعسول.




مما حدا بزميلته في العمل ان تخطب وده برقيق القول , ولكنها لم تبح له بما تجدمن حبها له , وربما شعر بذلك منها وتأكد له ميلها نحوه , ولم يستطع فتح نافذة اخرى مع امرأة اخرى ,لان فتاته الجامعيه قطعت معه مشوارا من اللقاءآت يتبادلان فيها غزل شفيف كضباب حالم ناعس في احضان الفجر.


كانت توثق هذه اللقاءآت بدفتر ايامهما بخواطر ندية تضمنها من حوارهما الكثير وترسم صور اللقاء بذهنية الكاتب ا لمتمرس في الوصف.
كان يحثها على اكمال دراستها العليا , ونزولا عند رغبته , مهدت لاهلها طريق رغبتها بذلك . فوافقوا على سفرها لاكمال دراستها .
اتصلت به وهو في العمل,, تخبره موعد سفرها , وساعة طيرانها .
اجاب
_نعم نعم ,, سأكون في المطار مساء الغد
سمعت زميلته جوابه . وحسبت انه هو من يسافر .
فأسرعت في مساء اليوم التالي الى المطار لتلقيه وتخبره حقيقة مشاعرها نحوه .




وفي المطار , انحازت حبيبته من اهلها بعيدا لتودعه , ويحدوها الامل في تحقيق رغبته ,
همست بصوت يشوبه الحذر:


_ ارجو ان تعرف حقيقة واحده , انه مهما تباعدنا فأن قلبي يعانق قلبك
تذكر ايامنا ونسمات لحظات جمعتنا ,,
تذكر بحـّة حزني
والتياعي وسهدي ,واضطرابي وقلقي , كلها لك وحدك ,


سأعطيك هذا الدفتر , ففيه كل ايامنا التي اقتنصناها من فم الزمان.
لعله يؤنس وحشتك , ويوقد ذاكرتك ويشحذ شوقك .


تذكرني مع كل سطر كتبتُه ,,,بل مع كل كلمه .
اغمض عينيك وتخيل شكلي ومكاني ,في البعد
تخيل
شكل ثوبي
تسريحة شعري

تذكرني بيوميات هي بين يديك لعلها تتسلل كماء رقراق الى جداول قلبك
فتطفيء ظمأ شوقك الي لتبدد لوعة افتقادك اياي.

اخذ منها دفتر الايام , وانحاز بعيدا يرمقها وترمقه برسائل العيون
وتلمست هي طريقها الى الطائرة بتلويحة وداع مرة كالعلقم لم تبددها
كل انواع (الشكولا) .
رجع مع المودعين ,, وقبل ان يصل باب الخروج , تفاجأ بزميلته في العمل لاهثة انفاسها ,شاحب وجهها منثور شعرها ,
فبادرها على الفور
_ما الذي جاء بكِ الى المطار ؟
فردت بنفس مضطرب
_كيف تسافر , ولم تقل كلمة وداع , او تخبرني على الاقل ؟
اجاب
_ انا جئت مودعا
فردت بفرح بدا على محياها الشاحب
_فلنخرج من المطار بسرعه , اريد ان اقول لك شيئا.
خرجا من المطار الى هامش المدينة , حيث الشوارع لم تكن مكتظه
سارا معا ,, فبادرها قائلا
_ قبل ان تتكلمي ,,,,, بدا وجهك الان _ساطعا_ كالشمس بعد ان كان شاحبا مصفرا ,

وعلى حين غره تعثرت , امسك يدها
نظرت تحتها ,,, لقد انخلع كعبها العالي ,, اضطربت
وقالت له
_لو سمحت ,, اعطني هذا الدفتر
اخذت الدفتر ووضعته تحت قدمها كي تعالج كعبها المخلوع.

**********
منقول