الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-2017   #1
 

افتراضي فلمّا ضللت الطريق ...

<b>
<b>
فلمّا ضللت الطريق...
كان هناك احد الاشخاص ويدعى ابو ابراهيم يروى قصته فقال

كنت أمشي في صحراء .. فضللت الطريق .. فوقفت على خيمة قديمة .. فنظرت فيها فإذا رجل جالس على الأرض .. بكل هدوء .. وإذا هو قد قطعت يداه .. و أعمى .. وليس عنده أحد من أهل بيته .. وكان يتمتم بكلمات ..

اقتربت منه وإذا هو يردد قائلاً : الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..

فعجبت من كلامه وجعلت أنظر إلى حاله ..

ذهبت أكثر حواسه .. مقطوع اليدين .. أعمى العينين لا يملك لنفسه شيئاً ..

نظرت حوله .. أبحث عن ولد يخدمه .. أو زوجة تؤانسه .. لم أر أحداً ..

أقبلت إليه أمضي .. شعر بحركتي ..

فسأل : من ؟ من ؟

قلت : السلام عليكم .. أنا رجل ضللت الطريق .. ووقفت على خيمتك ..

وأنت الذي من أنت ؟ ولماذا تسكن وحدك في هذا المكان ؟ أين أهلك ؟ ولدك ؟ أقاربك ؟

فقال : أنا رجل مريض .. وقد تركني الناس .. وتوفي أكثر أهلي ..

قلت : لكني سمعتك تردد

"الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ..!!"

فبالله عليك ! فضلك بماذا ؟!! وأنت أعمى .. فقير .. مقطوع اليدين .. وحيد ..

فقال : سأحدثك عن ذلك .. ولكن سأطلب منك حاجة .. أتقضيها لي ؟

قلت : أجبني .. وأقضي حاجتك ..

فقال : أنت تراني قد ابتلاني الله بأنواع من البلاء .. ولكن "الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً" ..

أليس الله قد أعطاني عقلاً ؟ أفهم به .. وأتصرف وأفكر

قلت : بلى ..

قال : فكم يوجد من الناس مجانين ؟

قلت : كثييييير ..

قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً

أليس الله قد أعطاني سمعاً ؟ أسمع به أذان الصلاة .. وأعقل به الكلام .. وأعلم ما يدور حولي ؟ قلت : بلى

قال : فكم يوجد من الناس .. صمٌ لا يسمعون ؟

قلت : كثيييير ..

قال : الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً

أليس الله قد أعطاني لساناً ؟ أذكر به ربي .. وأبين به حاجتي

قلت : بلى ..

قال : فكم يوجد من الناس بكمٌ .. لا يتكلمون ؟

قلت : كثيييير ..

قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً

أليس الله قد جعلني مسلماً .. أعبد ربي .. وأحتسب عنده أجري .. وأصبر على مصيبتي ؟؟

قلت : بلى

قال : فكم يوجد من الناس من عباد الأصنام والصلبان .. وهم مرضى .. قد خسروا الدنيا والآخرة ..؟!!

قلت : كثيييير ..

قال : فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلاً

ومضى الشيخ يعدد نعم الله عليه ..

وأنا أزداد عجباً من قوة إيمانه .. وشدة يقينه .. ورضاه بما أعطاه الله ..

كم من المرضى غيره .. ممن لم يبتلوا ولا بربع بلائه ..ممن شلهم المرض .. أو فقدوا أسماعهم أو أبصارهم ..أو فقدوا بعض أعضائهم ..ويعتبرون أصحاء لو قارناهم به ..

ومع ذلك .. عندهم من الجزع والتشكي .. والعويل والبكاء ..

بل وضعف الصبر وقلة اليقين بالأجر .. ما لو قسم على أمة لوسعهم ..

سبحت بتفكيري بعيييداً .. ولم يقطعه علي إلا قول الشيخ ..

هاه ..!! أأذكر حاجتي ..؟ هل تقضيها .. ؟

قلت : نعم .. ما حاجتك ؟!

فخفض رأسه قليلاً .. ثم رفعه وهو يغص بعبرته وقال :

لم يبق معي من أهلي إلا غلام لي .. عمره أربع عشرة سنة ..

هو الذي يطعمني ويسقيني .. ويوضئني .. ويقوم على كل شأني ..

وقد خرج البارحة يلتمس لي طعاماً .. ولم يرجع إلى الآن .. ولا أدري .. أهو حي يُرجى .. أم ميت ينسى ..

وأنا كما ترى .. شيخ كبير أعمى .. لا أستطيع البحث عنه ..

فسألته عن وصف الغلام .. فأخبرني ..فوعدته خيراً ..

ثم خرجت من عنده .. وأنا لا أدري كيف أبحث عن الغلام .. وإلى أي جهة أتوجه ؟!

فبينما أنا أسير .. ألتمس أحداً من الناس أسأله عنه ..

إذ لفت نظري قريباً من خيمة الشيخ جبل صغير .. عليه سرب غربان قد اجتمعت على شيء ..

فوقع في نفسي أنها لم تجتمع إلا على جيفة أو طعام منثور ..

فصعدت الجبل .. وأقبلت إلى تلك الطيور فتفرقت ..

فلما نظرت إلى مكان تجمعها .. فإذا الغلام الصغير ميت مقطع الجسد ..

وكأن ذئباً قد عدا عليه .. وأكله ثم ترك باقيه للطيور ..

لم أحزن على الغلام بقدر حزني على الشيخ ..

نزلت من الجبل .. أجر خطاي .. وأنا بين حزن وحيرة ..

هل أذهب وأترك الشيخ يواجه مصيره وحده .. أم أرجع إليه وأحدثه بخير ولده ..؟!

توجهت نحو خيمة الشيخ .. بدأت أسمع تسبيحه وتهليله ..

كنت متحيراً .. ماذا أقول .. وبماذا أبدأ ..

مرّ في ذاكرتي قصة نبي الله أيوب عليه السلام ..فدخلت على الشيخ ..

وجدته كسيراً كما تركته ..سلمت عليه .. كان المسكين متلهفاً لرؤية ولده ..

بادرني قائلاً : أين الغلام ..

قلت : أجبني أولاً .. أيهما أحب إلى الله تعالى أنت أم أيوب عليه السلام ؟

قال : بل أيوب عليه السلام أحب إلى الله ..

قلت : فأيكما أعظم بلاءً .. أنت أم أيوب عليه السلام ؟

قال : بل أيوب ..

قلت إذن فاحتسب ولدك عند الله ..

قد وجدته ميتاً في سفح الجبل .. وقد عدت الذئاب على جثته فأكلته .

.فشهق الشيخ .. ثم شهق .. وجعل يردد .. لا إله إلا الله ..

وأنا أخفف عنه وأصبره ..ثم اشتد شهيقه .. حتى انكببت عليه ألقنه الشهادة ..

ثم مات بين يدي ..غطيته بلحاف كان تحته ..

ثم خرجت أبحث عن أحد يساعدني في القيام بشأنه ..

فرأيت ثلاثة رجال على دوابهم .. كأنهم مسافرين .. فدعوتهم .. فأقبلوا إليّ ..

فقلت : هل لكم في أجر ساقه الله إليكم .. هنا رجل من المسلمين مات ..

وليس عنده من يقوم به .. هل لكم أن نتعاون على تغسيله وتكفينه ودفنه ..

قالوا : نعم ..

فدخلوا إلى الخيمة وأقبلوا عليه ليحملوه .. فلما كشفوا عن وجهه ..

تصايحوا : أبو قلابة .. أبو قلابة ..

وإذا أبو قلابة .. شيخ من علمائهم .. دار عليه الزمان دورته ..

وتكالبت عليه البلايا .. حتى انفرد عن الناس في خيمة بالية ..

قمنا بواجبه علينا .. ودفناه .. وارتحلت معهم إلى المدينة ..

فلما نمت تلك الليلة .. رأيت أبا قلابة في هيئة حسنة .. عليه ثياب بيض ..

وقد اكتملت صورته .. وهو يتمشى في أرض خضراء

سألته : يا أبا قلابة .. ما صيرك إلى ما أرى ؟!

فقال : قد أدخلني ربي الجنة .. وقيل لي فيها

( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) .
</b>
</b>



الموضوع الأصلي : فلمّا ضللت الطريق ... || الكاتب : لا أشبه احد ّ! || المصدر : منتديات قصايد ليل

 

التوقيع:

  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2017   #2
 
الصورة الرمزية طهر الغيم
 

افتراضي

طرح جـميل وراقـي .. !!
دام التألق... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك ...!!
ودي وعبق وردي ..


التوقيع:
  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2017   #3
 
الصورة الرمزية عازفة القيثار
 

افتراضي

لطرحَك نكَهة باهرةْ
أرتويتُ منْ جمـآلهَـآ العَذبّ!
تَرَآتيلٌ منَ الشُكرِ لكِ يَ طُهر!
دَامَ حضَوُرك دَوماً ..


التوقيع:

  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2017   #4
 
الصورة الرمزية فزولهآ
 

افتراضي

طرح جميل


التوقيع:



احُب كل شي كان رحمه لي من الله


  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2017   #5
 
الصورة الرمزية ضامية الشوق
 

افتراضي

سلمت يمناك
طرح جميل جدا


التوقيع:



مشكوره قلبي ضوى الليل على تصميم مميز ربي يسعدك يارب

  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2017   #6
 
الصورة الرمزية نجم أبو أحمد
 

افتراضي

الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي


التوقيع:


  رد مع اقتباس
قديم 11-04-2017   #7
https://www.arabsharing.com/do.php?img=332637
 
الصورة الرمزية دلع
 

افتراضي

سلمت أنــآآملكـ ع الطرح الرائع.............


التوقيع:


  رد مع اقتباس
قديم 11-05-2017   #8
 
الصورة الرمزية RioO
 

افتراضي

مُقتطف جمـيل جداً
وَ إطلآلهَ تُحآكينآ بـِ كُلِ يُنوع
سلمت يَ ذآتَ التألق البـآذخ
ولك شُكراً على حُسن الإنتقآء
أطيب الاماني


  رد مع اقتباس
قديم 11-05-2017   #9
 
الصورة الرمزية عـــودالليل
 

افتراضي

100

جمال الاختيار
خلفه ذآئقة جميله جدا

تعرف ماذا تقدم

محتوى الطرح اكثر من راقي

من الاعماق
اقدم لك شكري واحترامي





ليل المواجع
محمد الحريري


التوقيع:
مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل
  رد مع اقتباس
قديم 11-05-2017   #10
 
الصورة الرمزية أبو إبتهال
 

افتراضي

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد


التوقيع:




  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
..., الطريق, فلمّا, ضللت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انتظرك في نهايه الطريق .... البرق النجدي قصـايد ليل للخواطر المنقولة 12 01-11-2009 12:12 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية