مع بداية موسم الأمطار يخرج علينا ما يمكن أن نسميهم "مجانين الشهرة والاستعراض"؛ إذ يتفقون مع بعض أصدقائهم لتصوير مغامراتهم وهم يقتحمون السيول ويقطعونها بشكل يوحي للمشاهد بأنهم أبطال، ولا يخشون العواقب، وأن تلك المجازفة تعتبر من قبيل المغامرات المحمودة، وبعد ذلك يتم إدخال بعض الشيلات الحماسية على التصوير وبثه!

ربما نقبل الموضوع لو كانت المسألة إنقاذ عائلة احتجزتهم السيول، أو مساعدة محتاجين انقطعت بهم السبل بسبب الأمطار، ونحن نشكر هؤلاء، ونشد على أيديهم نظير أعمالهم الإنسانية وبطولاتهم التي ساهمت في إنقاذ عوائل أو أفراد، كانوا بأشد الحاجة للمساعدة، وفي ظروف لا تحتمل انتظار الجهات الرسمية.. أما غيرهم من المتهورين الذين يعتبرون موسم الأمطار فرصة لإظهار "عنترياتهم الكاذبة"، التي لا تمت للعقل بصلة، فإنهم يسببون مشاكل كبيرة للمجتمع بهذا السلوك غير السوي؛ فهم من جهة يشتتون جهود الجهات الرسمية، مثل الدفاع المدني، على حوادث مفتعلة، من المفترض ألا تقع على حساب حوادث مهمة يُفترض مباشرتها بسبب ذلك التشتيت.. ومن جهة أخرى أصبحوا قدوة سيئة لبعض المراهقين الذين يتمنون أن يقوموا بمثل تلك التصرفات؛ وبالتالي زيادة أعداد المشاكل الناجمة عن ذلك.

توجد غرامة مقررة من خمسة إلى عشرة آلاف لمن يقوم بهذا الفعل المشين. أتمنى أن يُضاف إلى ذلك مصادرة السيارة، وإلزامهم بالعمل التطوعي في إحدى الجهات الرسمية لمدد طويلة؛ حتى يصبحوا عبرة لغيرهم.

التوعية مطلوبة للحد من تلك التصرفات الرعناء.. والأدهى والأمرّ عندما يقوم بهذا العمل شخص مع عائلته محاولاً اقتحام السيول؛ لنسمع بعد ذلك صراخ النساء والأطفال طلبًا للمساعدة بالرغم من أنه بالإمكان تجاوز ذلك إذا أحسنوا التصرف.. وقانا الله وإياكم الشرور.