مَا بَيْـنَ لَيْلِي… وَانْطِفَاءِ نَهَارِهِمْ
رُوْحٌ تُنَاجِيْهِمْ… وَرَاءَ سِتَارِهِمْ!
تَرَكُوا لِيَ التَّذْكَارَ… كَيْفَ أَضُمُّهُ؟!
مَا يَرْتَجِيْهِ القَلْبُ مِنْ تَذْكَارِهِمْ؟!
وَبِلَا وَدَاعٍ غَادَرُوا… لَوْ فِي يَدِي
لَأَضَفْتُ مِنْ عُمْرِي إِلَىظ° أَعْمَارِهِمْ!
وَغَرَسْتُهُمْ فِي كُلِّ شِبْرٍ… حَيْثُمَا
وَجَّهْتُ… عَانَقَنِي شَذَا أَزْهَارِهِمْ!
وَرَسَمْتُهُمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ… عَلَّنِي
أَرْنُو لَهُمْ… إِنْ تُهْتُ عَنْ أَخْبَارِهِمْ!
أَبِلَا وَدَاعٍ غَادَرُوا…؟! مَا ضَرَّ لَوْ
أَخَذُوا مُحِبًّا رَامَ طِيْبَ جِوَارِهِمْ؟!
يَا لَوْعَةَ الـمُشْتَاقِ… ذَابَتْ مُهْجَةٌ
ثَكْلَىظ°… تَتُوْقُ إِلَىظ° سَنَا أَقْمَارِهِمْ!
وَابْيَضَّتِ العَيْنَانِ حُزْناً… إِنَّمَا
عَزَّ القَمِيْصُ… وَلَا سَبِيْلَ لِدَارِهِمْ!
أَشْتَاقُهُمْ ضَحِكاً بُكَاءً… مِثْلَمَا
أَشْتَاقُهُمْ فِي صَمْتِهِمْ وَحِوَارِهِمْ!
أَشْتَاقُ وَمْضَةَ نُوْرِهِمْ… أَجْلُو بِهَا
لَيْلِي… كَمَا أَشْتَاقُ جَذْوَةَ نَارِهِمْ!
أَحْيَا بِهِمْ رَغْمَ الغِيَابِ… وَلَمْ أَزَلْ
أَسْقِي فُؤَادِي… مِنْ نَدَىظ° آثَارِهِمْ!
وَبِلَا وَدَاعٍ غَادَرُوا… لَمْ يَتْرُكُوا
إِلَّا بَقَايَا… فِي طَرِيْقِ مَسَارِهِمْ!
#عيسى_جرابا
|