(((((((((((((الفصل الثاني)))))))))))))
~~** صراخ الصمت **~~
ما زلنا بالخميس.. العصر ٥ بالضبط..
21-6-2007...
نزلت من التاكسي بعد ما حاسبته... قطعت شارعين ووصلت لشارع راقي... بيوتها حلوه وضخمة.. .الفيلا إلي وقفت عندها كانت بلونها البني أبداع فخم... وبسبب جونو جدران البيت من مكانين متكسر بس باين من العمال إن الشغل خلاص بدا بهالبيت...
ضغط على الجرس وظليت واقفة وأنا ألملم شنطتي .. .سمعت صوت من وراي ...
: نعم؟؟
لفيت كنت أظن من المسجلة وراي (الأنترفون) لكنه كان البواب...
البواب: من تبين؟
فتحت المسودة وكتبت: آسفة عمي أنا خرسا... لو سمحت ودي أشوف وأتكلم مع أحمد الـ...
ناظرني البواب العجوز محتار...
البواب: من أنتي؟
كتبت: أنا الخنساء بنت أحمد الـ.. أريد أشوف أبوي...
نظرة الشك والعصبية بانت بوجه... على باله إني غبية أو متسولة...
بدا البواب يقول وهو معصب : وش هذا؟ أنا ما طفل تضحكين عليه.. .يالله ...يالله أشوف أقلبي وجهك... وما أريد أشوفك هنا تكذبي وتتسولي... وإلا راح أتصل بالشرطة يتفاهموا معاك...
كتبت: صدقني يا عمي أنا الخنساء بنت صاحب هذا البيت... وعلشان أثبت لك هذي بطاقتي الشخصية. ..
رفعت الغطوة بتردد وخجل ومديت بالبطاقة يتأكد...
مرت تقريبا 5 دقايق يناظرني مصدوم... ما كان بيده يعترض ولا أعترض لأنه ناظرني محتار يقول: وش تبين؟
كتبت: ودي ألاقي أبوي...
ما رد علي إلا إنه فتح البوابة وطلب مني أدخل وراه... مشيت مطيعة ... ووصلت للباب الرئيسي وكان قدامه 5 سيارات فخمة وغيرهم ثنتين في الكراج... شفت البواب يدق الباب ... طلعت طفلة صغيرة تجري... سحبها ولد كان يلحقها ودخلها...
سمعت البواب يقول: وين الأستاذ أحمد يا علاء؟
علاء: داخل مع الضيوف...
البواب: أمك موجودة؟؟
علاء: أيوه...
البواب: وين جالسين؟
علاء: في الصالة.. ليش؟؟
ناظر ورا البواب ...كنت واقفة متغطية وأنا أتمعن في علاء ... حسيت وقتها بقلبي يرفرف... هذا أخوي !! مو مصدقة...
البواب: في بنت جاية تلاقي أبوك... يصير تأخذها لداخل وين ما جالس أبوك؟
علاء تم يناظرني وقتها بشك...قال: ليش؟ ومنو هذه؟
البواب: راح تعرف لما تأخذها عند أبوك...
أعطاني علاء نظرة طويلة وبعدها قالي: أمشي وراي...
كتبت بسرعة للبواب: مشكور عمي... آسفة أزعجتك...
هز راسه وفعيونه نظرة عرفتها بعدين أنها نظرة شك وخوف...
مشيت ورا علاء... كان البيت من الداخل راقي وضخم... كل قطعة أناظرها هي فن بحد ذاتها... تبعت علاء لحد زاوية مقسومة... نصها اليمين يجلس فيها الرجال والشباب والثانية الحريم والبنات...
علاء قال بصوت قمت وقتها من شرودي: بابا ... في وحدة تريد تشوفك...
ناظرت الكل بنظرة قصيرة وبعدها حطيت رحالي للرجال إلي كلمه علاء...
أبوي: منو؟
وناظرني ... ووقتها حسيت بالكل يناظرني بغرابة... كأني كائن غريب ببشرة خضرا...
كتبت بالمسودة: أبوي أنا الخنساء بنتك...
مديتها له يقراها... ما رفع راسه إلا بعد فترة... وكانت نظرته غريبة فيها شي من الصدمة... والشك... وعدم التصديق...
كتبت: إذا ما أنت مصدقني هذه بطاقتي... أوراقي الثبوتية...
قدمت المسودة له مع الأوراق... وتشجعت لما فكيت الغطوة لكني حسيت بالخجل... وأحمرت خدودي من نظرة الناس لي ... إلي هم أهلي...
أدري إن وجهي شاحب مثل الأموات وهذا بسبب إلي صارت... جونو وموت جدي ورفض أمي لي... وما سلمت منهم صاروا يتهامسوا ويعلقوا... وبحسرة وحزن أسدلت الغطوة حتى أخفي وجهي عن نظراهتم...
الصمت هو كل إلي حصلت عليه من أبوي...
كتبت بالمسودة: جدي مات يا أبوي... مات يوم الإعصار بشرر كهرباء...
مديتها له وقراها. .. كان الرجال إلي جنبه يسأله :ويش فيك يا خوي؟ ومن هذه؟؟ وأيش سالفتها؟
|