وفي البداية تحدث الشيخ خالد إبراهيم الصقعبي المشرف العام على مشروع التوفيق الخيري لراغبي الزواج والمشرف العام على دار خديجة بنت خويلد النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في بريدة قائلا ان القصص الواقعية الناشئة عن الوقوع في داء الإعجاب هي أكثر من أن تحصى ولقد وقفت على شيء كثير منها وقبل أن أذكر شيئاً من ذلك أود أن أبين أن طرح قضية الإعجاب على أنها قضية تربوية فهم خاطئ بل الواجب مع ذلك أن تطرح القضية على أنها قضية عقدية لأن بعض الفتيات وقعت في شيء من ذلك نتيجة وقوعها في داء الإعجاب ابتداء من الكلمات التي تكتبها الفتاة لمن أعجبت بها أما القصص فكثيرة،وأضاف إن من تلك القصص ماذكرته معلمة له أن طالبة أعجبت بمعلمة حتى وصل الإعجاب إلى درجة الجنون وكان من نتيجة ذلك أن هذه المعلمة تغيبت لأيام فلما حضرت ورأتها الطالبة سجدت لها من دون الله عز وجل عياذاً بالله من ذلك.
وأخرى كانت إذا سئلت عن القبلة أشارت إلى بيت من أعجبت بها ولو كانت إلى غير جهة القبلة وذكرت لي إحدى المرشدات في إحدى المدارس أن طالبة أعجبت بها فنصحتها كثيراً ووبختها وكتبت عليها تعهدات، وفي أحد الأيام أحضرتها لمنا صحتها -والحديث للمرشدة -فما كان منها إلا أن حاولت الالتصاق بي وتقول المرشدة حصل بيني وبينها مطاردة في غرفة الإرشاد هي تحاول ذلك وأنا أحاول منعها في صورة مثيرة للاشمئزاز .ويضيف الشيخ الصقعبي أن من إضرار الإعجاب تعرض المعجبة للإهانة وأي إهانة أعظم من ذلك وفي هذا المشهد بالذات اسأل الله أن يحمي فتياتنا من الوقوع في ذلك .
الظاهرة منتشرة بشكل كبير
وتؤكد إحدى الطالبات أن هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في المدارس وذلك راجع للفراغ العاطفي لدى الفتات فهي تحس أن هناك نقص لديها في هذا الجانب لذا تلجأ إلى البحث عن الحنان والحب وذلك لاعتقادها بان المعلمة أو الفتاة بإمكانها تعويضها عن بعض الأشياء التي تبحث عنها من الحنان والحب ،وتذكر طالبة في هذا الصدد أن زميلة لها متعلقة بطالبة إلى درجة أن رسمت وشماً على يدها تعبيرا عن حبها لها.
وترى أخرى أن هذا الإعجاب والتعلق شيء عادي وهو منتشر بين الفتيات وليس فيه أي خطأ-على حد قولها- فالإعجاب يكمن في شخصية الفتاة أو في تصرفاتها أو في شكلها، وتضيف قائلة إن إعجاب الفتاة بالمعلمة نابع عن احترامها ومحبتها وهذا يدفع الطالبة إلى حب المادة والمعلمة بالإضافة إلى البحث عن الحنان والحب بسبب الفراغ العاطفي لدينا!!.
وتقول إحدى الطالبات إن سبب انتشار هذه الظاهرة هو عدم الثقة بالنفس والبحث عن الحنان والحب والشعور بالنقص ونقص في الوازع الديني وعدم المسؤولية وضعف اهتمام أولياء الأمور بالفتاة، وتضيف قائلة:
اعتقد أن تعلق الفتاة بالفتاة أو بالمعلمةسببه البحث عن الحنان حيث يبدأ ذلك بتبادلهن الرسائل والرد ويعشن في جو من «الرومانسية» وذلك لإحساسها بنقص في الحنان والحب من قبل أهلها في المنزل.
وتقول طالبة أخرى ان لا أحد في البيت يحبني أو يفهمني أو يشعرني بالتقدير والاحترام..ولذلك أبحث عمن يبادلني الحب فلا أجده الجميع مشغول عني والكل يعاملني بقسوة ويحادثني بحدة.. أمي تعاملني كطفلة، وأبي يعاملني بقسوة.. وأخي يهزأ بي.. لقد سئمت هذه الحياة.. إنهم لا يحبونني ولا أحس بالعطف فابحث عنه من خلال تقربي إلى فتاة أخرى لعلي أجد ما افتقدته عند أهلي!!.
وتروي إحدى الطالبات قصة لإحدى الفتيات التي انغمست في قصة حب وإعجاب بفتاة أثناء مرحلة الدراسة الثانوية حتى وصلت إلى حالة من عدم القدرة عن مفارقتها، وحينما انهيتا مرحلة الثانوية العامة أصابتها حالة نفسية سيئة بسبب فراقها.وتضيف قائلة: إن عدم متابعة الأم للفتاة وإعطائها الحنان والعطف خاصة في فترة المراهقة والتي نعيشها الآن.
وتقول فتاة أخرى: إن هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير وقد يكون الإعجاب بين الفتيات منتشر أكثر من أن تعجب فتاة بمعلمة وأظن أن من أسبابها ان الفتاة قد لا يكون بين أسرتها من تشكو إليه أو تتحدث معه، فتقابل فتاة ما تستمع لمشاكلها وهمومها فتجد فيها الشخص الذي فقدته في أسرتها، وتضيف: انا شخصيا اكره من تفعل ذلك واحتقر أي فتاة تقوم بإرسال رسائل إعجاب حتى ولو كان سبب ذلك نفسياً أو عقدة نقص لان الإنسان له عقل يفكر به والفتاة كذلك يجب أن تفكر بعقلها وليس كلما رأت فتاة تستمع لها أو فتاة جميلة تعجب بها فورا وانا اعتبر أن أي فتاة تفعل ذلك مريضة نفسياً.
وتؤكد أخرى أن هناك حالات قد يكون دافعها البحث عن الحنان أو إشباع بعض الغرائز ولكن ليس كل الحالات فقد تهدي الفتاة احدى المعلمات وردة مثلا ولكن ليس بقصد الإعجاب المرضي فقد يكون مجرد تفضيل لتلك المعلمة على أخرى.
وتؤكد إحدى الفتيات أن انتشارهذه الظاهرة كبير جدا وخاصة بين الفتيات والشباب والمعلمات (طالبات التدريب) وسبب انتشارها هو البعد عن الله والانسياق وراء الشيطان، وهذه الظاهرة سيئة ويجب أن لا تنتشر بين أفراد المجتمع الإسلامي، لأنها ليست من طباع المسلمين ويؤلمني جدا ما أراه في الفتيات من ظاهرة الإعجاب والحب..
وتقول إحدى الفتيات: إن هذه الظاهرة منتشرة بين البنات وخصوصا في المدارس بسبب مرحلة المراهقة التي يمررن بها في حين تتجه بعض البنات للإعجاب ،وبالنسبة للفراغ العاطفي فأنا أحس بفراغ عاطفي كبير جدا في البيت والمدرسة وبين عائلتي أحس بأن وجودي مثل عدمه، لا يؤثر عليهم غيابي مطلقا وكذلك بين صديقاتي فبالر غم من كثرة صديقاتي إلا انني اشعر بأن الجميع لا يهتم بي يحس بوجودي ويتمنون غيابي في اقرب وقت ممكن!
من جانبها تقول إحدى الفتيات: أؤيد الإعجاب ولكن بلا حركات شذوذ وبدون قله أدب..أعجب بصديقتي وبنفس الوقت أحبها ولكن ليس لدرجة الولع.-على حد قولها-!!.
انتشار الظاهرة
ويعتقد الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف أستاذ علم الاجتماع بجامعة الامام محمد بن سعود ومستشار اجتماعي في شؤون الأسرة والعائلة أن الإعجاب بين الفتيات نابع عن شعور الفتاة بفقدان العاطفة والحب داخل المنزل، فكثيراَ ما تأتي لمراكز الإرشاد والتوجيه الأسري في أنحاء المملكة المختلفة اتصالات متعددة من قبل فتيات في عمر الزهور يشتكين من فقدان العاطفة داخل المنزل مما يدفعهن إلى البحث عنها خارج محيط الأسرة.
ويقول إنه من خلال عمله في الإرشاد الاجتماعي لأكثر من أربع سنوات اكد أن المشكلة التي تتكرر دائماَ والشكوى التي تتبناها الفتيات في عمر 16 - 22 سنة هي غياب العاطفة داخل المنزل وغياب أساليب الاتصال الفاعل بين الفتاة ووالديها وخصوصاَ الأب.
فلماذا تفقد الفتاة الاتصال العاطفي مع والديها ؟ ولماذا تشعر أنها غير ذات أهمية ومهملة في المنزل؟ تساؤلات يطرحنها الكثير من الفتيات ولا يجدن لها إجابة. وهي في ظني ما يفرز مشاكل الإعجاب بين الفتيات في المدارس.
ويؤكد الدكتور أسعد صبر استشاري الطب النفسي رئيس أقسام الإدمان بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض ان موضوع الإعجاب والتعلق العاطفي بين الفتيات اصبح من المواضيع التي يكثر الكلام عنها في الآونة الأخيرة ولا شك ان هذا ناتج عن انتشار هذا التغير في العلاقه الطبيعية بين الفتيات الى حدا أصبح الأمر ملاحظاً من قبل الكثيرين بل ولا يتردد البعض في الكلام عن وجود علاقه بينه وبين آخرمن جنسة بشكل مكشوف وعلني وبشكل اصبح يشكل خطر ان تصل العلاقات غير الطبيعية الى مستوى ان تكون ظاهرة.
الأسباب
ويذكر الشيخ الصقعبي أن الأسباب التي تدفع الفتيات للإعجاب فيما بينهن كثيرة منها افتقار كثير من الفتيات إلى التوجيه والتربية السليمة وخاصة فيما يتعلق بكيفية صرف العاطفة في إطارها المشروع حيث إن قضية العاطفة لدى الفتاة ليست عيباً ولكن الخلل والعيب حصل في قضية تصريفها في أمور غير محمودة وقال:أناشد الآباء والأمهات لاحتواء عاطفة بناتهم وذلك من خلال السؤال عنهن وتفقد أحوالهن ومشاكلهن لأن الفتاة في الغالب تقع في الإعجاب لشعورها بحاجتها إلى من يهتم بها ويسأل عنها ومن ثم يتطور الأمر إلى أمور سيئة وأضاف ان القضايا الجنسية المرتبطة بقضية الإعجاب ليست هدفاً من البداية وإنها في الغالب نتيجة والدليل أنه ثبت لديّ أن بعض الفتيات في سن المرحلة الابتدائية وقعن في هذا الداء وأشار إلى أن النبي النبي صلى الله عليه وسلم اهتم بهذا الجانب فقد كان يقبل ابنته فاطمة وأبو بكر رضي الله عنه كان يفعل ذلك مع ابنته أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وكان ابن عمر يقبل ابنه سالماً ويقول شيخ يقبل شيخاً، وتطرق الشيخ الصقعبي إلى الاهتمام الزائد من قبل بعض المعلمات بمظاهرهن مما قد يؤدي إلى وقوع الفتاة في الإعجاب بمعلمتها خاصة وأن أغلب قضايا الإعجاب تقع في المحيط التربوي فحينما تعيش الفتاة جواً مشحونا بالمشاكل في المنزل تأتي إلى المدرسة ولديها الاستعداد الكامل للانجراف وراء قضية الإعجاب للتنفيس عن مشاكلها، إضافة إلى الغفلة عن الدار الآخرة وعدم تقوى الله سبحانه وتعالى، وتحدث عن الفراغ وأثره في المشكلة وخاصة إذا صاحبه قلة خبرة في كيفية الاستفادة منه مشيراً إلى الفراغ انه نعمة إذا استغل بطاعة الله وقال إن من أهم الأسباب أيضاً الإفراط في النظر والتأمل في الوجوه وعدم غض البصر مع وجود الفتنة، وكذلك الجمع بين طالبات مرحلة المراهقة المبكرة وبين طالبات مرحلة المراهقة المتأخرة كالجمع بين طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية فالصغيرة في الغالب مولعة بالتعلق بمن هي أكبر منها.
ومن الأسباب أيضاً يرى الشيخ الصقعبي أن الإعلام الساقط سبب رئيسي حيث يثير الغرائز وبالتالي لا تجد بعض الفتيات ما تفرغ به عاطفتها إلا بنات جنسها لكونها تتهيب من الارتباط بشاب لأي سبب من الأسباب.
ويعزو الدكتور أسعد سبب هذه الظاهرة الى عدة أمور أبرزها:
الإنفتاح الثقافي الذى حصل في المجتمع في الآونه الأخيرة وبشكل متسارع وغير منضبط بحيث أصبح افرادالمجتمع من جميع الفئات العمرية يتعرفون على ثقافات مجتمعات أخرى بجرعات كبيرة ومتزايدة يصعب على الفرد معها تمييز الغث من السمين والنافع من الضار فالأب مشغول بالانفتاح على أخبار العالم وثقافاته والأم مشغولة بالانفتاح على دور الأزياء وصيحات الموضة وليس لديهما وقت لتفنيد ما يشاهده أطفالهم وتوعيتهم ومعرفة أثر ما يشاهدونه ويسمعونه من أفكار دخيلة على نفسياتهم ونمط تفكيرهم .
وكذلك نقص العاطفة لدى الفتاة في مرحلة الطفولة والمراهقة فعند انشغال الوالدين (وخصوصاً الاب في حالة الفتاة) عن إعطاء الطفلة ما تحتاجه من حب وحنان وعطف وتفهم لحالتها النفسية ومايطرأ عليها من تغيرات عاطفية وماتتعرض له من أفكار في المدرسة ومن صديقاتها ومن وسائل الإعلام المختلفة ، فإنه ينشأ لديها جوع عاطفي ورغبة جامحة في أن تغذي هذه العاطفة بأيه وسيلة كانت حتى وإن كانت وسيلة غير مشروعة أو غير مقبوله عرفاً .
إضافة إلى تعرض بعض الفتيات لتحرش جنسي أو عاطفي في الطفولة مما ينتج عنه اضطراب في نمو العاطفة الجنسية لدى الفتاة في سن المراهقة فتسعى إلى اشباع هذه العاطفة من خلال علاقات مثلية (من نفس الجنس) قد تتطور في بعض الحالات إلى شذوذ جنسي . واخيراً لا شك أن ضعف الوازع الأخلاقي والديني والوعي المعرفي والعاطفي وعدم وضوح المشكلة وأبعادها وحجمها ومضاعفات في المجتمع (خصوصاً كونها دخيلة على ثقافتنا) تلعب دوراً أساسيا في تطورها وتفشيها داخل المجتمعات المغلقة .
جفاف العلاقة
وتقول الدكتورة رقية بنت محمد المحارب الداعية المعروفة سمعنا كثيراً ورأينا بعضاً من مظاهر الإعجاب والتعلق بين طالبة ومعلمتها أو بين طالبة وزميلتها التي لا تقف عند الحدود الطبيعية. وكان من نتيجة هذا أن تم التنبيه المتكرر على تقوى الله عز وجل والتذكير بالرابطة القوية عبر المطوية والشريط والمحاضرة والندوة والمقالة وغيرها. لكن الذي حصل كرد فعل أحياناً هو الجفاف في العلاقة، وتحولت مظاهر الإعجاب التي أقلقت يوماً ما كثيراً من المربيات إلى مظاهر من القطيعة لا مبرر لها،وأضافت نحن لا نريد أن نعالج الخطأ والانحراف بمثله ولا يصح أن نقابل التطرف بتطرف مضاد فالتوازن مطلوب ومعرفة أصول العلاقة الصافية مقدمة لسلامة مسيرة الأخوة الصادقة.
وقالت لا يمكن أن تؤثر المعلمة في الطالبة وتعمق من توجهها الطيب وتغير من سلوكياتها المنحرفة إن وجدت إلا بقدر من الإعجاب الشرعي والحب والتعلق. وما أجمل أن تكون شخصية المعلمة جذابة بحسن كلامها وخلقها وملبسها وتعاملها مع طالباتها، وتحصيل هذه الجاذبية مطلوب لتحقيق هدف إيصال الرسالة التربوية.
والسؤال هو: إذا كانت بعض المربيات يتجنبن أن يكن جذابات فكيف يمكن أن يؤثرن على من حولهن. إننا نرى من تظهر علامات الصفاء والنقاء على وجوههن نتيجة قلوب مخبتة وصدق وإخلاص وقيام ليل وصيام ونشعر بارتياح لهن ومحبة للاستماع إليهن والجلوس إليهن فهل يعد هذا إعجاباً ينبغي محاربته أم أن اللائق أن نقابل من حولنا بنوع من الغلظة حتى لا يحصل الإعجاب المذموم؟
وأضافت انه من يتأمل في السنة النبوية يدرك كيف أسرت شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ومع ذلك لم يؤد بهم هذا إلى غلو في محبته والخروج عن المقاصد الشرعية وعندما حصل شيء من هذا جاء التوجيه النبوي بإصلاح الوضع وليس بتغيير معاملته صلى الله عليه وسلم للناس، كما جاء التوجيه المتكرر للحب في الله عز وجل والدعوة إلى تنميته وزيادته وأمثلة هذا كثيرة منها ما رواه مسلم رحمه الله تعالى عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر به رجل، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟ قال: لا، قال: أعلمه. فلحقه فقال: إني أحبك في الله، قال: أحبك الذي أحببتني له.
علاج الظاهرة
وشدد الدكتور اسعد على ضرورة علاج هذه الظاهرة وذلك بالتصدي لها بالتوعية ونشر الثقافة الصحيحة وتعريف جميع فئات المجتمع بخطرها وكيفية التعامل معها والتدابير الممكن أخذها للحيلولة دون انتشارها إضافة إلى توعية الآباء والأمهات بدورهم في إعطاء بناتهم الحنان الكافي والاهتمام المناسب والمتوازن لتنشأ الفتاة ولديها اكتفاء عاطفي وتوازن نفسي يغنيها بإذن الله عن مثل هذه العلاقات.
ويرى الشيخ الصقعبي من جانبه ان علاج داء الإعجاب أمر يسير على من صدقت مع الله وقال إن من الأهمية بمكان أن نبين للفتاة أنها لابد أولاً أن تتخذ سياجاً قبل وقوعها في ظاهرة الإعجاب ولذا أرى أن من الأهمية بمكان أن اذكر الفتاة أن علاج ظاهرة الإعجاب يكون من شقين :
الأول : خطوات تتخذها الفتاة قبل وقوعها في داء الإعجاب .
الثاني : خطوات تسلكها الفتاة للتخلص من هذه الظاهرة بعد وقوعها في داء الإعجاب أما الخطوات التي تتخذها الفتاة قبل وقوعها في الإعجاب فيمكن أن نوجزها فيما يلي :
- الشروع في غض البصر ومجاهدة النفس على ذلك .
- إشغال الفتاة وقت فراغها بما يعود عليها بالنفع في الدنيا والآخرة لأن من أبرز أسباب الوقوع في الإعجاب هو الفراغ .
- إغلاق مداخل الشيطان حتى لا ينفذ إلى القلب قال ابن القيم رحمه الله كل ذي لب يعلم أنه لا طريق للشيطان عليه إلا ثلاث جهات التزيد، والإسراف، والغفلة .
- الابتعاد عن الصحبة السيئة .
- أن تعلم الفتاة التي بينت على غير طاعة الله أنها ستنقلب إلى عداوة يوم القيامة .
أما الخطوات التي تتبعها من وقعت في داء الإعجاب لتتخلص منه فلذلك خطوات كثيرة أذكر منها
:
- مجاهدة النفس على الإقلاع عن هذا الداء وهذا أمر مهم لأن علاج قضية الإعجاب الأولى تقع على عاتق الفتاة .
- الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى في ذلك .
- المصارحة مع النفس وأعني بذلك أن تتفكر الفتاة بالهدف الأسمى الذي من أجله خلقت له .
- صحبة الجليسات الصالحات .
- الإكثار من الذكر وخاصة قراءة القرآن .
- الإكثار من نوافل العبادات وخاصة الصلاة والصيام وحتى ولو لم تجد الفتاة في بادئ الأمر أثرا لذلك فإنها مع التعلق بهذا النوافل والطاعات ستجد لذلك أثراً بمشيئة الله .
- إذا كانت الفتاة وقعت في الإعجاب في فتاة في مدرسة مثلاً فعلى هذا الفتاة التي أرادت أن تعالج نفسها أن تنتقل من ذلك المكان وقد تجد صعوبة في بادئ الأمر ولكن أمر ذلك سيخف مع مرور الأيام .
- التأمل في عظمة الله وقدرته حينها يمتلئ القلب بمحبة الله تعالى وبالتالي يظهر لها حقارة في داء الإعجاب فيكون ذلك عوناً لها للتخلص من داء الإعجاب وبالجملة فالخطوات كثيرة ولكن تبقى الإرادة هي سيدة الموقف ومن أرادت الاستزادة من الكلام حول هذه الظاهرة فلي شريطا اسمه فتياتنا والإعجاب وكذلك رسالة اسمها الإعجاب ففيها مزيد بيان وإيضاح لمن أرادت ذلك
فدااك روحي