عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-18-2024
لوني المفضل #Cadetblue
 عضويتي » 29723
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » منذ 16 ساعات (11:33 AM)
آبدآعاتي » 117,450
الاعجابات المتلقاة » 8158
الاعجابات المُرسلة » 8698
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » روح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي العبادة يجب أن تكون لسامع الشَّكِيَّة، وكاشف البَلِيَّة









العبادة يجب أن تكون لسامع الشَّكِيَّة، وكاشف البَلِيَّة، علَّام الغيوب؛ ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [النمل: 65]، فالتوحيد يمنع تَعَالِيَ مخلوقٍ على مخلوقٍ، وتعاظُمَ عبدٍ على عبدٍ.

الإنسان منزوع الحرية في بدايته ونهايته، فهو مولود عبدًا، وميت قهرًا، لم يكن له اختيار في ميلاده، ولا في ساعة وفاته، ولا حتى في شكله ولونه؛ ﴿ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 8].

الشرك هو الخطيئة الكبرى، والجَرِيرة العظمى، أعْظِمْ به شقاءً! وأطْوِل به عناء! جناية لا ينفع معها صلاة ولا صيام، ولا حج ولا صدقة، ولا يبررها كرامات العبد، أو علو شأنه، أو اصطفاء الله له: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، هذا وحيُ الله لأنبيائه بلزوم التوحيد، والتحذير من الشرك، ووعيد لهم بأن الشرك مُحبِط لأعمالهم، مُذْهِب لطاعاتهم ولو عظُمت.

فرَّ موسى صلى الله عليه وسلم من فرعون، واختبأ عيسى صلى الله عليه وسلم، وهاجر محمد صلى الله عليه وسلم خِفْيَة، عُذِّب أصحابهم وقُتلوا، فلم يغنوا عنهم شيئًا في حياتهم، فكيف يُرجَى الغوث منهم بعد مماتهم؟

هل يُعبَد عبدٌ، ويُقدَّس عَدَمٌ، ويُؤلَّه فانٍ؟

ضعيف يرجو ضعيفًا، وفقير يسأل فقيرًا، وعاجز يطلب عاجزًا.

هل يَخْلُق الله ويُدعى غيره؟ ويُرزَق الرزاق ويُشكر سواه: ﴿ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [الصافات: 154].

عجيب أمر الخليقة، فمع الدلالات الواضحات في أن الله وحده علَّام الغيوب، فإن كل مجموعة تنصب من شاءت لعلم الغيب، وكما أن الأدلة الواضحة جاءت بالتحذير من الشرك، والأمر بالتوحيد إلا أنهم يتماحكون، وبالباطل يجادلون، فذاك يعبد شجرًا، وآخر يعبد بشرًا، وذاك يقدِّس صليبًا، وآخر يعظِّم نارًا.

فهل يُرجَى الغَوث ممن لم يكن لنفسه مُغيثًا، ويُطلب الشفاء ممن يعتريه المرض، ويُسأل النجاء ممن جُندل على الأرض مقتولًا، أو بات فيها مدفونًا؟
ويا أيها الراجي حُسَينًا لكربة
أترجو لكَرْبٍ مَن أصيب بِكَرْبَلَ



الأنبياء المصطفون عليهم الصلاة والسلام وسيلتنا لمعرفة الطريق الموصل إلى الله، ومحبتهم واتباعهم وسيلتنا لنيل رضوان الله، أما عبادتهم فهي مقت الله وسخطه؛ ﴿ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18].

هل يكون الشرك بالله الذي بُعِثَ الأنبياء للتحذير منه، وتُوعِّد عليه، هو الوسيلة التي يتقرب بها إليه؟ وهل يعقل أن يكون مَقْتُ الله وسيلةً لرحمته، ويُجعل أعظم الموبقات وسيلة لرضوانه؟ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48].

عجيب أمر البشر، على خطى إبليس يجترُّون الباطل ويتوارثونه، منهج شيطاني يرتدي عباءة الإسلام، ففي نزول الآيات الكريمات ذكر ابن كثير عن ابن عباس قال: كان أهل الشرك يقولون: نعبد الملائكة والمسيح وعزيرًا؛ يدعونهم، فيأتيهم الرد بأن هؤلاء لا يستطيعون كشف الضر عنكم بالكلية، ولا تحويله من شخص إلى شخص، ولا من جماعة إلى جماعة، وهؤلاء الذين تعبدونهم – تدعونهم - إنما هم من عبيده، يتوسلون له بالطاعات رجاء رحمته، وخوفًا من عذابه؛ فكيف جعلتموهم لله أندادًا: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 56، 57].

التوسل إلى الله يكون بالإقرار بالتوحيد، والاعتراف بالذنب؛ كما فعل يونس وهو في بطن الحوت: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، والتوسل إلى الله بالإيمان والتوحيد، واتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 53].

والتوسل بأسماء الله وصفاته، وإظهار العبد فقره إلى الله وحاجته إليه: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]، ومن ذلك توسُّلُ موسى صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24].

هذا هو منهج الأنبياء في التوسل إلى الله، فمن خالفه مع وضوحه وتكراره وتأكيده في القرآن والسنة، فليتأمل قول الله في أهل النار وهم يصطلون فيها؛ لعله يصحو فينجو: ﴿ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴾ [الشعراء: 97 - 99].









 توقيع : روح الندى









رد مع اقتباس