النورُ في قلبي ووجهي مُشرِقُ
وعلى شِفاهي بَسمةٌ تترقرقُ
أرنو إلى العَليا بقلبٍ حالمٍ
كالطيرِ في جَوِّ السماءِِ أُحلّقُ
وأسيرُ في الدُنيا وغُصنُ عزيمتي
صَلبٌ، وبابُ تفاؤلي لا يُغلَقُ
وأعيشُ مسرورَ الفؤادِ فداخلي
أمَلٌ جديدٌ كُلَّ صُبحٍ يُشرقُ
هذا أنا الحلمُ الذي لا ينثني
ما دامَ في جَنبيّ قلبٌ يخفِقُ
هذا أنا الأملُ الذي لا ينتهي
كالسلسبيلِ بداخلي يتدفّقُ
لا أعرفُ اليأسَ الكئيبَ ولا البُكا
فالفأْلُ بوصلتي وقلبي مُورِقُ
قالوا خُلِقتَ مُنعّمًا فأجبتُهم
عندي من الدُّنيا جِراحٌ تُطبِقُ
أُمسي وروحي للبلايا مَوطِنٌ
والقلبُ من أوجاعهِ يتمزّقُ
لم تسلمِ الروحُ النديّة من أذىً
يغتالُها، أو مِن بلاءٍ يُرهِقُ
أدمَتْنِيَ الدُّنيا فصِرتُ ممزّقًا
بسِهامِها في كل يومٍ أُرشَقُ
ولكَم تجرّعتُ المرارةَ والأسى
لكنني كالطّودِ لا أتشقّقُ
ما هزّني همُّ الحياةِ وضِيقُها
فالهمُّ يمضي والجِراحُ ستُرتَقُ
والروحُ بعدَ شتائِها سيزورها
فَصلُ الربيعِ فتطمئِنُّ وتورِقُ
لِأرى عَطايا اللهِ تجبرُ خاطري
وتَهِلُّ غيماتُ السماءِ وتبرُقُ
أنا لا ألومُ اليائسينَ لأنني
أبصرتُ راياتِ البشائرِ تَخفِقُ
وشرِبتُ من كأسِ التفاؤل شربةً
لم ينهلوا منها ولم يتذوقوا!
في روضةِ الآمالِ أشدو هانئًا
ما همّني إن كذّبوا أو صدّقوا
لَن تُطفئ الأوهامُ نُورَ تفاؤلي
فأنا القويُّ وهِمّتي لا تُزهَقُ
وأنا الغنيُّ بحُسنِ ظنّي بالذي
يُعطي العطايا للعبادِ ويُغدِقُ
وأنا المليءُ بِبَهجةٍ ألقى بها
جَمْعَ الهمومِ عن الضلوعِ يُفرّقُ
أحيا ونورُ اللهِ يسكنُ أضلُعي
فعلامَ أمضي في الحياةِ وأقلَقُ!
وعلامَ أخشى مِن غدٍ واللهُ في
عَليائهِ أحنى عليّ وأرفقُ
وأَمانُهُ يكفِي القلوبَ وغَيْثُهُ
يَروي قلوبَ الظامئينُ ويُغرقُ
يا مَن لهُ حلمٌ يعيشُ لأجلهِ
والدربُ صَعبٌ والنهايةُ تُقْلِقُ
أَوْكِل أموركَ للذي رفعَ السما
ولِمن بهِ كُلّ الرجاءِ يُعلّقُ
ودَعِ الغيوبَ لِلُطفهِ فلرُبّما
تُمسي وتُصبحُ والرّجاءُ مُحقّقُ
كُن ما تشاءُ ولا تكُن مُتشائِمًا
إنَّ التشاؤمَ إن تمكّنَ مُوبِقُ
تحيا به أيامَ عُمْرِكَ بائسًا
والكونُ في عَينيكَ لَحْدٌ ضيّقُ
أمّا أنا سأظلُّ ألتَحِفُ الرضا
وأعيشُ بالأملِ النقيِّ وأُورِقُ
أرنو إلى الفجرِ الجميلِ وأستقي
مِن فيضِ ربي رحمةً تتدفّقُ
وأسيرُ في هذي الحياةِ كأنّ لي
في كلّ جارحةٍ لِسانًا يَنطِقُ:
مُتفائِلٌ مُتفائِلٌ مُتفائِلٌ
حتى أرى وعدَ الإلهِ يُحقّقُ
|