تشنجت وهي تحس بالخوف... ووقفت تناظر المكان الغريب عليها... عرفت إنها بالمستشفى من ريحة المكان... جلست عالسرير تلم نفسها وتعقدها بيدها... حطت خدها على ركبتها والدموع تسيل وتسيل... بصورة تراجيديه تصورت لها كل حدث أول ما بدا جونو كضيف ثقيل يطرق الأبواب... لحد لحظة أمس... أو قبل ساعات بالأصح... وأكثر موقف حست بألمه سهام تنغرس بقلبها موت خالد... طفلها... وإلي إلحين صار لها واقع... حقيقة موته بانت لها وظهرت...
تذكرت الجنون إلي انتشل من راسها ذرة تعقل... عيشها بخيال خالد... ووجود خالد... بس... إنها ترتطم بأرض الواقع... كانت صدمة ثانية... وثالثة... بس هي أخف من إلي قبلها... الموت حق... وكلنا مصيرنا للواحد الأحد... الموت حق يالخنساء... وخالد برحمة الله...
تنهدت بألم ورفعت راسها وتذكرت مقطع كان مشوش... أمها سعاد... غريبة كيف جنونها لين الصخر واذابه... وفيصل ونورة وأخوانها... عمي خالد و سيف وهدى والجدة... التوائم... جلند ولجين... عمتي سلمى ونشوى... محمد وطلال... عمر الدخيل... بدر الموجوع ووليد... وليد الغايب... شخوص وجدها القدر وتلاعبت بحياتها بجوانب مختلفة... كل شخص كان له دور... نمى بالخنساء شعور الحب والعطف... الشفقة والخوف والقلق... الحيرة والألم والكره والحقد...
رجعت تمدد جسمها عالسرير وبكاها تحول لنحيب منقطع لمستقبل مجهول... نست أفكارها ونحيبها... وأستقبلت النوم بالأحضان...
.
|