عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2023   #111


الصورة الرمزية كتف ثالثه

 عضويتي » 29424
 جيت فيذا » Jun 2017
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (02:52 AM)
آبدآعاتي » 53,800
الاعجابات المتلقاة » 1812
الاعجابات المُرسلة » 1752
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » كتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond reputeكتف ثالثه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  انا هنا

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: غير ذلك

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الجزء ( 41 )




إن قصتنا لاتكتب ،
وسأحتقر نفسي لو حاولت ذات يوم أن أفعل ،
لقد كان شهراً كالإعصار الذي لايُفهم ، كالمطر، كالنار،
كالأرض المحروثة التي أعبدها إلى حد الجنون
وكنت فخورا بك إلى حد لمت نفسي ذات ليلة
حين قلت بيني وبين ذاتي
أنك درعي في وجه الناس والأشياء وضعفي ،
وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك
ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبا تعينيّ
ولكن لأنني لن أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد

*غسان كنفاني.



،

وقفت مُتصنمَة هي الأخرَى و الخوفْ يدبُّ في قلبها و الحُمرَة تكتسِي وجهها وعيناها تكاد تختنق من بياضها المُرتجف ، أمام أشباح أم ماذا ؟ لم نؤمن بوجُود الأشباح يومًا .. من هؤلاء ؟
همست بصوتٍ مُهتز : خلينا نركض
سُمية : شوفيهم ما يشوفونا ؟
أفنان تُغمض عيناها بشدَّة : ماأبغى أشوف تكفييين خلينا نروح .. نادي أحد
سُمية رجعت للخلف وأرتطمت بِرفٍ لتسقط عدة ملفات على الأرض ،
ألتفتُوا الأربعة المُكتسين بالسوَاد من رؤوسهم إلى أقدامِهم و لا يظهرُ البياض إلا من أسنانِهم المُنقطة بالدمَاء ، سارُوا بخطواتٍ موسيقية مُرعبـة ، بلعت ريقها أفنان و لا صوتُ لها ، و سُمية فكوكها ترتطم في بعضها وترتجف لتصرخ ،
بصرختها ركضُوا بإتجاههم ليركضُوا بلا مسَار بين الأرفُف و الممرات الضيِّقة.
جُرَّت قدم أفنان لتسقط على الأرض المُغطاة ببعض الأتربـة ، ألتفتت عليها سُميـة وكادت تعُود إليها لولا آخرًا شدَّها من فمِها و كفِّه ذات رائِحة معجُون الطماطم ، لطَّخ شفتيْها بسائِلٍ لزج ،
أنطفأ النُور لينتشِر الظلام و لا مجال للنُور إلا من نافذةٍ علويـة قريبة من السقف ، أفنان الواقعة على الأرض رفعت عينها لبصيص النُور المُنبعث لتتلاقى عيناها مع عينا هرَّةٍ حمراء كـ مشرُوب التُوتْ القاني ،
أفنان برجفة : سميــة ..
و لاصوتٌ سوى صداها ، قتلوها ؟ لا بُد أن يقتلوها ؟ رُبما عصابـة ، عقلي يتفجَّر و الظلام ينغمسُ بعيني ، لابُد أنه حلم ، يالله حلم !! خيال !! ماذا يحصُل ألم يسمعُوا صُراخنا ؟ كل المكاتِب بجانبنا ! كيف يتجاهلُون أصواتِنا ؟ سيقتلُونِي الآن ،
همست : سُميـــة .. يارب يا رحيم
شعرت بوخزٍ يسار صدرِها و ضبابٌ يلفُّ عيناها ، سيغمى عليّ ولا أحد بجانبِي ، سيقتلوني وأنا هُنا في كَان ؟ يالله و أهلي ؟
قدمِها مُتيَّبِسة غير قابلة للوقوف ، مكسُورة و تشعُر بالضعف والمرض من أن تقُوم.
سمعت صرخة داميـة من حُنجرة سُميـة ، أيقظت عيناها التي تُجاهد أن تفتحها رُغم الدوَار الذي يُصيبها ،
بصوتٍ حاولت أن تُعليه إلا أنَّهُ أتى خافِتًا : سُميــة ..
انفتحت الأضواء لتنتشِر ضحكاتهم و هُم يصرخون : Happy Halloween
نزعُوا الأقنعة ليخرُج شابٌ فرنسِي ذو شعرٍ بُندقِي مُجعَّد وبعضُ النمش يعتلي وجنتيْه و شابٌ كندِي ذو شعرٍ أسوَد قصِير وملامحٌ بيضاء كالثلج و آخرٌ مغربِي ببشرةٍ سمراء وشعرٌ قصير و الأخيرُ سُوري ببشرةٍ بيضاء و عوارضُ خفيفة مُتقاطِعة .
سمية بعصبية : كلاااااااااب ..
الفرنسي بلكنتِه مُتغنجة : نعتذر كُنَّا نُحضر للهالوين في الشهر القادم و رأيناكُم
أفنان و دمُوعها تنساب ، أفكارها حلقَّت لشيءٍ بعيد ، " تُوبة أدخل هنا " ، كل إعتقادي بأنِي كُنت على وشك الموت و أنا لستُ بأرضِي .
سُمية بغضب : هالوين في عينك يالأشهب
أوليفر بإبتسامة نقيَّة : excusez moi ?
سُمية وكأنها تحوَّلت لعجوزٍ صغيرة : أنا مو قايلة لك ديرة الكُفر ماترتجين منها شي
أفنان مدَّت إيدها وبنبرةٍ باكية : طيب وقفيني
قيس السُوري : عم نمزح يا صبايا
سُمية وهي ترفع الملفات عن طريقها : طيب لو فرضًا متنا بسكتة قلبية بتقولون " تُقلد صوته " : عم نمزح ؟
قيس بأدبْ وهو الآخر يُزيل الملفات الساقطة : بنعتزر
أفنان تقِف وقدمِها ملتويَة و دمُوعها مختنقة في محاجرها : وقفوا قلبي
الشاب الكندي الغيرمُبالي : المُسلمات يخافن حتى من ظلِهن
سُمية بلكنة نجديَّة : أنجس من ذَنَبْ التسلب *الكلب*
أفنان وتعرُج قليلا لتهمس : عيب لاتحكين معهم والله يحطونا براسهم ويذبحونا
سُمية : لايهمونك أصلا فيه رقابة دقيقة مايقدرون يسوون شي
أفنان بقهر : أشوف هالرقابة ماجتنا
أوليفر بإحترامٍ شديد : فعلاً أنـا آسف لم أقصُد الإذاء إنما المتعة
أفنان بصوتٍ خافت وبلكنة إنجليز بريطانية الغليظة : العفُو لم يحصل شيء
خرجُوا من المكاتِب الظالِمة ليجلسَا في الطابق الأوَّل حيثُ مكانِهُم.
سُمية تمسح من وجهها السوائِل الحمراء : يالله أقرفوني ... بروح الحمام أغسِّل .. وذهبتْ.
أفنان أنحنت لتُخفض رأسها ، يكفِي يا أفنان لِمَ البُكاء الآن ؟ كان عبارةٍ عن مزحة و لم أعتادها ، لا تكُونِي سخيفة وتبكين .. حدَّثت نفسها لتقاوِم عبراتِها و صُداع يفتُك برأسها.
أتَى وهو يوسِّع ربطة عنقه الضيقة على رقبته : أفنان جيبي لي أوراق الـ ... لم يُكمل و هو ينظِر لملامِحها المخطُوفة بالبياض و الحُمرة تخنق عيناها.
رفع حاجبه بشك : وش فيك ؟
رُبما نحنُ لا نُريد البكاء ولكن السؤال عن حالِنـا يُبكينا و كأنَّنا ننتظِر همسةٍ دافِئة لنبكي ، الغُربة ليست سهلة ، الغُربة تُضعفنا حتى تصبح قلوبنا هشَّة ، أبسطُ الأشياء تُبكيها .. لا حضنٌ يُسمِّي عليك و لا كتفٌ نرتمِي عليه ، الغُربـة صعبة قاتِلة ذات صخبْ لا يُسمَع.
أفنان بصوتٍ جاهدت أن يخرج بإتزان : أيّ أوراق ؟
نواف ترك ماكان بيدِه على طاولتها وهو يجلسُ مُقابلاً لها على طرفِ مكتبها : مضايقك أحد هنا ؟
سُمية عادت و أنظارُها تتفحَّص أفنان : مزحوا معنا ثقيليين الدم
نواف : مين ؟
سُمية : كنا ندوِّر بالأرشيف على محاضرات يوم الإثنين و لقينا أُولِيفر و جاك وقيسْ و عبدالله كانوا يحضرون للهالوين وماأعرف أيش من خرابيطهم وطفُّوا علينا النور وأرعبونا
نواف : إيه الهالوين الشهر الجايْ
سُمية بغضب : وقفوا قلوبنا وأرعبونا
نواف يُخفض صوته لأفنان المُنحنية برأسها : وهذا اللي مبكيك ؟
أفنان شعرت وكأنه يستصغرها ، لم تُجيبه وأكتفت بالصمتْ.
نواف ألتفت على الصخب الذِي يخرُج من المصعد الكهربائِي
سُمية بحقد : جوّ
نواف أبتسم وهو ينظُر لصديقه الحميم أوليفر : أوليي
أتى إليه و بحرج : أقسمُ لك أننا كُنَّا نمزح لم نتوقع أن تغضب
نواف : أعتذر لها الآن !
ومرةً أُخرى يلفُظ أوليفر : أنا آسف يا فنَا ..
نواف : أفنان وليس فنـا
أوليفر بضيق : و أنا أُحبه فنـا
أفنان بهمس مُحرج : خلاص إستاذ نواف ماصار شيء هم كانوا يمزحون وأنا فهمتهم غلط
أوليفر : يجب أن تُخبرني بخطوطكم الحمراء حتى لا أتجاوزها
نواف بضحكة : النساء باكملهم خطٌ احمر
أوليفر : صديقة لا غير ؟
نواف : لا صداقة بين رجُل و إمرأة سدًا لباب الفتنة
أوليفر : أوووه ؟ بربِك النساء بأكملهُن فتنة.
نواف رفع حاجبيه وهو يُراقصهن ويتفنن بهُن : أنتهى عملك اليوم.
أوليفر بإبتسامة : حسنًا يا فنـا .. هل السلام أيضًا غير جائز ؟
نواف : دُون مصافحة
أوليفر : حسنًا ماذا أيضًا ؟
نواف : لآ تُطيل النظر بهُن
أوليفر : هههههههههههه وماذا ؟
نواف ألتفت لسُميـة وأفنان : وش مضايقكم بعد ؟
سُمية : مفروض الأماكن المغلقة واللي ماتندخل دايم إحنا ماندخلها ! و أعيادهم ذي محرمة وإحنا مانحبها
نواف يُحدِّث أوليفر بالفرنسية حتى لا تفهمان عليه أفنان وسُمية : لا دعوات لحفلاتٍ ولا سهرات هُنا ، و المشرُوبات الكحولية لا تجيء لهذا الطابق
أوليفر : ياإلهي ألا يُوجد شيء إسمه إستمتاع ؟

،

تقِف أمامه مرعُوبـة تعلم أنَّه سيشربْ من دمِها تعرفُ غضب و براكين سلطان ، أردفت : خلاص عشان خاطري هالمرَّة
سلطان و يرمي السلاح المركون بخصرِه على الطاولة : تحترم المكان اللي هي فيه غصبًا عنها وماهو كل مرة بطنِّش عشانك يا حصة !!
العنُود بإندفاع طائِش : لآ أنا أبغاك ماتطنَّش ! مستقوي على الحريم .. لو فيك خير تستقوي على الرياجيل ولا بس شاطر علينا !! مالك دخل فيني .. أنا مسؤولة عن نفسي لا أنت أبوي ولا أخوي وأمي الحمدلله للحين عايشة !! مالك علاقة فيني أسوي اللي أبيه ولا بعرف كيف ألوِي إيدك بـ *بنبرةٍ خُبث مُهددة* بالجوهرة.
حصة بعصبية : العنووووود ... لاتجننيني
سلطان وكأنَّ برودٍ أصابه الآن : عفوًا ؟ وش قلتي ؟ أبيك تعيدين
العنُود بإبتسامة : أقول إذا تبي تحافظ على زواجك من الجوهرة تحفظ نفسك بعيد عني
سلطان: توِّك ماطلعتي من البيضة وتهدديني ؟ والله وطلع لك لسان .. تقدَّم إليها ومحاولات حصة بائِسة هزيلة.
العنُود حاولت ان تهرب ولكن وصل لها سلطان ليشدِّها من شعرها و يدفعها على طاولة الطعام ذات الخشب المحرُوق ، حاولت أن تُمسكه حصة عن إبنتها الوحيدة ولكن قوتِه الكبيرة جعلته ينشرُ الكدماتِ على ملامِح العنُود الناعِمة.
سلطان يرفع رأسها من شعرِها وبخفُوت : مسألة أنك تهدديني هذي جديدة عليّ ، صدقيني ممكن أذبحك و أدفنك مع تهديدك .. لاتحطين راسك براسي عشان ماتخسرين نفسك !!
العنُود ببكاء : يمممممممممممه شوفيييه
حصَّة تُمسكه من ذراعه بضُعف : تكفى يا سلطان خلاااص قطَّعت شعرها
سلطان : هذي بنتك يبي لها تربية من جديد
العنُود بصراخ : متربية غصبًا عنك وقبل لا اشوف وجهههك !!
سلطان وكان سيقترب منها مرةً أخرى ولكن حصة وقفت أمامه : خلاااص .. ياعنود روحي لغرفتك
العنود تمسح نزيفُ شفتيْها : شوهني الله يشوِّهه الكلب
سلطان : مين الكلب ؟
العنود بحدة : أنت .. وأنت .. وأنتتت . وانـ
لم تُكمل من صفعةٍ مدوية على بالقُرب من شفتيْها جعلتها تنزفُ أكثر ، أبعد حصة عن طريقه و لوى ذراعها خلف ظهرها وهو يحرقُ أذنها بغضبه : كلامِك أحسبي حسابه قبل لا ينقال فيني .. فاهمة . .
شدّ على إلتواء يديْها أكثر حتى كادت تنكسِر و تركها.

،

سحبها لغُرفةِ التخزين الخاصَّة بأدواتِ التدريبْ و الحوائِط الخشبية ، بعيدًا عن الأنظار المُختبئة خلف نوافِذ القصر ، فتح " اللمبة " الخافتة التِي تتدلى من السقف الخشبي بخيطٍ رقيق و الظلامُ يُحيطهم.
رتيل بغضب تُخفِي خلفه توتُرٍ عميق : أتركني أروووح .. وش تبي ؟ يخيي فكني منننك
عبدالعزيز بنظراتٍ غير مفهُومة ، أو أنه حتى هو لايفهم رغباتِ عينِه ، واقفٌ أمامها بالغُرفةِ المُغلقة الخشبيـة الضيقة و لاشُباكٍ يثقبُ هذا الخشبْ ذُو لونِ الشاطىء.
رتيل نبضاتِها لا تستقر و رجفةٌ تهزُ أطرافِها ، بفكوكٍ تتصادمْ رهبةً : عبدالعزيز .. لو سمحت
عبدالعزيز و انظارِه لا ترمش عليها ، يُردف بهمسٍ مُرعب : على ؟
رتيل وأفلتت أعصابها : روح لأثيرك وتمتع فيها زي ماتبي .. أما أنا تتركني
عبدالعزيز بإبتسامةٍ تُظهِر القليلُ من أسنانه : أنتِ غير و أثير غير
رتيل عادت بخطواتٍ قليلة إلى الخلف ، و بنبرةٍ مُهتزة : وش قصدِك ؟
عبدالعزيز : أثير زوجتي و حاضري و مُستقبلي
رتيل أهدابِها ترتجف ، تشتعل غيرةً من هذه الأثير و كلماتِه عنها.
عبدالعزيز : لكن أنتِ . . .
رتيل تشعُر بأنَّ عيناها تتفجَّر بالحرارةِ و ثقبٌ من نصلِ غيرةٍ يلتهمُ قلبها ،
عبدالعزيز بنبرةٍ خافتة تُشبه تأثيرُ النور حولهم : مقدر أرفضك .. يعني أنتِ تخيلي أحد يعرض نفسه عليك ؟ ترفضين ؟ أكيد لأ
حممٌ تنصَّبْ في قلبِ رتيل ، و إهتزازُ رمشِها يفضحُ ربكة قلبها و إنتفاضِ روحها العالقة في حُنجرتها تتشكَّل على هيئة غصَّة ، قليلٌ فقط قليلٌ من الرحمة أو حتى من الشفقة فأنا راضيـة ، فقط القليل لا أطلبْ الكثير فقط أن تحترم هذا الحُب ، ألهذه الدرجة يا عزيز ؟ يالله أوصَل حالِي إلى مرحلة أنَّ تشفق عليّ حتى الأشياءُ الصغيرة التي لا تعنيك شيء ؟ يا لذاعَة عقلي الآن و يا قسوةِ سياطه على قلبِي ، خوفِي عليك و صوتِي الجبان الذِي لا يصرخُ بِك تخيَّل أنه يشفق عليّ في وقتٍ كان يجبْ أن تُحيطنِي ببضعِ حُبٍ و إن كان عابِرًا و لكن تبقَى صُورتِك نقيـة في وسطِ قلبِي ، حتى " أُحبك " تشفق عليّ الآن !!
عبدالعزيز يقترب بخطواتٍ رقيقة ، يُحاصرها بالزاويـة ، وقفت مُنكسِرة ودمُوعها مازالت تُكابِر وهي تختنق في محاجِرها وتحجبُ عنها الرؤيـة بوضوح.
لا مفَّر من عزيز الآن ، ذراعيْه مُثبته على الحائِط و رتيل بينهُم ،
رتيل بحدَّة أتت مُهتزة : حتى زوجتك تخونها !! قذر .. حقير .. أنت مستحيل تكون رجَّال .. لو رجَّال ماتخون اللي ماصار لك كم يوم متزوجها .. لو رجَّال ماتختلي فيني كذا ... لو رجَّال ما تنسى حدودك .. لو رجَّال . . لم تُكمل وهو يضع باطن كفِّه على فمِها ،
عبدالعزيز و يُلصق جبينه بجبينها و كفِّه على فمِها وبصوتٍ محروق : و أنتِ ؟
دمُوعها تلتصِق بكفٍ عبدالعزيز ، و عيناها تحكِي الكثير ، يااه يا عيُونِي و يا رحمةُ الحديثِ بينها !
عبدالعزيز ببحةٍ قاتِلة لبقايا رُوحها : قلبك هذا *أشار بأصبعه وكأنَّها سهمٌ يغرز صدرِها* أنا أعرفه أكثر منِك ، أكثر بكثير
رتيل شدَّت على شفتيْها حتى تبكِي بصمتٍ و لاتخرُج منها شهقةٍ تائِهة تُدمِي قلبها ، دمُوعها تنساب على ملامِحها.
عبدالعزيز و مازال يُحاصِرها : أرفعي عيونك وقوليها .. قوليها وببعد عنِّك إن صدقتي فيها
يالله يُريد إذلالِي ، يُريد إهانتِي بكل قوَّاه الذكوريـة ، معك فقط شعرتُ بقمع المرأة و تسلطُ الرجال ، معك فقط شعرت لِم الصبيـة تحلمُ أن تُنجب طفلاً ينتمِي لجنسِ آدم المُتغطرس ، لأن لا أحد يُؤذينـا كالرجال ! لا أحَد يا عزيز يُؤذينـا ويُحطمنا كـ أنتُم.
بعد عبادةِ الله أشعُر أنَّ وظيفتكُم بالحياةِ هي تملُك المرأة و ممارسة غرُوركم على جسدِها و قلبُها بين كفُوفِكم يعتصرُ ولا رحمةٍ.
بحدة أرهبت رتيل : قوليها
رتِيل وعيناها تبكِي حُمرةً و بقايا الكحلُ تُحيطها بهالةٍ سوداء ، بنبرةٍ مُهتزة كاذِبة : أكرهههك
عبدالعزيز بجنُون : كذابة ، شفتِي أنك كذابة .. وتسأليني ليه أخون أثير ؟ أنا ماأخونها ! لأن أنتِ ولا شيء .. ولا شيء .. ولو أقولها عنك ماحرَّك فيها شعرة لأنها تدرِي أنك . . ولاشيء.
رتِيل أخفضت رأسها ، قوتِها تُجهض من رِحم هذا الحُب ، لا قوةٌ تملكها حتى تُدافع عن نفسها ، كُل ما كانت تقوله طوال الأيام الماضية لنفسِها بأنها ستتجاهله ولن تضعف أمامه و ستتناساه و ستتصنع كُرهه إلى أن أتكرهه ، كل شيء تبخَّر الآن ، كل شيء لا وجُود له ، أيّ معصيةٍ أرتكبتها ؟ أيُّ مقبرةٍ تدفنِي فيها يا عزيز !! أكان ذنبِي هائِلاً لهذه الدرجة ؟ أنا أصبحت " لا شيء "
يالله يا قسوةِ هذه الكلمة مِنك ، قسوت جدًا و جدًا تعنِي جرحٌ لا يُغتفَر و أشياءٍ رماديـة لن تتلوَّن مُجددًا .
رفعت ملامِحها الممتلئة بالدمُوع و حرارةِ أنفاس عبدالعزيز تحرقُ وجنتيْها : أنا ولا شيء ؟
عبدالعزيز يضع كفوفه الدافئة على جانبيْ رأسِها لتُغطِي إذنها : أنتِ مين أصلاً ؟ حتى أبوك وهو أبوك أرخصك ليْ !! . . زيادة عدد يا رتيل .. تجرح صح ؟ توجع أنك تكونين زيادة عدد في دنيا مثل هذي !
رتيل بحُرقة و بهمسٍ مجرُوح : لأ ما تجرحني لأنها منك وأنت ماتعني لي شي ..
عبدالعزيز و لمساتِه لملامِحها تزيدُ من إختناق عينها بالدمُوع ،
أردفت بحدَّة : و لا بأحلامك يا عبدالعزيز ... إذا أنتِ تشوفني ولا شيء أنا أشوفك نزوة .. نزوة وبتعدِّي .. مثلك مثل غيرك
عبدالعزيز كاد يخنُقها وهو يُذيب عظامِ وجنتيْها بكفيْه : نزوة !!
رتيل وضعت كفوفها على صدره لتدفعه و لم تستطِع قوتها الهزيلة ، خرجت من بينْ ذراعيْه وتخطُو بُسرعة إلى الباب وبربكة تُحاول فتح قفله ، شدَّها عبدالعزيز من خصرِها ليجعلها تقِف على أطراف أصابعها وتصِل لمستواه : وأنا بخلي للنزوة ذكرى
وضع ذراعه خلف ظهرِها مُحاولاً فتح أزارير بلوزتِها و حين أستصعب عليه مزَّقها من جهة الأمام ،
رتِيل سقطت على ركبتيْها بضُعف مقاومتِها لتهمس : إحنا بالعشر حرااام .. حرااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااام
عبدالعزيز و هو الذِي فتح أزارير قميصه ، نزعه ليُغطِيها وهو يهمس في أذنِها بأنفاسٍ حارقة : النزوات ما تمُوت في قلبك يا رتيل
أخفضت رأسها ليرتطِم على كتفِ عزيز ، وضعت رأسها على كتفِه باكيةً ، تحترق من داخلها من الله الذِي يراها في هذا المنظر ، رُغم كل هذا هي مُتشبثة مُتماسكة لم تقِف وتقُول أن الله يراني ، يأِست ، وصلت لمرحلة من اليأس تجعلها تغرقْ دُون أن تطلبَ النجاة.
طوقُ النجاة المكسُور على حافةِ حُبك يا عزيز ،
الشمسُ تشرق عليهم و بين ثقُوب الخشب يخترقُ ضوئُها ، خرج أنينها ، و خرج عزفُ الدمُوع.
عبدالعزيز بصدرِه العارِي يخنقُ ملامِحه بشعرِها ، يغمسُ أنفِه بين خصلاتِها البُندقيـة ،
رتِيل ويداها مريضةً تُوازِي جسدِها و قلبُها ينتفِض بدقاتٍ لا تهدأ تُشبه جرسٌ يُنذِر عن حريق ، أحترق بك يا عبدالعزيز ولا نجاة.
عبدالعزيز : تخافين مني ؟
رتيل بصوتٍ يمُوت : أخاف من الله
عبدالعزيز يُبعد ملامِحه عنها لتلتقِي عيناهُم ، و هواءٌ قليل يفصلُ بينهم و يُتسابقون عليه ، نزلت أنظارِه لقميصه الذِي يُغطيها الآن ،
رتيل بنبرة مُوجعة : كل اللي مزعجني أنك تسوي فيني كذا ؟ حتى إسم اني بنت صديق أبوك ماأحترمت هالشيء ! .. في كل البنات اللي تقابلهم واللي عندك ولا شيء تسوي فيهم كذا ؟ . . عُمري ماراح أكره شخص مايعني لي شيء قد ماأكرهك الحين !! و بتعدِّي يا عزيز .. ماراح أسمح لك تتعدى حدودك معايْ ..... ولأنك ماتعني لي شي راح أقول لأبويْ .. أخفضت نظرها لقميصه مُجبرة أن ترتدِيه ، أغلقت أزاريره حتى تُغطِي جسدها الذِي كُشِف أمامه
قبل أن تخرج ألتفتت عليه : انا ماكنت رخيصة بس أنت اللي ماكنت رجَّال .. وخرجتْ تارِكةً عبدالعزيز في وضعِ غير مُتزِن.
تنهَّد بضيق مما كان سيحدُث لولا رحمة الله ، يُدرك أن ماكان سيفعله هو من حقه الشرعِي ولكن دُون علم رتِيل يجعله يشعُر بدناءة الكون ترتمِي في قلبه ، يالله ماذا يحصُل بي ؟ يجب أن أروِّض نفسِي عنها ، يجب . . لا حل غير أثير ، يجب أن تكون أثِير حقيقةٍ في حياتِي .

في جهةٍ أُخرى أرتمت على السرير ورائِحة عطره تخترق أنفِها ، دفنت وجهها في سريرها وهي تبكِي بشدَّة ، كان سيُكتب على جبينها " زانيـة حتى لو أظهرتُ رفضِي " ، يالله كيف تجرأ أن يُمزق ملابسِي ؟ كيف تجرأ و نسَى الله و نسى تربيتِه و إسمه و نسى حتى مكانةُ أبِي ، مُستحيل أن يكُون عبدالعزيز الذي أحببته ، مُستحيل أن يكُون كذلك !
رُبما هذه الأسئلة كانت تُقال لي في فترةٍ مضت و لم أهتم بها و ها أنا أُعاقب عليها و كما تُدين تُدان ! ليتني فكرتُ بكلامِ عبير ، ليتني أخذتُ حديث والدي الدائِم ليْ بأهمية.
لا شيء آخر سوَى أنني سأكرهه رُغمًا عن قلبِي ، رُغمًا عن كُل شيء ، يارب أنزعه من قلبِي و من حياتِي عاجلاً غير آجل.

،


 توقيع : كتف ثالثه

!!!

أقف على خاصرة الدهشة بثلاث نقاط...






رد مع اقتباس