الموضوع: خدش مستطيل..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2020   #405


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 9 ساعات (02:09 AM)
آبدآعاتي » 53,531
الاعجابات المتلقاة » 1797
الاعجابات المُرسلة » 1730
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي 18



(18)


3 مايو 2016
الساعة الثامنة والنصف صباحاً


بينما أحاول الاسترخاء بعد فجر هذا اليوم العصيب دوى بكاء والدتي
وكأنه تأشيرة تأكيد خبر (غادرنا فيصل) وانقضت أخر الساعات
استقام الخط المتعرج، وذهب هناك ليرتاح من عثرات هذه الدنيا

يا صبوح الوجه غادرتنا إلى الله سريعاً
اختارك يا أطيبنا خصالاً لتأتيه أولنا
رحلت إلى السماء محلقاً ولوالديك شفيعاً
وما من مواساة تربد على أفئدتنا إلا أنك إلى الله ذاهب
ولنا لقاء بعد أن تزول هذه الدنيا، تحقيقاً لوعد الله

أجوب الأرجاء باحثة عن والدتي،أجلسها وجع الفقد على السلم نزولاً ممسكة برأسها تحوقل
تشهق ببكاء طويل ب(إنا لله وإنا إليه راجعون)
سبقتني إليها سارة أما عني فإني أرقب صفاء الأم المكلومة أين هي؟
وجدتها ترتدي حجابها و بذات الهيئة التي تجلس بها والدتي لكنها تجلس على السلم الخارجي تردد (فهد الآن يجي يوديني)
حاولت انتزاعها لتكون في الداخل على الأقل، ما من جدوى و ما من ملام
أخذت تفرغ شعورها بالضغط على كفيها وتهتز للأمام والخلف
واكتفيت بالوقوف إلى جوارها هذه البطاقة التي في يدي

كل ما أفكر به الأن الأطفال لا يجب أن يعلموا بشكل قاسي أو هذه اللحظة
بعد مزيد من الوقت وحتى نستعيد بعض التوازن يحين الزمان المناسب لأستطيع على الأقل تقديم الاحتواء اللازم
من الجيد أنهم نيام عدا إياد ولن يفقه شيء مما يجري

يا إلهي أربط على فؤادي وجأشي
والحق أقول أني لم استطع ذرف دمعة واحدة لم يحن وقت النواح بعد
أفكر بكل شيء وبكل أفراد أسرتي إذا سقط الجميع سيكون الحال مزرياً
أبقيت الغصة في حنجرتي وحمدت الله على الثبات حتى هذه اللحظة

استعددن نساء العائلة للذهاب إليه ممن لم يحالفهم الوقت في اليوم الماضي
والبعض أراد إلقاء التحية الأخيرة عليه
ابتهلت لربي شكراً أني ذهبت إليه في يومي المنصرم
ورأيته وهو يتنفس، لن أستطيع رؤيته جثة، أو في ثلاجة الموتى

الصلاة عليه ستقام بعد صلاة الظهر
وعلي بدء ترتيبات استقبال العزاء مع سري رفيقة الوحدة
انتهت رحلة فيصل مع المرض وبدأت رحلتنا نحن في ابتلاع وداعه

حانت اللحظة التي كنت أفر منها منذ الصباح الباكر
أمسكت على يد بدر وأخبرته إذ أنه الأكبر عمراً عن البقية في الوقت الذي غادر فيه رجال العائلة للصلاة على فيصل
ثم الدفن و إلى المحطة الأخيرة
( حبيبي بدر، تعرف إن الله يحبنا، وهو اللي أوجدنا على هذي الأرض
ولأنه يحب فيصل كمان أختار أنه يروح له بسرعة)، تأملني قليلاً برجاء العدول عما فهمه، وبلا جدوى
أولاني ظهره وذهب لحجرة والدته و أستطيع أن أخمن الواقعة عليه كيف ثقلها، ليس من السهل أن تفقد أخاك وفي سن مبكرة جداً
ثم إلى البطل عبدالوهاب، ما أوجست صعوبة في إخبار أياً من العائلة
كالتي أتوجسها من إخبار عبدالوهاب/ حبيبي عبدالوهاب أنت تعرف أنه كلنا
في الأخر حنروح للسماء ونرجع لربي اللي أوجدنا على هذي الأرض صح
أجاب على عجالة ولأنه يرغب في إكمال رحلة اللعب الالكترونية التي بدأها
مسحت على رأسه و أنا أحادثه إللي حصل إنه فيصل سبقنا وسافر للسماء قبلنا
أمال رأسه لجهة اليسار يستفسر واضعاً كفة تحت ذقنه بحركة اعتاد فعلها مؤخراً بعد أن ولاني تركيزه عن اللعبة :يعني فيصل مات
من الذي علمك ماهو الموت أيها الصغير
كيف تعرف معناه الصعب بهذه السلاسة
عانقته و أنا أجيبه بنعم
كيف أقنعك بأمر نفسي لم تقتنع به بعد
أخاله سيأتيني في أي لحظة وكأنه في المشفى فترة وتنقضي
ابتعد عني مستفسراً: أنا أعطيته دمي وقال الدكتور إنه راح يرجع لنا، يعني يكذب عليه
لا ياحبيبي هو ما كذب عانقته أكثر لانعدام الجواب الله قد أختار ذلك يا بطل ..

عاد الجمع ويا آه قلبي
كيف لثباتي أن يكون لهذه الدرجة مستطيرا
فقط أشعر بصداع أكسبني رؤية غير صافية لما حولي
ما إن ولج سلطاني إلى بيته بعد الصلاة عليه حتى قبلت رأسه ويده معزية إياه
وكان متصبراً
و حين السلام على والدي الذي منعه من اتباع الجنازة عرض صحي
تعانقا في بكاء مرير وسلطان يردد ( خرجنا اثنين ورجعت واحد يا أبويه، راح فيصل)
والدي وسلطان على يساري ،جبال قوتي تهتز
وعلى يميني فهد ذراعي السليمة وهو في حالة مشابهة
يارب هل الأرض تتموج أم أن أقدامي لا تستقيم
لا أرى بشكل جيد، في وسط غيمة سوداء، أو ضباب مكثف يمنعني من عيش الواقع
الحلم مزعج وطويل لا يريد أن ينتهي/ هكذا واسيتني وأعايش اللحظة
توسلت لله أن يرحمني بدمعة واحدة عن هذه القبضة التي تعصر قلبي والارتعاشة التي تملأ جسدي
وانفاسي التي تتلكأ لكنه لم يحدث
غدوت هشيماً في العمق لا أقوى على الكلام، وفي ظاهري كائن لا يتوقف عن الحركة
أجوب الأطراف، أريد أن أطمئن، فيما يلي سأراني وسأكون بخير..


.
.
.
عن مودة سيتكفل بإخبارها والدها
بعد أن عادت من صفها الدراسي، ورأت امتلاء المنزل بالأقرباء ، كانت تظن أن هناك مفاجأة ما
قالت لي بعد أن رأتني مع سارة نأخذها لسلطان : ايش مسوين لي مفاجأة، طلع فيصل
أصابتني بنصل تركني أدع ذراعها و أوليها ظهري، ما عليها هو أن تتبعني
/ قبلت رأسه تسأله (وين فيصل)
فالجميع هنا وكأن وليمة ستحضر نظراً لتجمع نساء القرابة، إذ أنها لا تعلم عن صفوف الرجال في قسم الضيافة
عصي هذا الجواب يا مودة والدها: الله يقبله شفيع لنا
كانت تنظر له بصمت وأنفاسها ثقيلة مسموعة
أناديها ولا تجيب
أربد على خدها والحال هو نفسه
يعتصرني هذا الوجع تالله أني أشعره كما هو مستعمر في أعماقك
غياب السند و في بداية المشوار العمري، قصمة حقيقية لعود للتو يبدأ ليشتد

دفعتني بعيداً وكأنها تنتظر من والدها جواب أخر
ما لبثت كثيراً حتى سقطت مغشي عليها..
.
.
.

طويل هذا اليوم عن أي يوم مضيته في عمري
حتى الأكثر سوءً، كانت تأفل بمجرد أن أتناسى
تولت النساء إلى منازلهن وأخيراً بقينا لوحدنا
ما أكبرت صفاء في موقف بقدر تلقيها العزاء، متصبرة محتسبة
حتى أمام ما تثيره بعض النساء من بكاء وما إلى ذلك، كانت ثابته، تذكر الله كثيراً ولا تخوض الاحاديث
دخل سلطان إلى حجرته، حان الزمان الذي يتلقى فيه الراحة عن عناء نصف عام و أكثر
رأى سرير فيصل الذي لم يأذن الله له أن يرقد عليه ولا لـ ليلة واحده
استلقى على بطنه بعرض سريره، ونادى إلينا، ابناءه و أخواته
يريد أن نتبادل الأحاديث، يناديني باستمرار (أم إياد) معللاً: هذا كبر عندك، تربيتك
غفى بذات الوضعية أخيراً، وانسحبنا بهدوء
هذه الخلوة الذاتيه، لن نتحاكى فيها إلا المدامع و الفقد..


 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...






رد مع اقتباس