إنتشرت مؤخراً مواقعُ الزواج ( والمقصود الزواج الشرعي منها )

واستشرت كالنارِ في الهشيم

ولا أحسبُ أن ضيراً منها مادامت تنتهي باستدارةِ خاتمٍ ومأذون

وقبل أن يتشدقَ عدوٌ للمرأةِ بأنها شذت عن العُرف بإنضمامها هناك

نود التذكير بأن المرأة قادرةٌ على الإنحراف وهي متقرفِصَةٌ في قفص

ولا يستطيعُ الرجلُ مناطحةَ كيدِها ولو كان بقرني وعل

وهي الشرفُ على ساقينِ إن منحها آدمُ الثقة

وهي الصالحةُ ولو كان القيمُ فرعون

حينما انضمت لذلك الموقع ارادت لنفسها رجلاً صالحاً

قبل أن يدق ريعانُها اليأس وتطرُق العنوسةُ إشراقتها

لم تختر حواءُ عموداً لتلتف حولهُ في حانة

او يقضي منها وطرهُ عربيداً بعد انتهاءِ وصلتِها

ومااختارت طريق العُهرِ لتكون مومِساً

تجوبُ الأزِقةَ وفي جوربِها سكين

ولكن في مواقع الزواج مأساةٌ أُخرى

ونِردٌ يتدحرجُ يخطئُ ويُصيب

وتضعُ الديوكُ شروطها

أريدها شقراء فارعة بخدٍ أملس وقدٍ أهيف

وأهم شروطه وضع له لوناً فسفورياً يتضحُ للعين

( وأن تكون موظفةً وعلى رأس العمل )

توافقُ المرأة ظناً منها بأن الديكَ يتلو ويحفظُ

(( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض

وبما أنفقوا من أموالهم ))

وبعد الزواج تشهقُ البرتقالةُ وتصفرُ عُصارتُها

وترى صفعةَ الحظ على ذاتِ الخد الأملس

وأن شريكها مجردُ ديكٍ وجدَ من تكفَلُ أمعاءهُ بوظيفتها

وأنها مجردُ سريرٍ ينفخُ في الناي لينامَ الديكُ على وثيره


ومجردُ إناءٍ يغسلُ أقدامهُ التي تسلقها النملُ لبطالتهِ وبدانته

ولا مهنةَ للديكِ سوى صياحِه في كل وقتٍ إلا الفجر

وطلاقاً يُلوِحُ به كلما نضبَ مصروفُه

وعصاً يهُشُ بها على ضلعهِ الأعوجِ إن تمعرَ وجهُه

تلك الزوجة لم تعد سوى تمثالٍ نحتهُ الغبار

وطيرٌ يصمتُ من أجل صغارِه

من الزقزقةِ للزعزعةِ لسانُ حالِه


لم يعد الخيارُ لتلك المنكوبة

إلا أن تستحِمَّ بصوتها المتهدج

وتغتسلَ بالدمعة

همسةٌ للمراة / إن لم تحتسبي الأجر وأنتي عازبة

فلا تتعجلي نصيباً أشبهَ بالكارثة


همسةٌ للديكِ العآله / لو كانَ للبطالةِ حدٌ شرعي

لكان قطعُ ساعِدِكَ الذي عجزتَ أن تقتاتَ به

البعوضةُ لاتمتَلِكُ سوى أنبوبٍ ليفي

ولكنها من دمِ امثالِكَ تقتاتُ به .


بقلمي / في نهارٍ أشعرني بالغثيان .