{ اهدِنا الصّراط المستقيم }.
هنا سرّ من الأسرار في تكرار الفاتحة!
فكل عاقل يتساءل: أين الصواب؟ وماذا سيفعل؟
وكيف يتصرّف وأين يتجه؟
إذا كثرت الأقاويل ، واشتد الخلاف وتنازعت الملل والفرق والأحزاب، وانتشرت البدع والخرافات: ليس لك إلا أن تُردد:
{ اهدنا الصراط المستقيم }.
إذا اشتدت المحن، وكثرت الفتن، ونزلت الهموم والغموم، وتتبع الناس الأبراج والنجوم، ليس لك إلا أن تردد:
{ اهدنا الصراط المستقيم }.
إذا ضاقت الأنفاس، واشتد القنوط واليأس، وحل الضرّ والبأس
وسيطر الشك والوسواس، ليس لك إلا أن تُردد:
{اهدِنا الصّراط المستقيم}.
عليك كمصلٍّ أن تستحضر طلب الهداية في جميع أقوالك وخطواتك
الفكرية والعملية عندما تُردد هذا الطلب، كل يوم وليلة سبع عشرة
مرة : {اهدنا الصراط المستقيم} ، ومهمّ أن تستحضر المراد بالهداية
هنا، فهي: هداية علمٍ وإرشاد، وهداية توفيق وعمل، وحاجتك لهذه الهداية أعظم من حاجتك للطعام والشراب والنّفَس.
|