((وإنـا على فراقــك يا أستاذي لـمحـزونـون)) "بسم الله الرحمن الرحيم" ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" الحمد لله الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وإليه يرجع الأمر كله، فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه والله إن الكلمات لتعجز عن وصف مقدار الألم والخسارة الذي أشعر به لفراقك يا أستاذي وإن القلم ليعجز عما يجول في قلبي وما أريد أن أسطره واكتبه من عبرات فقد كان رحمه الله الأب الرحيم والصاحب الوفي والصديق الصدوق نعم المربي ونعم القدوة الصالحة لا أعرف احداً من الذين عرفوه، تذمّر من سلوكه،أوعبّر عن استيائه من تصرفاته، وقد تبينت محبة الناس له قبل وبعد وفاته تعلمت منه رحمه الله التواضع والحب والعدل لم أره طوال السنوات التي درست فيها تحت يديه إلا مبتسما مبادرا بالسلام على الصغير قبل الكبير ناصحا وموجها ومحبا لأبنائه الطلاب وزملائه المعلمين وما رسالته الأخيرة لي قبل وفاته بأيام وهو يوصني في غربتي (بالرضاء بما قسمه الله لنا لانه سيريح قلبك وبدنك وتكون عنده محمودا) إلا شاهدا له على عمل الخير والنصح والإرشاد لن أنسى عندما أبلغوك بوفاة والدي وحضنتني ووقتها شعرت بأني لم أفقد أبي بوجودك ..... مات استاذي العزيز ولو أن لنا حيلة في رده لما جعلناه يدق أبواب أقاربنا وأحبابنا لكنه الموت حقيقة وسنة ربانية، وهو علينا من أصعب أنواع الفراق وليس لنا من بُد سوى الإيمان بقضاء الله وقدره، والدعاء لك يا أستاذي بالغفران ودخول الجنان والنجاة من النيران. على مر الأيام القادمة سنتجرع مرارة وآلام فراقك،والفراغ الكبير الذي تركته بيننا ولست هنا في مقام الجزع أو الشكوى، ولكنني ولله الحمد، في مقام الصبر والاعتبار والسلوان فكل نفس ذائقة الموت وليعلم أبناءك وأحبابك أنك رحلت لمن هو أحن من الأم على ولدها إلى رب العباد فقد أخذ وديعته إليه وهو أرحم الراحمين. وما يسلينا ويهوّن علينا مصابنا الجلل عندما نقرأ قول الله تعالى: ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) رحلت عن هذه الدنيا وبقى ذكرك الطيب وسيرتك العطرة خالدة لدى القريب والبعيد غبت عن أعيننا لكنك لم ولن تغيب عن ذاكرتنا ولا عن دعائنا لك في ظهر الغيب مت ولم يمت حبك في قلوبنا بل ستظل شامخا نفتخر بك دائما مت ولم تمت مواقفك ودروسك التي تعلمناها منك بل ستبقى نبراسا نسير ونهتدي بها إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أستاذي لمحزونون هذه أول ليالي له في قبره فنسأل الله أن يجعلها أسعد لياليه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يمد له في قبره مد بصره وأن يفتح الله له بابا إلى الجنة وأسأل الله كما جمعنا مع أستاذي في هذه الدنيا أن يجمعنا معه في جنات النعيم وأن يغفر ويرحم أبنته ويدخلها فسيح جناته وأن يعافي مصابهم ويشفيهم ويربط على قلوبهم ويلهمهم الصبر والسلوان ولا نقول إلا مايرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون إبنك / نواف – ثانوية أبي أيوب الأحد - 7 /12/ 1436 مافاض به قلبي عن استاذي فوزي الزهراني رحمه الله رحمة واسعة