(بيت سلمى...الساعة 9 الليل)
صرخ عليها بحرقة: تكلمي... شو صار... تكلمي...
إرتجفت نشوى وصارت تبكي وهي متخبية بحضن أمها...
همست بصوت مبحوح: هي... هي... أنا ما سويت شيء... والله ما سويت شيء...
صرخت سلمى بحرة: بس... بس... هي شو خصها بهالمجنـ...
صرخ بحرقة أكبر: إلا هالكلمة... إلا هالكلمة يا يمه... إلا هالكلمة...
صرخت سلمى على ولدها طلال: وأنت من عينك علشان تصير لها محامي وتصارخ على أختك؟!
تقرب طلال أكثر من أخته وهو ناوي يضربها: أصرخ عليها حتى تقولي سبب وجودها فبيت عمي سيف... سبب هالكدمات على وجهها...
صرخت أمه: بسسسسسسس... بس يا طلال... أنت ما شبعت؟! ثلاث أيام تسأل هالسؤال...
قال طلال بحقد: ثلاث أيام وبكرة وإلي بعده... ووالله... والله بعرف شو سبب وجودها فبيت عمي سيف بالوقت إلي صار فيه...
سكت طلال وهو يتذكر خالد الطفل... وأرتجفت شفايفه...
ورجع يصرخ بوجع: أنا... حاس... حاس إن كل المصايب من ورا هالسوسة...
ولف طالع من الغرفة وسكر الباب بكل قوة تردد فيه صداه... وكان بالممر يبي ينزل من السلالم لما سمع وقتها صوت بكى... وقف فجأة وعرف إن إلي يبكي هي لجين... رجع لوراه ودخل غرفة أخته... لقاها مطفيه كل الأنوار وراميه نفسها عالسرير تبكي... قرب وفتح الأبجورة عند السرير وجلس على حافته وتنهد بألم...
همس: لجين...
رفعت لجين وجهها وبخدودها تجري دموعها... صرخت فجأة ورمت نفسها بحضنه تبكي...
صارت تشاهق بوجع: أهئ..أهئ... مات يا طلال... مات خالد الصغير... مات...
همس طلال يمسح على شعرها يقاوم دموعه: أذكري الله يا لجين... أذكري الله...
كملت لجين بوجع أكبر: وخالي خالد... آآآآه... أمممممم... بيـموت... حالته حرجه... بيموت...
وما قدر طلال يقاوم دموعه وهمس: أستغفر الله العظيم... لا تقولي هالكلام يا لجين... الله يشفيه يارب... الله يشفيه...
همست لجين بألم: والخنساء يا طلال...
ورجعت تبكي بشكل أكثر يقطع... ما قدر طلال يهدي من بكاها... لأنه هو نفسه بدا يبكي...
ورجع يقول وهو يحاول يتمالك نفسه: الله يشفيها يا رب يا لجين... مصيبتها هي أكبر واعظم... فقد الضنى مو سهل... والخنساء محتاجة لنا حتى نوقف معها... وليد عايش بسواد وثلاث من أهله مرة وحدة صار لهم شيء... هم محتاجين لنا نوقف معهم... مو نبكي على مصيبتهم... محتاجين لنا يستمدوا منا قوتهم... محتاجين لنا يا لجين... محتاجين لنا...
تمت لجين بحضن أخوها تبكي حتى شاهقت وهدت وردت تقول: وأنت... أنت يا طلال ليش تصارخ على نشوى... أنت...
همس طلال يمسك وجه لجين بين يديه: كذبيني... كذبيني بس إن نشوى مالها يد بموضوع الخنساء... كذبيني...
نزلت لجين راسها وهمست تهز راسها بلا: لا... ما أقدر أكذبك لأني انا بعد شاكه...
همس طلال بألم: ما أدري شو مخبية عنا... والله وبديت أخاف يصير شيء كبير...
ردت لجين بصوت مرتجف: طلال... لا تقول هالكلام... وأرجوك... أرجوك ما يوصل هالكلام لأبوي... أرجوووك...
وقف طلال يجر رجوله للباب... يحس نفسه ضايع... يخاف أخته مسويه شيء أكبر من تفكيره...
قال وهو معطنها ظهره: ما بقول له... بس أنا وإنتي عارفين أختنا... ومن هي...
* * * * *
.
.
((تابع))
|