الأحد...
13-7-2008...
مسكت ولدي بين يدي بكل فرحة... اليوم هو يوم طلوعه من المستشفى... مشيت ورا عمي سيف وأنا أبتسم بفرحة...
جلست بالسيارة أقول لعمي: شـ... شكراً عمي...
ابتسم لي يقول: وليش هالشكر؟!
رددت: أنت... هدى... تعبتوا... عشاني....
قال عمي يبتسم بكل حب: تعبك يا الخنساء راحة... جدتك وعمك خالد ينتظرونا بالبيت...
ضميت خالد لحضني وأنا أنزل من السيارة... ومشيت للصالة... أستقبلني عمي خالد عند الباب... أخذ خالد حفيده بين يديه وباس راسي...
وهو يقول: الله يحفظه لك يابنتي... يتربى بعزك...
رديت بحب: آ..آمين...
جلست جنب جدتي وأنا أسمعها تعاتبني: يا بنتي... متى ناويه ترجعين لبيتك وزوجك؟! البيت مو مثل عادته... مكتوم وهادي وما في من يونس وحدتنا أنا وعمك... وليد بحاله... ما يرجع إلا عالمغرب ويطلع بعد العشاء ما يرجع إلا عالفجر... يا بنتي رأفي لحالك وحال زوجك وحال ولدك وأرجعي لبيتك... خلي عنك هالعناد...
أبتسمت بألم... كل مرة جدتي تزورني تعيد لي نفس الكلام... أعطاني عمي خالد ولدي وناظرني وهو يبي يتكلم...
قال: أيوه يا بنتي... والله البيت من دونك موحش وغريب...
ووافقه عمي سيف: الخنساء حبيبتي ما يصير كذا معلقة... حاولي بس تفهمي الوضع بدون كلمة شفقة هذي...
هزيت راسي بألم ووقتها سمعنا صوت جرس البيت... وقفت هدى وفتحت الباب لجلند وطلال ولجين... كانت لجين لاصقه بأخوها... ولما شافتني جات تبوس الطفل وتاخذه مني بدون ما تسلم علي...
قلت لها ابتسم: سـ..سلمي... مو تشـ..تشوفين ولدي... وتنسي خنساء...
ضحكت لجين وهي تلاعب خالد: هههه... لا حبيبتي صرتي موضه قديمة... هذا الجديد... ما شاء الله... فديت والله هالحلوو...
جا طلال ينرفزها علشان ياخذ خالد بعد ما سلم علي... ناظرت جلند وهو يسلم علي... وكانت نظراته هالمرة فيها شيء من العتب... أستغربت بس ما أهتميت... جلس على الكرسي قدامي...
وبدا يقول بصوت هادي: الخنساء...
ناظرناه كلنا لأن صوته جا قوي... وكمل: الخنساء متى ناوية ترجعين لبيتك؟!
رفعت نظري له وأستغربت جرأته... إنه يتكلم معاي بهالشكل...
أشرت: وليش هالكلام؟!
ناظرني بغموض وقال: وليد... ما قد فكرتي فيه؟! ما يهمك إنك تركتيه بدون رحمة؟!
أشرت: هذا هو إلي يبيه...
قال: وأنتي متأكدة من هالشيء؟! متأكدة إنه تزوجك بس علشان أشفق عليك؟!
خذيت خالد ولدي بين يدي بدون شعور وتميت ساكته فترة...
ورجع يقول: إسألي عمي خالد... إسألي جدتي... إسأليهم عن حال وليد وبيخبروك...
أختار خالد بهالحظة يبكي... وقفت ودفنت خالد لحضني وتراجعت لوراي...
ورددت ودمعة تنزل: هو... لو... يبي خنساء... كان جا... من زمان...
ولفيت عنهم طالعة... يكفي هالكلام إلي سمعته... يكفي... يكفي...
*
|