يعد فيتامين "د" من الفيتامينات الهامة لصحة الطفل، ويعتبر من الفيتامينات الوحيدة التي يمكن الحصول عليها من الشمس مباشرة، ومن ثم من الطعام، ولذلك فهو ينفرد بهذه الخاصية، وعدم الاهتمام بمصدريه له أضراره الخطيرة على الجسم وخصوصاً عند الأطفال، ولكن هناك فئات من الأطفال أكثر حاجة للحصول على فيتامين "د" من غيرهم، وهم معرضون لنقص فيتامين "د"، ويجب متابعة نسبته لديهم باستمرار، وقد التقت ""، وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة رامز القس حيث أشار إلى الفئات الأكثر تعرضاً لنقص فيتامين "د" من الأطفال لكي يلفت انتباه الأمهات إليها كالآتي:

ما هو فيتامين "د"؟

تعد مصادر فيتامين "د" الطبيعية قليلة «الصورة من AdobeStock»
يعد فيتامين "د" من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وبالتالي فهو يتم تصنيعه من أشعة الشمس، وهو يعمل على دعم صحة العظام والعضلات.
ويحفظ نسبة الكالسيوم في الجسم لأنه يساعد على امتصاصه من الطعام، أو من المكملات الغذائية التي يحصل عليها الجسم من الخارج.
يحافظ فيتامين د على صحة العظام والأسنان عند الأطفال.
يكمن دور فيتامين د في أنه يرفع مستوى الكالسيوم في الجسم، والكالسيوم هو أساس تكوين العظام والأسنان.
ويعمل على تعزيز جهاز المناعة لدى الكبار والصغار، حيث أثبتت الأبحاث أن نقص فيتامين د في الجسم هو أساس كل الأمراض التي تصيب الجسم لاحقاً.
يجب أن يحصل المولود منذ الولادة على جرعة من فيتامين د؛ لأنه غير متوفر في حليب الأم بواقع 400 وجدة دولية يومياً.
يجب ألا تغفل الأم تعريض المولود لأشعة لشمس بحيث تقوم بتهوية الغرفة، وأن يكون سريره مقابلاً لمنفذ لأشعة الشمس حتى في فصل الشتاء.
فئات الأطفال المعرضين لنقص فيتامين "د"

يعد فيتامين "د" من أهم الفيتامينات التي تنقص عند الأطفال «الصورة من AdobeStock»
يعد الأطفال الخدج هم الفئة الأكثر عرضة لوجود نقص فيتامين "د" لديهم.
وكذلك الأطفال ذوي البشرة الداكنة.
والأطفال المصابون بالصرع وزيادة كهرباء المخ والذين يتناولون أدوية خاصة لمثل هذه الأعراض.
والأطفال الذين لديهم سوء امتصاص للفيتامينات والمعادن نتيجة لأمراض هضمية معينة.
والأطفال الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل يومي سواء بتقصير من الأم أو وجودهم في بلدان لا تشرق فيها الشمس كثيراً.


العلاقة بين نقص فيتامين "د" والسلوك العدواني عند الأطفال

يصاب الطفل بالعدوانية في حال نقص فيتامين د «الصورة من AdobeStock»
أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن هناك علاقة بين نقص فيتامين "د" عند الأطفال في مرحلة الطفولة المتوسطة وسلوكهم العدواني.
وقد أظهرت هذه الدراسة أن هناك نتائج خطيرة لنقص فيتامين "د" عند الأطفال منها السلوك العدواني واضطرابات المزاج، والقلق والاكتئاب في مرحلة المراهقة.
وقد توصل علماء في جامعة ميشيغان الأمريكية إلى هذه النتائج بعد مراقبة ما يقارب ثلاثة آلاف طفل تتراوح أعمارهم ما بين 5_12 عاماً، وقد تبين أن الأطفال الذين عانوا من نقص فيتامين "د" بعد ست سنوات من المراقبة هم الأكثر ميلاً لكسر القواعد وعدم الالتزام بالقوانين وكذلك للسلوك العدواني واضطرابات وتقلبات المزاج والاكتئاب في مرحلة المراهقة والشعور الدائم بالقلق والتوتر.
وقد تم دراسة معلومات عامة عن الأطفال الذين جرت عليهم الدراسة، وتشمل هذه المعلومات عادات الأطفال اليومية، والوزن والطول، وكذلك مستوى تعليم الأم، ووضع الأسرة الاجتماعي والاقتصادي، كما تم الحصول على عينات من دم هؤلاء الأطفال لتحديد مستوى فيتامين "د"، وبعد مرور السنوات الستة تم توزيع استبيانات خاصة قام الأطفال وذووهم بتعبئتها، وتم مراجعتها من قبل العلماء الذين ربطوا بين نقص مستويات فيتامين "د" وبين السلوك العدواني والمشاعر السابقة والتصرفات غير السوية.
وقد صرح إدوارد فيلامور وهو رئيس فريق العلماء المشرفين على الدراسة بأن الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين "د" خلال سنوات المرحلة الابتدائية من الدراسة هم الذين يعانون من حصولهم على درجات عالية في المشاكل السلوكية في المدرسة، وهذا يترافق مع سلوكيات عنيفة في البيت.
وأضاف الباحث فيلامور أن مصدر فيتامين "د" الرئيسي هو الشمس، ويجب أن يتعرض الأطفال منذ صغرهم لأشعة الشمس في الفترات المسموح بها بذلك، وهي الساعة العاشرة صباحاً كل يوم ولمدة نصف ساعة على الأقل