الواقف هناك يا أنا ، يبحث عن شيء ما في المدينة ، توقف البارحة امامي وصار ينبش شَعري ويقول كان هنا ، ثم اشتد كفي وقال كان هنا ، وملس علي ثلاث مرات ، ومضى يخلع خفه وينظر عبره كالذي يرى خلال الباب ، ويستغفر بأعلى صوته كان الله لا يسمعه هامسا ، ويمشي يسأل الناس ان رأوه ولا احد يقف ، ويمضي المجنون حتى يصل لتمثال سعد زغلول ويتهامس خلسة مع الرجل حتى يثب عليه ، وانا لم ار قبلُ رجلًا غاضبًا هكذا على تمثال بعد ابراهيم ، ولم يخبرني احد ابدا عمَّ بحث الرجل ، حتى أتى اليوم الذي صادفت فيه مذكراته مدفونة قرب البئر الأعظم ، ويقول فيها : اذكر بوضوح انني قلت الكثير منذ ولادتي ، ورغم ذلك لسبب ما لا أرى كلماتي وانا بحثت في كل صورة واغنية ، ولم اجد كلماتي ، والله كلمة!
الله كلمة!
كيف يقف ايماني الممتد الى الحياة الابدية؟
وكيف يقف ينبوع الحياة على قبري ان لم يكتب على شاهده شيء؟
اين الكلمات يا الله؟
يقول صاحب قهوة متاتيا ان سعد زغلول كان يقول الكلمة فتشق الأرض ويزلزل الجبل ، ربما اختلس نصيبي السالف من الكلمات
لعن الله سعد زغلول
لعن الله سعد زغلول
صوفي.
|