كان إسحاق بن عباد البصري نائمًا، فرأى في منامه قائلًا يقول له: أغِثِ الملهوف.
فظ±ستيقظ فسأل: هل في جيرانه محتاج؟
قالوا: " ما ندري؟ "
ثم نام فأتاه ثانيًا وثالثًا فقال له: " أتنام ولم تُغِثِ الملهوف؟ "
فقام وأخذ معه ثلاثمائة درهم، ورَكِبَ بغله فخرج إلى المسجد فإذا رجلٌ يُصَلَّي، فلما أحسَّ به انصرف فدنا منه، فقال له : " يا عبد الله، في هذا الوقت؟، في هذا الموضع؟، ما أخرجك؟ "
قال: " أنا رجلٌ كان رأس مالي مائة درهم، فذهبت من يدي، ولزمني دينٌ مائتا درهم. "
فأخرج له الدراهم، وقال: " هذه ثلاثمائة درهم خُذها "
فأخذها ثُمَّ قال له: " أتعرفني؟ "
- قال: " لا. "
قال له : " أنا إسحاق بن عباد، فإن نابتك نائبة فأتني فإنَّ منزلي في موضع كذا. "
فقال: " رَحِمَكَ اللَّه، إِن نَابَتنَا نَائِبَةٌ، فَزِعنَا إِلَى مَن أَخرَجَكَ فِي هَذَا الْوَقتِ، حَتَّى جَاءَ بِكَ إِلَينَا. "
ï؟½ï؟½ مجموع رسائل ابن رجب (128/3
|