وإن ضاقت الدنيا عليكَ فإنّني
وهبتُكَ قلبي مَوطنًا بينَ أضلعي
أُحبكَ لا أدري إلى أينَ وُجهتي
ولا أرتجـي مِن بعدِ حُبك مَرجِعي
كأنّ الذي في القلبِ سِحرٌ أصابني
فأمسى جنونُ الحُبِّ في كُلِّ مَوْضعِ
فأنتَ ليَ الروحُ التي بين أضلُعي
وعيني التي ترنو، وقلبي، ومسمَعي
فلا زهرةٌ إلّا وجدتُكَ عطرَها
ولا غفوةٌ إلا وأنتَ مَعي مَعي
ولا لحظةٌ إلا سناكَ يزورني
كشمسٍ تزورُ الأُفْقَ في كُلّ مَطلَعِ
ولا غيمةٌ إلا رأيتُكَ حولَها
فتهطِلُ من فرْطِ المحبةِ أدمُعي
فيا لوعة الأعماقِ إن غِبتَ لحظةً
ويا وحشةَ الدنيا إذا لمْ تكُنْ مَعي!
لئِن كانَ ما ألقاهُ فيكَ حقيقةً
فقد حُزتُ مِن دُنيايَ غايةَ مَطمعي
وإن كُنتُ في حُلمٍ فدَعني أعيشُهُ
ويا ليتَ قلبي لا يفيقُ ولا يعي!
|