11-25-2019
|
|
أرفق الناس
كان صلى الله عليه وسلم في تعليمه وتربيته لأصحابه أرفق الناس، وأبعدهم عن الفظاظة والغلظة، وهذا ما نوَّه به القرآن الكريم عند الإشارة إلى أخلاقه صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} (آل عمران: 159)، قال ابن كثير في تفسيره: "يقول تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم، مُمْتناً عليه وعلى المؤمنين فيما ألَاَن به قلبه على أمته .. وقال الحسن البصري: هذا خلق محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله به.. قال تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} الفظ: الغليظ، والمراد به هاهنا غليظ الكلام، لقوله بعد ذلك: {غَلِيظَ الْقَلْبِ} أي: لو كنت سيئ الكلام قاسي القلب عليهم لانفضوا عنك وتركوك، ولكن الله جمعهم عليك، وألان جانبك لهم تأليفاً لقلوبهم، كما قال عبد الله بن عمرو: (إنه رأى صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة: أنه ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح) رواه البخاري".
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لم يبعثني معنِّتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً) رواه مسلم. وقال معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه: "بأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه".
ٳل̨هي جملني بحلتين قلب رحيم وعقل حكيم ...
|