يذكر أن رجلا كان يحب شخصا، فمرض، فدخل عليه أصحابه يعودونه فوجدوا به خِفة، فانبسط معهم، وقال: من أين جئتم؟ فقالوا: من عند فلان عُدناهُ، فقال: أو كان عليلا؟ قالوا نعم وقد عُوفِي، فقال: والله لقد أنكرت علتي هذه، غير أني توهمت أن ذلك لعلة نالت من بعض من أحب. فكتب إليه:
إنّي حُمِمتُ ولم أشعُر بِحُمّاكا
حَتّى تَحدَّثَ عُوّادي بِشَكواكا
فقلتُ ما كانَتِ الحُمّى لِتَعهَدني
من غيرِ ما عِلَّةٍ إلا لِحُمّاكا
وخَصلَةٍ هي أيضاً يُستَدَلُّ بِها
عافانيَ اللَهُ منها حينَ عافاكا
أمّا إِذا اِتَّفَقت نفسي ونَفسُكَ في
هذا وذاكَ وفي هَذا وَفي ذاكا
فَكُن لَنا رَحمَةً نَفسي فِداكَ وَلا
تَكُن خِلافاً لِما ذو العَرشِ سَمّاكا
فَقَد عَلِمتَ يَقيناً أَو سَتَعلَمُهُ
صَنيعَ حُبِّكَ في قَلبي وَذِكراكا
|