ديوان الشاعرة/منتهى القريش

الليل لسه بأوله

بدري
تعال نسهر
الليل لسه بأوله

ما قلت له؟
ليه يا قلب ما قلت له
إن السهر ..
أحيا رموشي الذابله

ما بي أنام
وطيفه يروح
أبيه يزرعني كلام
يبقى معي
باسم الغرام..
يملاني دهشه وأسئله

وينك حبيبي لا تروح
ابقى وحيده بدنيتي
لما تغيب
بُعدك ترى مر وصعب
لا تعتقد
روحي أبد.. تقوى البعاد
صعبه الهجر تتحمله

مو مشكله
لو قلت لي
من غيبتك تقدر ترد
راح انتظر
واوقف على درب الهوى
الملم شوية صبر
وروحي تكون
ويا الصبر متفائله

ومهما البعاد
طال وسطا
وصارت سهامه قاتله

بترد لي.. بترد لي
عقب الغياب
نطوي مسافات الألم
نلغي الزمن
تكسر عقارب ساعتك
واكسر عقارب ساعتي
والوقت نقدر نقتله

لا تلتفت
خل الي راح
ماضي اندفن
ننساه .. ذكرى مُهمله

تعال.. نتشكل وطن
ما قد أحد.. مره أبد
نخلق لنا .. عالم جديد
نبني عليه أحلامنا
وانت وانا.. بس ندخله

ما بي تكون
قصة هوانا معلبه
وحتى الكلام .. ما بيننا
يتجاوز أحكام اللغه
نحط النقاط
فوق الحروف المتعبه
بفرحه نلم اشواقنا
يحملها أو هي تحمله

تعال.. نكتب أغنيه
عنوانها:
الليل لسه بأوله
نعزفها فوق اضلوعنا
ونهيم في عالم بعيد
واشفاهنا
تكون الشواطي والغرق
ونصرخ سوى
انت وانا
الليل لسه بأوله

يا ناس..
ليه العشق.. في شرعكم
ذنب وحرام
وليه الغرام
سويتوا منه معضله

لو كان في حبنا ذنوب
ما اعتقد نقدر نتوب
خلنا نذوب بعشقنا
مو ذنبنا؟
انت وانا نتحمله

تعال..
يا العشق الذي
لملمني واحياني ربيع
لا تبتعد
اخاف من بعدك اضيع
تعال..
خل نسهر سوى
وباسم الهوى
آنا اعترف
ان السهر
أحيا رموشي الذابله

وتسأليني

اغسلي.. من رماد الخوف روحي
وضمدي...
بعض الجروح النازفه
خايفه؟
تموتي قبلي.. أو أنا قبلك أموت؟
اعذريني
تنحني قامة عيوني
وروحي يتعبها السكوت

وتسأليني
يمه ويش يعني البعاد؟
شنهو يعني نفترق؟
أختنق ويموت في حلقي الجواب
واضيع في لحظة غرق
تقولي يمه:
شنهو يعني لما يتقرر مصير؟
وينكتب فوق الورق
واحاول اشرح..
وفيني تحتار الحروف
واقول يعني...
لما نفرح
بس تقسى هالظروف..
والدقايق تنسرق
ويكتبوا (تقرير طبي)
الدقيقه.. يكسروا فيها الثواني
يجرحوا كل الأماني
يزرعوها انتظار
والليالي تمر طويله
والثواني تحترق

وتسأليني
ليه يا يمه.. ما تبغيني أحلم
والون احلامي شموس؟
وارجع اصمت
ينتحر صوتي ويموت
اجاوبك..
وفي شفاهي كل كلامي يحتضر
اخاف حلمك ينكسر
اخاف في يوم القدر
يزرعه بحضن السكوت
حبيبتي .. اعذريني
أخاف احلامك تموت

وترجعي .. تزرعيني أسئله
يمه ويش تعني الطفوله؟
يمه ويش نفع السنابل في الحقول؟
وليه بعض النخل يابس
وليه بعضه يبقى واقف قامته تكبر تطول؟
وليه بعض الورد يكبر
وليه بعضه يموت في حضن الذبول؟
وارجع بصمتي أداري لوعتي
واتركك ..
في عيونك.. تجتمع دهشه وذهول

واهرب بوجهي لوجهي في المرايه
واقول.. يا روحي كفايه
يارب .. اتعبني التعب
وطالت افصول الروايه
يشتكي صبري لصبري
مره يصرخ ملني عاف الهموم
ومره يشفق.. يغص فيني
ويشرب احزاني معايا

وترجعي تسأليني
بأي تاريخ انولدتي؟
واقول: تاريخك عذاب
انسكب حبره ألم
فوق أوراق الغياب
احتفل به كل سنه.. شمعه ذابت
ومنها قلبي جمره ذاب
واقول يمكن.. يمد لي ربي في عمرك
واحضن ايامك سراب

وتسأليني .. يمه ليه سميتيني (صبا)
وآنا أذبل والصبا أوراقه تزهر؟
وليه أختي مني أصغر
قامه تطول .. قامه تكبر
وأنا عودي ليه يابس ليه أصفر
وابتسم لك
وفي عيوني.. غيمه مليانه ضباب
وآآآآآآه يا كبر العذاب
كيف اجاوب
والحزن يقتل اطياف الجواب

اسكتي .. لا تسأليني
واغسلي من رماد الخوف روحي
خايفه؟
اعذريني..
خوفي أكبر
واتركيني وحدي ابلع هالعذاب

آنا أمك .. اتمنى في روحي ألمك
واعطيك من عمري سنيني
بس تكفي اسكتي لا تسأليني
ارحميني من الجواب
واعذريني
لما خوفي ينكسر داخل عيوني
اخاف نبعد.. نفترق
اخاف بكره هالقدر
يعلق بقايانا صور
فوق جدران الغياب...

ضاع وسط المعمعه

تبعثر
وجا يبيني أجمعه
ضعنا انا وياه.. تشتتنا
صرت أدورني عليه
وصرنا ندور بزوبعه

ضل يسأل..
عن جهاته الأربعه
يحاول يلم الشتات
بعضه يلم بعضه
والبقايا.. يلمها بعض الفتات
وللأسف
ما لقى نفسه معي
ولا لقى نفسه معه

ولما عمره ضاع منه
واختفت منه سنينه
صار يسأل.. آنا وينه؟
وما بينه وبينه..
ضاع وسط المعمعه

مرت اشهر
صار حزنه.. منه أكبر
حتى صبره ضاق منه
صار أصغر
وضاقت الدنيا بعيونه
ولا عاد صبره يوسعه

وآه .. يا عيونه الضايعه
كلما لوجوه مرت
في زوايا هالشوارع
كلما في الذكرى غصتي
تسألي منهو الي ضايع
فز همه يوجعه

يووووووه .. يصرخ
والرصيف..
ينادي خطواته الحزينه
يا عذابه المنتحب
يا هلاكه.. يا ضياعه.. يا جنونه
وحده يصرخ
يا ترى.. منهو غيره يسمعه؟

وآه يا حرارة مدمعه
صار ضايع
بين وجهه والملامح
يبي يعرف.. لو مجرد معرفه
وتبقى روحه خايفه
منهو الي.. واقف(ن) ضده معه

ومره في ضيق السعه
سأل نفسه وجاوب
يا ترى حاضر أنا
أو حضوري كان غايب
وارتفع ليما حضيض الأسئله
وانكسر فيه انكساره
صار يدور.. عن بعض كله معه

حاول يبعثر ضميره
لما حاول يخدعه
فز حلمه.. الي تلاشى من زمان
واستفز صوته سكوته
واختنق في الحلم موته
صار صوته يصفعه

قام ينشد.. في توابيت المكان
عن زمن..
ما عرف غدر الزمان
جاوبه حظه سكوت
ما إلك إلا تموت
وهذا حظه..
مره يرميه في الحضيض
ومره فوقه يرفعه

حاول يدور عليه
بين ذيك المعمعه
اختفت كل الملامح
ما بقى فيها وجوه
وجا يسأل عن طريق
مل صبره.. ضاق صدره
وانطفى صمت المكان
صرخ يسأل..
منهو آنا.. منهو آنا؟
ولسؤاله ..
ما لقى حتى إجابه مقنعه

حس انه مو معه
ضايع .. وتايه.. حزين
انكسر همه بروحه
صار يدور له وطن
وحده أصبح
ما لقى لهمه سكن
وحده أصبح داخله
وضل يدور بزوبعه

وبين ذيك المعمعه
لا هو مع روحه تصافى
ولا لقى لضيقه سعه
جاني متبعثر وضايع
ويوم تلاقينا.. تآلفنا.. امتزجنا
صرنا بعض منا
وكلنا صار احنا
ضل تايه.. في زوايا هالشوارع
واختنق صمته بصوته
وانطفى حلمه بسكوته
وللأسف.. ما قدرت اجمعه

وآه .. ما لقى نفسه معي
ولا لقى نفسه معه..

وينك

انزفيني يا جراحي
اغسليني
اخرجيني من السواد
داوي قلبي اليحترق

كل شي أصبح غريب
الوطن أصبح رماد
والفرح..
وين الفرح؟
طيف لحظه وتنسرق

الحلم أصبح بعيد
والنوايا مُحزنه
علقوها
فوق أهداب الوريد
دموع تصرخ من أساها
كل مساحات الورق

كيف نرسم هالبياض
وجه أعمى
في مدى العتمه يضيع
يختنق.. يرتجف
وحده يتعلق بخوفه
يحمل أحزانه مواني
يصفعه صوت الغرق

لا شواطي
يرتحل فيها ويسكن
ويقول يمكن
نهاية الرحله قريبه
والحزن يوقف نحيبه
ويا عسى الليلات تزرع هالوساده
حضن دافي
والنوم يجفاه الأرق

.....................

انت يا وجهي الآخر
يا اشتعال الدم في عروقي
ليه يحرقني برودك
وليه أحسك في خفوقي
ألف طعنه..
ألف جرح.. وألف نزف.. وألف هم

ليه ساكت
مو إنت مرايتي؟
ليه تضحك وآنا أبكي
يعني هانت دمعتي؟
الجفا صار طبعك
وصار يغريك الألم

ديرتي روحك
كنت أتنفس هواها
كنت احسك
بيت يجمع كل شتاتي
كنت احسك
نبض يسري في حياتي
كنت اشوفك.. ضي مدينه
حروف مرسومه قصايد
ما كتبها أي قلم

ولما أتوجع وأصرخ
قبلي ينبض في عروقك هالألم
كنت احسك.. لو أغيب
تبقى ضايع
تسكنك كل المواجع
كنت حتى .. وانت نايم
غيبتي تصعب عليك
ويكون بُعدي
أشباح تكسر
كل شبابيك الحلم

كنت فيني
تشتهي لون الحياه
كنت آنا عالمك
من بداياته وحتى مُنتهاه
كنا نبني.. في الخيال
جنه نسكنها فرح
صارت الجنه سراب
وكل وعود القلتها
للأسف .. صارت عدم

....................

اليوم جيتك
قلت ادورني عليك
جيت اصور لك عذابي
قلت يمكن .. يمر طيفك
يذكر الماضي الي كان
واشتكي له كل مابي
لك خذتني خطوتي
متلهفه لنفس المكان

انتظرتك خايفه
الروح تتلفت حزينه
للقا متلهفه
انتظرتك.. وانتظرتك.. وانتظرتك
وآه يا بُعد المسافه
تعال يمكن .. لما اشوفك
احس بشوية أمان

ريحة أنفاسك
ضحكاتك
صوتك وعطرك
ولفتات الحنان
وهمسك الي يستفز الشوق فيني
وقلبي الي .. من سكنته
مره يضحك .. ومره يبكي
ومره يصرخ .. منك ويشكي
ومره يسأل
يا ترى الإنسان يغدر؟
أو إحنا من تعبنا.. نتهم غدر الزمان

..............................

قولي وينك
ليه طولت الغياب
عنك اسأل واحتريك
عيوني ملت من دمعها
وتعبت الشكوى بروحي
تشتكي منك عليك

حتى حرفي
صار ينزف لك حنين
وكلما جيت اكتب
ألقى طيفك في شعوري
واحن لك.. أصرخ أبيك
واحاول اهرب من خيالك
ابتدي بك م النهايه
وارجع انزف ذكرياتك وابتديك

كل شي حولي يسألني عليك
مرايتي
وجهي الي منكسر
ساعتي
كل دقيقه تمر فيها تنتحر
الزوايا والأماكن والسكون
ودمعي الي ما يفارق هالعيون
تصدق ؟
كل ما جيت أنسى
حتى صمتي.. يرجع يذكرني فيك

وآه يا الوطن
الوطن أصبح غريب
والفرح ومضه وتغيب
وآنا وحدي.. داخلي
اقترب من شواطيك البعيده .. وتبتعد
مدري آنا ابتدي بك
مدري آنا انتهيك

ليمتى ببقى أعاني
لا مدينه
ولا شواطي
ولا مواني
مرات ألقاني بروحك غايبه
ومرات اسافر في مسافات الغياب
احاول انسى.. واذكرك
وابتدي بك م النهايه
وارجع انزف كل جراحي وابتديك

وينك
ليمتى ببقى أدورني عليك
ليمتى ببقى أدورني عليك...

يا خوفي

يا خوفي الغربة تبعدنا
ولا نلقى ... شواطينا

نضيع بزحمة الأيام
تغربنا... خطاوينا

يا خوفي هالألم وياك
يشتتني
تتوه روحي وتتبعثر
من مينا إلى مينا

يجف البحر
والمرسى
سحابة هم تعمينا

يموت الحب
نتذكر...
هنا كانت لنا وقفة
هناك أبعد من النسيان
حفرنا احروف اسامينا

هنا نمنا.. بحضن الهمس
هناك الشمس
حلم يكبر
ربيع اخضر
يزهر بين ايادينا

هنا اشربنا
الفرح كاسات
وكان المر..
مزاجه غير
كنا بخير
هناك احنا
من الأشواق تساقينا

هنا أذكر
بنينا جنة الأحلام
سكناها
مليناها أمل وشموع
نار العشق تشعلنا
نهر حبنا
عجز يقدر يطفينا

هناك اذكر
فتحنا للهوى سيره
وسكرنا
باب الوهم والغيره
تعاهدنا
ننسى اجراح ماضينا

هناك ... تذكر؟
يوم انك
فتحت اجروح قدامي
سحابات الدمع جفت... وأحلامي
صباحاتك مع العتمة
وقلنا هالزمن يقدر
ينسينا مآسينا

هناك بعيييييييييييد
بياض القلب
كان لوحة بليا اغبار
كان الصدق يبروزها
وكان الطهر
يعزف كل أغانينا

هناك اذكر
فتحت الروح بيدينك
وكنت افرح بسكينك
واقول يا جرح ما أحلاك
دام انك بسكينه

هناك اذكر
نزف جرحي على جرحك
كان فرحي صدى فرحك
ولو نتعب من التنهيد
ما نعرف
من الي متعب(ن) فينا

تذكر لما تنزفني
اقول ايش فيني اتوجع
تقولي لا
فديتك يا بعد روحي
أنا الي جرحي يشقينا

تذكر لما أعطش بك
وتعطش بي
اقول اشرب.. بروى بك
قطره وحده تكفينا

بعد ش اذكر
وانا جرحي بدا يكبر
بدا ينزف حروف اسمك
وانا في واحة النسيان مزروعه
وروحي ضايعه تسأل
عن ايامك
هنا وهناك
تتبعثر .. من مينا إلى مينا

يا خوفي الغربه تبعدنا بعد أكثر
نضيع بزحمة الأيام .. نتذكر
سحابة عشقنا الكانت
تبلل كل خطاوينا

وتتكسر
مجاديف الهوى نغرق
ولا نلقى لنا مرسى
تضيعنا شواطينا

أنا لن أكابر

جسد يزف إلى المقابر
جسد يزف الى الثرى
من ثم يتبعه جسد
أترى عشقتم ذا الرحيل
أترى الفراق أبدا يطول
أم أن بي شوقا إليك يهزني
فيجود ذا الدمع الغزير على المحاجر

أأخيا لو أن الزمان بنا يعود
لو أن في الموت فداءاً أفتديك
لكنه الله الذي ..
يختار من منا يموت
ويشاء من يبقى ومن منا يُسافر

الله يا طيف الحبيب
لو أنني أجد المجيب
لصرخت باسمك لو تعود
أرسلت صوتي عاليا لك في المقابر

أنا لن أكابر... أنا لن أكابر
الموت من سنن الحياة
وخطى المهاجر للمهاجر
ألذا اعتراض؟ تالله لا
لكنها الحسرات تملأ خاطري
فلقد رحلت بلا وداع
وكتبت فوق الدرب أسماء الضياع
فهنا في البيت من يبكيك من عمق الندم
وهناك من ينعاك أو ينعى القيم
وهناك من يشكو وفي الشكوى عدم
وأنا هنا.. من لوعتي بك أستجير
وبحثت عنك فلم أرك
ما زلت أصرخ يا حكيم
هل مت؟ أم يا ترى يوما تعود؟
أم أن من يزف الى الثرى
يبقى هناك أبدا بعيد
نلتاع نشتاق إليه
نبكي نموت من الندم
لكنه أبدا مسافر لا يعود
طيفا نراه تضمه حسراتنا
ودموعنا تمضي إليه تبثه أشواقنا
لكنه يبقى خيال
يبقى اللقاء حلما يذوب .. شيئا محال
ودموعنا تبقى... لتحفر خندقا فوق المحاجر

يا أنت.. يا أنت المسافر
هلا قتلت بي الحنين
وأخذت من عمري السنين
هلا بقيت...
أنا لن أكابر... أنا لن أكابر
لكن بي شوقا إليك يهزني
شوق الغريب إلى الوطن
شوق الحبيب إلى الحبيب
يشتاق يسكنه شجن
شوق الحمامة إن أضاعت عشها
الله كم أشتاق عودتك الحبيبه
لأبثك الشوق اللهيب
لسوف أجهش فوق صدرك بالبكاء
ولسوف أزرع في عيونك لهفتي
لتكون فوق الهدب نورا للعيون
أسقيك من نبع الحنان
أواه يقتلني الفراق
وأظل أسأل في عذاب
والحزن يبتلع الجواب
أتراه يوما قد يعود.. من نام شهرا في المقابر؟

ليتني ألقى جواب

صوتها المبحوح جاء
ينبش الجرح العتيق
يا ترى أين الدواء
يا ترى أين الرفيق

جاءت الأصوات حبلى بالوعود
ارتسمت فيها دموع الأسئله
وأذا بالأحلام أصداءا تعود
قد تناستها الليالي ثم صارت مهمله

يا حبيبا كان يوما بيننا
ضحكة تدوي بأرجاء الرواق
كم ضحكنا ولعبنا... وتهادينا الألم
كم وكم أمنيات قد تداعت
حيث ناداك التراب

طيفك الغالي
ما زال في القلب هنا
بعض ذكرى وحنين وعذاب

يا حبيبي.. لست أدري ما اعتراني
ربما الشوق!
والشوق أنينا وعذابا واغتراب
ربما الذكرى
والذكرى ضياعا ودموعا والتياع
ربما وجه أمي
ربما حزن أمي
ربما قامة طارق
ربما بعض ملامح في أريج
ربما صوت شهودي تناديك أبي
أو حنان
وأنا أبصر العمر فيها قد ذوى
وانطوى منه الشباب

لست أدري يا حبيبي ما اعتراني
بعد أن طال الغياب

طيفك اليوم أتى حاملاً كل الحنين
والسحابات تداعت
فيض حزن فوق أهداب العيون
دهشة تملأ روحي أسئله
ليتني ألقى جواب

الفجر يبزغ بعد حين


هم فتشوا في الذاكره
فتحوا القلاع
وجدوا النهار بلا يدين
والليل مسود الجبين
رفعوا سلاح القهر في وجهي وقالوا: لا تكوني
وامتطوا صهوات أجياد الخرافة... والتكبر... والغرور
وصرخت أبحث في الوجوه عن الضياء
فلم أرى إلا الظلام

وتساقطت كل الوجوه
لما سألت عن الضمير
صاحت بقايا المتعبين الواهنين
عمن بربك تسألين؟
ماتت ضمائرهم وذابت في الركام وفي التراب
قومي انظري
حتى تري أن العيون بلا محاجر
والراحلين بلا حناجر

أواه هل أنا جئت في زمن الجهالات العتيق
أم أن تلك قضية لن ينظروا أوراقها
فلقد تناسوا أمرها

يا سادتي
الجمع مشلول اليدين
ما خطبكم ؟ النار تأكل لحمكم
أما بقايانا التي قد حدقت في بؤسكم
مدت سواعدها تصفق للنهار
هل تبصرون؟
كم شمعة قد أوقدوها في الظلام
هل تسمعون؟
أصواتهم
هتفت تؤججها عذابات السنين

يا سادتي
هل ركبكم شلت خطاه؟
أم أنكم تخشون إيقاظ الضمير
هل يرجع الموتى وقد فقدوا الحياه؟
هل يستحي زمن المشيب
أو هل يعود له صباه؟
لا تخجلوا
فالراحلون إلى إياب
والفجر يبزغ بعد حين
لا تسألوا
لمَ ليلنا قد بات مسود الجبين؟

وقف الليل ببابه


وقف الليل ببابه
راصدا أحلامه
كابتا كل رغابه
صودرت حتى الأماني
وتلاشت كسحابه

فتغابى
منكرا حبها ذاك الذي
كبلوه كالسبايا
فتعرى من وجوده
منكرا حتى ثيابه

حبس الفكر وحيدا
عاش ينعى
حظه العاثر
ولحظات الرتابه

ليس إلاه.. والكرسي
وصرير الباب
والسقف الذي.. قد تصدع
بعد أن نز ترابه

شرب الشوق المعتق
في كؤوس المر حتى
قد تجلت في عيونه
كل أنواع الكآبه

فتمادى الحزن
يدنو.. ثم ينأى
جُن لا يدري
أين قد يلقى صوابه

أي حتف يشتهيه
إنه اليأس يبقى
فاغرا فاه
يشتاق عذابه

أوقف التفكير في كل الأمور
ومضى يسأل.. ما لون المصير
أسود؟ أبيض؟
أم رمادي وباهت
ليته يلقى إجابه

شله اليأس فاستل النحيب
اتكأ الحزن وبالخوف تدثر
فتناسى أنه
كاد ينسى.. كل ما به

جاءت الغربان
تقتات بقايا حلم
اتقدت منه فوانيس الطفوله
فتناهى .. صوتها العابر في أفق سكونه
ارتجفت كل الشبابيك والذكرى تجلت
ثم أضحى
كجريح .. دمهُ صار خضابه

ضجت الجدران ونادته الرياح
وطن أضحى مشلول اليدين
صدره المنفى.. والعشق مباح
قلبه المبتور ينبض.. يتلفت
ليس يدري
أي سهم قد أصابه

عصف الليل بأرجاء المدينه
فتساوى
حلمها الماجن والطهر الذي
قد تناءى .. مذ تراءى
فجرها المصلوب
فوق جدران الكتابه

الأسى لم يتغير
مذ دنا طيفها .. مذ تبعثر
عشقها بين الضلوع
ثم أفنى
فوق زنديها شبابه

ذات رحيل
وقف الليل ببابه
فتغابى
منكرا حبها ذاك الذي
قد تعرى
في المطارات الكئيبه
فتدلت قبلة من شفتيه
بتروها .. مزقوها
بمقصات الرقابه

بعثريني


لينا تعالي نفتح الدفتر
لينا اقرأي ما قد تداخل في السطور المبهمه
بعثريني ...
لملمي كل حرف فوق أوراقي تبعثر

افتحي الأبواب ... فتشي كل الزوايا
لا تدهشي ... فمصيرنا في طي دفتر

رتلي تعويذة أخرى
اقرأي آية الكرسي, قولي:
تبارك الرحمن فيما شاء
الله اكبر

لينا, عذابات السنين قد سطرت فوق الجبين
وطريقنا نمشيه لا ندري الى أين المسير
والقلب يا لينا
لقد شاب الفؤاد... لقد تغير

لا تفزعي من هول أحزاني وتضرعي
الله يرحم ما مضى
ويكتب الآتي لنا دربا ميسر

أنا قد تعبت من المسير وخطوتي وهنت
ما حيلتي والهم أوهن أضلعي
ما حيلتي, والحمل لو تدرين ها قد صار أكبر

لينا تعالي...
اقرأيني... فكي رموز قضيتي
ثم ارسلي للريح أوراقي فلربما
تندس في المجهول يوما تنتهي

الله يا لينا
لو كان قلبي من حديد, نزف الصديد
لو كان صخرا
قد تفتت من ضناه - حبيبتي- أو قد تكسر

أصغيرتي لا تفزعي
تلك أوراقي وفيها أدمعي
أدخليها ... مزقيها... بعثريها ...
لملمي كل الحروف وفتشي كل الزوايا المبهمه
لا تدهشي... فمصيرنا في طي دفتر.