|
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
الكابوس
~¤®*§ الجزء الأول §*®¤~
"الى اللقاء" .. ودع علي – كالعادة – زملاءه في الجامعة وهو خارج من سيارة هاني –التي تقلهم جميعا- متجها نحو البيت .. علي كان شابا يافعا يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما.. انسان خلوق.. خجول .. وطيب النفس يتميز بالمرح وروح الدعابة.. ويدرس في كلية الطب .. دخل وعلامات التعب واضحة على محياه . "يا هلا بالطبيب الصغير " استقبلته أمه وكالعادة بعبارات تحمل معها الدفء والحنان وتخفف الشعور بالارهاق والتعب وتضفي على محياه الابتسامة رضى أم أبى ! قبل علي رأس والدته :"ماذا حضرت لي اليوم أمي الحنونة من غذاء !" ابتسمت والدته ثم قالت :" حضرت لك اليوم وجبتك المفضلة (مكرونة بالبشميل) " . "حقا!! " رد علي بفرح شديد " ماذا تنتظرين ؟ ..فبطني لا يتوقف عن الصياح !" .ضحكت أمه ثم قالت وهي متجهة الى المطبخ " حسنا هيا اذهب وبدل ملابسك ولا تتأخر " ... " حسنا " صعد علي الادراج متجها الى غرفته وهو رافع رأسه ويغني بمرح .. دخل غرفته البسيطة : سرير ومكتب ودولاب للملابس وجهاز حاسب آلي وتلفون خاص بغرفته كانت لمسات علي واضحة على غرفته.. صور و تحف فنية ومناظر خلابة وأعشاب وشجيرات و..و الخ ... " آآآه " تأوه وهو مستلق على سريره ..يستريح قبل تبديل ملابسه ... فجأة.. رن تلفون الغرفة "تررررن .. تررررن .." اعتدل علي وعليه علامات التعجب " من يريدني في هذا الوقت ؟!..ثم تابع .." لابد أنه هاني يريد اخباري أني نسيت أحد أغراضي في سيارته كالعادة ".." أفففف " قالها وهو متجه الى السماعة ..أجاب على الهاتف " ألو.. " لا أحد يجيب .."الو.. " أعادها ثانية .. ثم ثالثة بنبرة أحد ! .. واذا به يسمع صوت احدهم يتنفس بصوت مسموع !! شهيق قصير وزفير أطول وأشد .. " من معي؟ " سأله علي بنبرة منفعلة نوعا ما .. يرد المتصل " الووو... " صوت بنت !! تغيرت ملامح علي بسرعة " نـ نـ نـ نعم ! " قالها بصعوبة! " آآآآه كنت أنتظر قدومك طويلا " قالتها البنت المجهولة بصوت يحمل في طياته الخبث !.. " أستغفر الله العلي العظيم " ..قالها في نفسه ..سكت قليلا ثم بلع ريقه ثم قال " أختي .. هل أخدمك بشيء ؟" .. ضحكت البنت ثم أخذت نفسا عميقا و تأوهت ..ثم قالت "علي.. شاب محترم .. يقوم بواجباته على أكمل وجه .. وسيم جدا .. لايقوم بأي من الاعمال الطفولية أو أعمال طيش الشباب .. على مستوى عال جدا من الاخلاق ..ويتمالك نفسه بسرعة .. خصوصا في موقف كهذا .. هو بالفعل فارس الاحلام !! " أغلق علي الخط بسرعة ..فتح عينيه ووضع يده اليسرى على فمه واليمنى على قلبه الذي ينبض بشدة !! ..رمى بالهاتف بعيدا .." لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. انا لله وانا اليه راجعون " قالها وهو يرتجف وقلبه ينبض بسرعة " علي .. علي .. ماذا تفعل لقد برد طعام الغذاء .. " أم علي تصرخ منادية عليه .. "حاضر حاضر يا أماه ..أنا قادم" .. قالها وهو يبدل ملابسه بسرعة .. ذهب علي الى صالة الطعام .. على السفرة كان هناك أخوه الصغير ذو الخمس سنوات حسن وأخته التي تصغره بسنتين آيات ..آيات كانت بنت هادئة وجميلة على مستوى عال من الاخلاق .. تدرس في كلية البنات .. حالما جلس علي على المائدة سألته أمه : " لم تاخرت؟!" .. "أأأ نعم .." قالها وهو مرتبك ثم تمتم " لا لاشيء كنت أكلم أحد أصدقائي في التلفون !" .. تناول علي طعامه ببطء شديد .. كان يأكل لقيمات صغيرة !... لاحظت أمه شرود ذهنه الواضح أثناء الغذاء .. " علي .. مابك ؟ " تسأله أمه .. " ها .. نعم ل ل لاشيء يا أماه ".."يااااه المكرونة لذيذة جدا يا أمي " قالها بتصنع محاولا تغيير الموضوع .." علي ! .. " قاطعته أمه " كيف تكون المكرونة لذيذة ولم تأكل منها الا الشيء القليل ؟! .. ما الذي يشغل بالك ؟ .. أهو صديقك الذي كلمته منذ قليل .. هل تخالفتما ؟!"..أغلق علي عينه وهو يسمع كلمات أمه ثم نهض من المائدة وهو يقول " أنا آسف يا أمي .. ولكني أكلت بعض الحلوى في طريقي الى البيت وقد أطفأت شهيتي الى حد كبير " مضى صاعدا الادراج الى غرفته وأمه تنظر اليه غير مقتنعة بما يقول .. "حسنا سأدخر لك شيئا منه لعلك تأكله فيما بعد " .. " لا داعي يا أماه " قالها وهو يغلق باب غرفته .. " دعيه عنك يا أمي .. " قالت آيات تهدئ من روع أمها " لا بد أنه اختلف مع أحد أصدقائه ، فهو- كما تعلمين –لايمكن أن يهدأ له بال مادام مختلفا مع أحد أصدقائه حتى يتصالحا " .. في غرفته استعد علي للنوم والراحة عله ينسى أحداث هذا اليوم المخيف .. قبل أن ينام تذكر أن هاتفه المحمول يحتاج الى الشحن .. نظر الى الهاتف المحمول واذا به مكالمتان فائتتان ورسالة قصيرة .. " لاأعرف أحدا بهذا الرقم .." تمتم في نفسه " قد يكون أحد الاصدقاء الذين أنشؤوا حديثا خطا جديدا للهاتف المحمول !" .. قالها وهو غير مقتنع بما يقول !!.. فتح الرسالة – المرسلة من نفس صاحب الرقم الغريب - واذا بها " لقد جرحتني عندما قطعت الاتصال بهذه الطريقة.. سأكلمك الليلة الساعة الثانية عشرة تماما!!" .."انا لله وانا اليه راجعون .. ماذا تريد مني هذه البنت ؟!" .. قالها وقد بدأ قلبه ينبض بسرعة .. طق طق طق ..أحدهم يطرق الباب... "علي .. " صوت أبيه يطرق الباب .. " يا ويلي .. لقد وصل أبي ولابد ان أمي شكت اليه ما حدث " قال علي وهو يعض على شفته " فلأستعد للاستجواب الان "تمتم وهو ناهض لفتح الباب .. "كيف حالك يا علي ؟ هل أيقظتك ؟ " سأله أبوه حالما فتح الباب ... " لالا لم أنم بعد" رد علي بسرعة .. "خذ" أعطاه أبوه قلما جديدا رائعا .. كان من عادة أبي علي أن يحضر الهدايا لأبنائه باستمرار ..." واو .. انه جميل بالفعل " قال علي .. رد أبوه : " أرجو أن لايكون مصيره كغيره من الاقلام التي جلبتها لك .." ابتسم علي ثم قال : "لاتخف يا أبي .. سأحافظ عليه جيدا " .." سنرى " قال أبوه وهو يغادر .. أدار علي ظهره وهو يغلق الباب فرحا لان الامور سارت كما يريد بدون استجوابات!! .. " على فكرة .." قال أبوه قبل اغلاق الباب بثانية !! .. تغيرت ملامح الفرح الى ملامح الحزن على محيا علي قبل أن يعدلها ويفتح الباب لأبيه .. " أمك تقول أنك غير طبيعي اليوم .. ولم تتناول طعامك ..ما الأمر ؟" رد علي بثقة " لا عليك يا أبي .. أنت تعرف أمي .. دائما تعطي الموضوع أكثر مما يستحق .. كل ما في الامر أن شهيتي للأكل ليست على ما يرام " .. " هكذا اذا .." رد أبوه وهو مغادر .. أغلق علي الباب بسرعة وهويقول مبتسما " يا ليت أمي تقتنع بسهولة مثل أبي "..عاد علي الى سريره ودخل عالم السرحان .. يفكر في موضوع البنت المجهولة .. "ما ذا أفعل ؟ هل أخبر أمي بالموضوع ؟ ... هل أخبر آيات ؟... أم أنهي الموضوع بنفسي؟..هل أرد عليها اذا اتصلت بي أم أتجاهلها؟ " .. هنا راوده شعور غريب .. شيء ما يقول له " ماذا لو كانت البنت جميلة !!..انها معجبة بك .. ولا تريد بك سوءا " .. قاطعه شعور آخر " لالالا .. أستغفر الله ..ماذا تقول أيها الاحمق هل جننت " .. استمر في التفكير " لم تفسر الامور بشكل خاطئ ؟ من قال ان البنت تريد بك شرا .. عليك ان تكلمها وتفهم منها ما تريده بالضبط !.... لالالا كيف لي أن أكلم أجنبية بدون سبب شرعي ؟!" استلقى على ظهره وهو يحاول النوم ..هنا تذكر كلماتها :" شاب محترم .. يقوم بواجباته على أكمل وجه ...وسيم جدا .. على مستوى عال من الاخلاق ..انه بالفعل فارس الاحلام ..صوت دافئ يذيب القلب .. وبدأ يعيش في عالم الاحلام .. لابد أنها بنت جميلة جدا .. ذات عاطفة جياشة ..و ..و.. وبدأ يتخيل أو يوهم نفسه بأنه ربما وجد بالفعل فتاة أحلامه .. قرر بعدها أن يكلم البنت المجهولة في الموعد الذي حددته ثم خلد للنوم وهو يفكر فيما سيقوله الليلة .. " علي .. علي.. هيا انهض لقد حان وقت العشاء " فتح علي عينيه بصعوبة ليرى أخاه الصغير حسن يحاول ايقاظه .. أجابه بصوت خافت "حسنا ..حسنا " .. نهض علي ممددا جسمه و متثائبا .. نظر الى هاتفه المحمول ليجد به رسالة قصيرة ..فتح عينيه مرتبكا وكأنه يعلم من هو المرسل .. كان شكه في محله " لاتنسى الموعد الساعة الثانية عشر .. حبيبتك حنان !" .. "علي هل نهضت ؟" فتحت آيات باب الغرفة لتجد علي يخفي عنها هاتفه المحمول بسرعة .." ما بك؟" قالت آيات .. رد علي " لاشيء ها قد نهضت سأذهب الى الحمام " ردت آيات باستغراب " ولم تأخذ هاتفك المحمول معك الى الحمام ؟! " .. رد بسرعة " لاني أنتظر مكالمة ضرورية .. قاطعته " ولكن.. " قاطعها غضبا " كفى واذهبي فالجميع بانتظارك على العشاء " ظلت آيات تنظر اليه وهو يغادر قائلة في نفسها " علي اليوم لا يتصرف بطبيعته .. يبدو عصبيا على غير العادة !" ..دخل علي الحمام وهو يقول " لن تمر هذه الليلة بسلام !" |
03-07-2011 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
~¤®*§ الجزء الثاني §*®¤~
على العشاء كانت العائلة كلها مجتمعة بعد ان انضم علي أخيرا اليهم .. حافظ علي على هدوئه وبقي يتصرف بطبيعته نوعا ما .. بدأيسأله أبوه عن أحوال الدراسة و ما قدمه في امتحاناته .. كما كانت أمه تشد من عزيمته في مواصلة المشوار الدراسي ..وبعد عشاء هادئ كانت آيات أول من قام عن المائدة .. بعد برهة جاءت آيات وهي تحمل هاتف علي المحمول وتقول ببراءة "علي لقد رن هاتفك " .. هنا نهض علي وهجم كالاسد على هاتفه المحمول وسحبه بقوة من يد أخته وهو يقول غاضبا " من قال لك أن تلمسي أغراضي الخاصة ؟" خافت آيات وقالت وهي ضامة يدها الى صدرها في براءة "لم أفعل به شيء" .. " هون عليك يا علي .. " قال أبو علي " لطالما كنت تدعها تقرأ رسائل هاتفك .. ماذا حدث لك؟!" أجاب علي " أبي أرجوك .. لا أحب أن يتعدى أحد على لوازمي الشخصية " قالها وهو يغادر الصالة بسرعة .. نظر ابو علي وأم علي الى بعضهما في نفس الوقت وعلامات الدهشة على محييهما ..رفعت الام كتفيها معبرة عن جهلها لما يحدث لعلي من تغييرمفاجئ .. في غرفته .. نظر علي الى الجوال واذا بنفس صاحب أو ..صاحبة الرقم المتصلة له ظهيرة اليوم .. قرر أن يضع حدا لاتصالاتها وأن يتصل بها بنفسه ..تردد في البداية لكنه استجمع قواه واتصل .. رن الهاتف ..لكنها لم تجب .. جلس برهة يفكر .بعد دقيقتين .. رن هاتفه .. نظر الى الهاتف ..نعم انها هي .. أراد أن يجيب لكنه تردد أيضا .. بعدها استجمع قواه وأجاب " ألو .." ردت " وأخيرا.." ...رد"ماذا تريدين " قاطعته " لقد فاجأتني عندما اتصلت قبل قليل ولم أستطع أن أجب خصوصا أمام عائلتي .. عموما .. لقد أثبت لي أنك شجاع أخيرا "... رد علي " حسنا وماذا الان ؟"... أجابت " موعدنا الساعة الثانية عشر على هاتف غرفتك .. وداعا " ..."ولكن .." حاول أن يوقفها لكنها سبقته وأغلقت الخط .. " تبا .. انها تتلاعب بي !!" قال في نفسه غضبا ..ثم تمتم "لقد قلتها .. لن تمر هذه الليلة على خير " .. رتب كتبه ومكتبه واستعد للمذاكرة ..لكنه لم يتمكن من قراءة كلمتين متتاليتين !.. كان الموعد شاغلا تفكيره كليا ..قام من مكتبه وخرج من الغرفة لمح آيات تمر أمامه لكنها نظرت اليه نظرة غضب وأدارت له ظهرها .. ناداها "آيات ..هل أنت غاضبة؟ " لكنها تجاهلته ودخلت غرفتها .. دخل غرفته مجددا وهو يتأفف لما آلت اليه الامور مع أخته ..تمتم في نفسه "افهميني أرجوك يا آيات !" .. جلس مدة على مكتبه يحاول المذاكرة ..لكنه لم يستطع ..ذهب الى غرفة أخته ودق الباب .. فتحت الباب وحالما لمحت وجه أخيها على الباب شرعت في اغلاق الباب في وجهه ،لكنه أوقفها قائلا "آيات .. أنا آسف .. لم أقصد اهانتك ابدا.. أرجوك افهميني " قالت له " هل تكلمها ؟" شهق علي شهقة ثم قال "من هي التي أكلمها ؟!" قالت وهي تطأطئ رأسها "حنان !!" تلعثم علي وكأنه بلع لسانه ..تمتمت" أنا آسفة لقد قرأت الرسالة .. لقد اعتدت أن أقرأ جميع رسائلك ولم أتوقع أن أقع في هذا الموقف .. كبت علي غضبه ثم قاطعها قائلا " آيات ..أرجوك.. أقسم لك ..حنان هذه لا أعرفها .. أقسم أني لم أكلمها قط ..آيات أرجوك انسي الموضوع وكأن شيئا لم يكن ".. آيات "حسنا حسنا .. تصبح على خير " عاد علي الى غرفته ..مر الوقت ببطء شديد على علي حتى حان موعد الاتصال الموعود.. لم يكن قد مضى على دق جرس الساعة الثانية عشر في غرفة علي أكثر من عشر ثوان حتى رن الهاتف .. هذه المرة رد علي بشجاعة :"نعم " ردت" أخيرا .. يمكننا الكلام بهدوء وبدون عنف !! " - من أنت ؟ وكيف عرفتني ؟ ومن أين حصلت على رقم هاتف غرفتي ورقم هاتفي المحمول ؟! * لا داعي لذلك ياعلي ..هذا لا يهم الآن ..فلغة الحب لاتعرف المستحيل ..سكتت قليلا ثم قالت ..أنا آسفة يا علي .. فالطريقة التي كلمتك بها كانت سخيفة جدا ..أحس أني غبية ..حمقاء ..تخليت عن عفتي وحيائي ..ولكن .." ثم أجهشت بالبكاء ..تلعثم علي ولم ينطق بكلمة واحدة .. بعد برهة أضافت :" أنت فتى أحلامي يا علي أرجوك لا تتخلى عني .. هنا رد علي "أتخلى عنك؟!..ولكني لا أعرفك !! كل ما أعرفه أن اسمك حنان كما كتبت في رسالتك " .. ردت "لايهم من أكون الآن .. أريدك أن تعلم أني لن أتخلى عنك.. وأتمنى أن لا تتخلى عني أنت أيضا ..عدني بذلك أرجوك .." علي بثقة " يا بنت ..يا بنت ..أنت تعيشين في وهم .. ما تفعلينه خطأ وظلم لنفسك .. قاطعته "أعلم ذلك !..ولكن ما من وسيلة غير هذه أستخدمها كي لا أخسرك ..هل تريدني أن أكون كغيري من الفتيات؟ .. أحب وأعشق في صمت ..!! .. هل هذا ما تريده ؟.. هذا ظلم !.. علي أنت عشقي منذ زمن بعيد .. زمن طويل وأنا أحلم باليوم الذي نجتمع فيه .. حتى هذه اللحظة التي أكلمك فيها كانت حلما وتحقق .. " واستمرت حنان في الكلام وبيان تأثيره عليها وعلى حياتها من دون أن ينطق هو بحرف واحد !.. لكنها شيئا فشيئا استطاعت أن تستعطفه .. وأصبحت كلماتها العذبة تدغدغ قلبه حتى فتحه لها من دون أن يعلم حتى من هي !! بعد ثلاث ساعات من الكلام أغلق علي السماعة وخلد للنوم وهو يشعر أنه في غاية السعادة لانه وجد بالفعل فتاة أحلامه التي تنتظره .. صوت جذاب .. كلام عذب .. يذهبان بك الى عالم آخر!! في اليوم التالي.. جلس علي من نوم عميق ليسمع هاتفه المحمول يرن .. نظر اليه واذا هو زميله هاني .. قام فزعا ورأى الساعة فأدرك أنه تأخر على زميله خمسة عشر دقيقة !..رد على الهاتف " أهلا هاني " هاني بانفعال " ماذا تفعل ؟!.. لقد تأخرنا !!" رد علي " دقيقتان وسأكون جاهزا "قام وهو يهز رأسه قائلا" كل ذلك بسببك يا حنان " .. في الطريق الى الجامعة لاحظ زملاؤه شروده الذهني طوال الوقت ..هاني مازحا " علي اعترف .. من هي البنت التي تفكر فيها ؟ " ابتسم علي وقال " انها بنت تدعى حنان .. سهرت معها البارحة وتأخرت عن النوم !" انفجر زملاؤه ضاحكين ظانين بل متيقنين أنه يمزح معهم ! .. ابتسم علي وهو يقول في نفسه : " لم الضحك.. أنا لاأكذب!" .. أصبح علي كثير السرحان ..مشتت الذهن .. في البيت ..في الجامعة أثر ذلك على تحصيله العلمي ومستواه الدراسي.. لاحظ ذلك زملاؤه الذين استغربوا كثيرا لتدني درجاته في الامتحانات .. في مطعم الجامعة في فترة التوقف للغذاء كان علي جالسا مع هاني يتناولان وجبة الغذاء .. هاني " علي .. ما سبب تدني درجاتك المفاجئ هذا !" علي " أوووه .. ألن تكفوا عن مضايقتي بهذا الموضوع ؟..في البيت في الجامعة ..أينما أكون يسألني الجميع هذا السؤال ..اتركوني في حال سبيلي أرجوكم " هاني " أنظر الى نفسك يا علي لقد أصبحت غير مبال .. بالامس كنت تتضايق اذا لم تؤد امتحانك بشكل جيد .. أما الآن .. فأنت غير مهتم " علي " دعني في حالي يا هاني أرجوك .. لوسمحت" .. أخذ هاني نفسا عميقا وهز رأسه متأففا وتابع أكله .. استمر علي في علاقته ( التلفونية ) مع المزعومة حنان لدرجة أنه يقضي معها في الحديث يوميا ساعتين الى ثلاث ساعات ابتداء من الساعة الثانية عشر ليلا .. كان أغلب كلامهما عن الحب والغرام والمضي قدما في هذه العلاقة حتى يتعرفا على بعضهما أكثر فأكثر .. في احدى الليالي علي " ما فائدة العلاقة ما دام أحد الطرفين يجهل الآخر .. أريد أن أعرف من هي حنان فتاة أحلامي " وقررت حنان بعد الحاح شديد من علي الاعتراف وتحديد هويتها .. هي:" حسنا أولا اسمي ليس حنان ..لقد كذبت عليك لاني كنت متخوفة كثيرا من فضح أمري .. اسمي الكامل خلود سلمان الاحمد .. علي فاتحا عينيه من الدهشة " ماذا؟! ..خلود ابنة الجيران .. أجابت بعد برهة بصوت خجول " نعم .. خلود التي تراقبك عند ذهابك و رجوعك من الجامعة كل يوم ".. علي " بـ بصراحة لا أدري ماذا أقول ..لكنك فاجأتني ".. أصبحت العلاقة بين حنان سابقا أو خلود حاليا وعلي تتطور مع تطور الصراحة بينهما .. أصبحا مقتنعين أكثر ببعضهما وسط جو من ذكريات الطفولة البريئة التي قضياها معا .. في ليلة من الليالي "طق طق طق " أحدهم يطرق باب غرفة علي عشر دقائق قبل الموعد الليلي مع خلود ..فتح الباب واذا هي آيات .."علي لدي بعض الدروس ... أريدك أن تساعدني في دراستها".. علي باستغراب " الآن ؟! في هذا الوقت المتأخر ؟!" .. آيات "ولم لا؟ " .. علي بارتباك "ءءأحس بالنعاس الآن ..آآآه " تثاؤب مصطنع " علي النوم الآن " ... ردت آيات " أما زلت تكلمها ؟".. علي بانفعال " من هي التي أكلمها ؟!" .. آيات" حنان.." رد بسرعة وعلامات العبوس في وجهه " آيات رجاء .. قلت لك أني لا أعرف هذه المعتوهة .. ولو سمحت غادري غرفتي حالا" قالها واقفا عند الباب ومشيرا اليها بالخروج... ضحكت آيات ضحكة سخرية وهي تغادر الغرفة وهي تقول "لا تنسى أن بامكاني فتح باب تحقيق في القضية مع والدي " ثم تمتمت " ليلة سعيدة يا ... علي !" .. أغلقت الباب وعلي ينظر اليها بنظرات حقد و غضب .. " ماذا تريد مني هذه الحمقاء! ".. قالها وهو قابض على يده بقوة .. لكنه لم يعرها اهتماما كبيرا .. كان جل اهتمام علي في تلك الفترة خلود فقط وفقط خلود ! .. في تلك الليلة طلب علي المتحمس الى درجة التهور من خلود طلبا هو الاول من نوعه .." خلود أريد منك طلبا ولكن أرجوك لا ترديني بالخيبة يا خلود " خلود " لو تطلب عيني أرسلتهما اليك فورا " ضحك علي ثم قال : "خلود ... أريد أن ألتقي بك " .. خلود تفاجأت في بادئ الامر و اعتبرت أن علي قد استعجل بعض الشيء لكنها وافقت بعد الحاح شديد أخيرا على أن يراها واقفة عند نافذة غرفتها .. بالفعل خرج علي الى فناء البيت في ساعة متأخرة يلتفت يمينا ويسارا يمشي على أطراف أصابعه ويفتح الابواب بهدوء.. عندما وصل الى الفناء أطلت خلود من النافذة ..نظر اليها وهو يبتسم سعيدا ..كانت بالفعل بنت جميلة المظهر .. لكنه ما لبث أن ناداه والده من نافذة غرفته " علي .. ماذا تفعل ....؟! "..
|
|
|